Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::
:::
 

نقض
الاشتراكية الماركسية

::محتويات/فهرس الكتاب ::

(نسخة محدثة بتاريخ 2019/03/01م)

الاشتراكية الماركسية كانت في أول النصف الثاني من القرن التاسع عشر أيام حياة ماركس الذي توفي سنة 1883م مجرد فكرة فلسفية عن الحياة، ولكنها اليوم في أول النصف الثاني من القرن العشرين تحتل وجوداً ضخماً في العالم، إذ تقوم على أساسها دولة كبرى هي روسيا وإلى جانبها عدة دول تعد مئات الملايين من البشر تحاول السير في تطبيق هذه الاشتراكية الماركسية، ثم لها دعاوة عالمية واسعة، وأتباع منتشرون، حتى إنه لا تكاد تجد دولةً تخلو من اشتراكيين ماركسيين. وفي البلاد الإسلامية كلها ولا سيما سوريا والعراق ومصر وإندونيسيا والهند استهوت الاشتراكية فكرياً، ولدى النزر القليل عقائدياً، الكثير من أبناء المسلمين، فكان لا بد من الوقوف معها ساعة من نقاش يكشف فيها عن وجه الحق، ويعرض فيها صواب الرأي، بعمق واستنارة حتى تنجلي الحقائق، ويبرز زيف الباطل، فلعل معتنقي هذه الفكرة البالغة الخطر على الإنسان يبصرون النور، فيثوبوا إلى الحق، ويسيروا في طريق الهدى، ويدركوا مدى ما كانوا فيه من ضلال ما بعده ضلال، ويروا أن واجبهم حرب هذا الكفر والإلحاد.


فهذا كله يبين أن تغير وتحسين أدوات الإنتاج لا يؤدي إلى تغير العلاقات لا بصورة حتمية ولا غير حتمية، فليس أحدهما مرتبطاً بالآخر. والدليل على ذلك تاريخياً تغير أدوات الإنتاج عند المسلمين عدة قرون مع بقاء العلاقات كما هي، والدليل على ذلك واقعياً تغير أدوات الإنتاج في أمريكا واليابان ودول أوروبا دون أن يتبع ذلك تغير في العلاقات، وإذا انتفت هذه النقطة وانتفاؤها واضح بشكل قطعي فقد انهارت المادية التاريخية كلها وانهارت خواص الإنتاج. فإنها كلها مبنية عليها. إذ يبدأ التغير عندهم في أدوات الإنتاج وهذه تستتبع تغير علاقات الإنتاج لتطابقها، وعدم مطابقتها يوجد التناقضات وهذه تؤدي إلى نضال المتضادات فيحصل حينئذ التحول ليجري التطابق بين العلاقات وأدوات الإنتاج. هذا هو خط السير عندهم. فإذا ثبت أن أدوات الإنتاج لا علاقة لها بعلاقات الإنتاج فإن ما بني على هذا من التطابق والتناقضات ونضال المتضادات يصبح تخيلاً ووهماً إذ لا وجود له فتسقط النظرية كلها. أما وقد ثبت بشكل قطعي أن أدوات الإنتاج لا تؤثر ولا تتأثر بعلاقات الإنتاج من حيث النظام فإن المادية التاريخية نظرية خاطئة وهي مجرد فروض، بل مجرد أوهام وتخيلات.