Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

(سلسلة أجوبة العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير
على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك “فقهي”)

جواب سؤال
شهداء معركة مؤتة
إلى سعدي ذيب عوض

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أخانا وحبيبنا وشيخنا وأميرنا عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظك الله ورعاك وجعل النصر على يديك وأبعد عنك حقد الحاقدين ونكث الناكثين وجعلنا الله من المطيعين لله ورسوله تحت إمرتك وثبت الله أقدامنا من أن تزل أو تخون... شيخنا الفاضل لي سؤال أرجو منك الرد عليه بأقرب وقت إن أمكن ذلك وهو:

لقد ورد في كتاب الدولة الإسلامية في الصفحة الـ106 السطر الأول في موضوع فتح مكة (ولما رجع المسلمون من مؤتة وقد قتل منهم خلق كثير...)

شيخنا وأميرنا لقد وقفت على عبارة (قتل منهم خلق كثير) وبحثت في كل المراجع ما وجدت شيئا يدل على صحة هذه العبارة أو ما يثبت واقعها - ولكن وجدت في الروايات من قال عدد القتلى 8 ومنهم من قال 12 ومنهم من قال 13 ومنهم من قال 15 وهنالك دلائل تدل على عكس ذلك ومنها أن الرسول عليه الصلاة والسلام سمى خالداً بسيف الله المسلول ووصفهم بالكرّارون لا الفرارون، ولو رأينا خالدا كيف تكسرت في يده 9 سيوف لاستنتجنا جلدة المسلمين وصبرهم على القتال وأيضا كيف دب الرعب في القبائل بعد هزيمة الروم، ويذكر أيضا أن أجساد الشهداء كانت مليئة بالطعنات تصل إلى 50 أو 70 طعنة وضربة سيف، هذا من جانب ومن جانب آخر قتل في غزوة أحد خيرة الصحابة ومن حفظة القرآن أكثر مما قتل في مؤتة حسب الروايات وما قلنا عن هذه المعركة قتل خلق كثير

أرجو منكم الإجابة والتوضيح وبارك الله بكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

لقد سبق أن أجبنا على هذا السؤال وأرسلناه للمناطق، ويبدو أنك لم تطلع على الجواب من منطقتك لسبب ما... وأنقل لك بعض ما جاء في الجواب مما له علاقة بسؤالك:

[الموضع المذكور في كتاب الدولة الإسلامية هو:

(ولما رجع المسلمون من مؤتة وقد قتل منهم خلق كثير، خيل لقريش أن المسلمين قد قضي عليهم، فحرضوا بني بكر على خزاعة وأمدوهم بالسلاح، فأغار بنو بكر على خزاعة وقتلوا منهم، ففرت خزاعة إلى مكة، وسارع عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة، وجعل يقص على الرسول صلى الله عليه وسلم ما حدث لهم ويستنصره...)

هناك روايات بأن عدد الشهداء في مؤتة هم اثنا عشر، وهناك روايات أخرى بأن عدد الشهداء نحو السبعين. وهذا يعني أن ما هو مذكور في الدولة له وجه، وبخاصة وأنه (عقلاً) يتوقع المرء أن الشهداء أعداد كثيرة، وذلك لأن عدد الجيش الإسلامي نحو ثلاثة آلاف، وجيش الأعداء نحو مئتي ألف... بالإضافة إلى أن قادة الجيش الثلاثة قد استشهدوا، وبخاصة وهم الذين كانوا يحملون الراية، ويندفع الجيش بكثافة عادة في الحروب القديمة للقتال حول الراية... فهو يدل وفق واقع الحروب القديمة أن أعداداً كثيرة من الجيش قد استشهدوا...

1- من الأدلة بأن شهداء مؤتة بلغوا سبعين أو نحوها:
*- جاء في كتاب دلائل النبوة للبيهقي مخرجا (3 / 277):
(أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ، بِبَغْدَادَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: يَا رَبَّ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ: سَبْعِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَسَبْعِينَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَسَبْعِينَ يَوْمَ مُؤْتَةَ، وَسَبْعِينَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ)

*- وفي السيرة النبوية لابن كثير (3 / 91):
(وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُول: قَارب السَّبْعِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَيَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، وَيَوْمَ مُؤْتَةَ، وَيَوْمَ الْيَمَامَةِ.)

2- من الأدلة بأن شهداء مؤتة اثنا عشر أو نحوها:
*- جاء في السيرة النبوية لابن كثير (3 / 489):
(فصل فِي ذكر مَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ مُؤْتَةَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَمِنَ الْمُهَاجِرِينَ... فَهَؤُلَاءِ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ. وَمِنَ الْأَنْصَارِ... أَرْبَعَةُ نَفَرٍ. فَمَجْمُوعُ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ هَؤُلَاءِ الثَّمَانِيَةُ، عَلَى مَا ذَكَرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ، لَكِنْ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَمِمَّنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ مُؤْتَةَ فِيمَا ذَكَرَهُ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ...فَهَؤُلَاءِ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَيْضًا، فَالْمَجْمُوعُ عَلَى الْقَوْلَيْنِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا.)

*- وفي السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (2 / 428):
(... وإنه لشيء نادر في تاريخ الحروب أن يقف جندي واحد أمام سبعين من الجنود المدججين بالسلاح، ولكنه الإيمان الذي يصيّر من الجبناء شجعانا، ومن الشجعان أبطالا، ولعل مما يثير العجب أن جميع من استشهد من المسلمين في مؤتة ثمانية، وقيل اثنا عشر.)

- من حيث الجمع بين الأدلة فما دام الدليلان لا يتميز أحدهما عن الآخر من حيث القوة فإنه يقتضي الأخذ برواية السبعين لأن رواية الاثني عشر داخلة فيها، وهكذا يجمع بين الروايتين فيكون مدى علم الأول أنهم اثنا عشر ولم يعلم بغيرهم، وأما الثاني فقد علم أكثر. واستشهاد سبعين من ثلاثة آلاف يصدق عليه “خلق كثير”...

وبذلك يكون المذكور في كتاب الدولة له وجه... وعليه فلا داعي لتغيير المذكور في كتاب الدولة) انتهى

13/02/2017] انتهى.

آمل أن يكون في هذا الكفاية، والله أعلم وأحكم.

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله)على المركزي
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على الفيسبوك
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على غوغل بلس
رابط الجواب من صفحة الأمير (حفظه الله) على تويتر

12 شعبان 1439هـ

 
28/04/2018م
 



إقرأ أيضا:-