Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

ما الذي ينتظره المجلس الأعلى للقوّات المسلّحة،
والحلّ بين يديه؟!

يتساءل أهل مصر في هذه الايام حائرين: وماذا بعد؟ وما الذي ستؤول إليه أحوالهم بعد الثورة على الظلم؟ وهل زال الظلم فعلا؟! أليس الجيش الذي وقف معهم في ثورتهم سيخلّصهم مما كانوا فيه؟ ثم ما هو سبيل الخلاص؟

يا أهلنا في مصر الكنانة،

إنه لا يخفى عليكم ما آلت إليه أحوال الناس وانحدارها من سيء إلى أسوأ، ولا يخفى عليكم ما تقوم به حفنة من أتباع الأمريكان نعدّهم على أصابع اليد عدّا من محاولة اختطاف الثورة يطالبون بالديمقراطية والليبرالية وتشريع البشر الذي  يفصل الدين عن الدولة ويجلب الظّلم كلّه!
إن مفاتيح إنقاذ مصر الآن هي بين يدي المجلس الأعلى للقوات المسلحة والجيش، وإن هذا الجيش -جنودا وضباطا- يتكون من أبنائنا فلذات أكبادنا والذين يدينون بديننا وبهم فاخَرْنا العالم يوم مرّغوا أنف يهود وأذاقوهم طعم الهزيمة والصَّغار، وهم الآن يقفون على مفترق لطريقين واضحي المعالم:

طريق ينالون به شرفا في الدنيا وثوابا عظيما في الآخرة بإذن الله إن طبقوا شرع الله تطبيقا انقلابيا كاملا من خلال الإعلان عن دولة الخلافة الإسلامية وإقامتها، التي ستنشر العدل وترعى شئون الناس، وتعيد لنا سيرة الخلفاء الراشدين، طريق الجنّة والخير، طريق العزّة والنّصر والعيش الكريم، طريق فرضه رب العالمين علينا، وهو مطلب أكثر من 93% من أهل مصر المسلمين بحسب عقيدتهم وأحكام شرعهم، هذا الطريق الذي يوفر الأمن ويرفع الظلم ويقضي على الفقر، ويضمّ باقي بلاد المسلمين إلى قاهري الصليبيين والتتار، ويوقف نهب أموال وثروات المسلمين من قِبَل أمريكا وأوروبا، ويعيد توزيع هذه الثروات بحسب أحكام الشرع باعتبارها ملكية عامة للمسلمين، لتصبح مصر حاضرة الخلافة الإسلامية والدولة الأولى في العالم.

وحتى بالنسبة للقلّة الباقية من أهل مصر من الأقباط، فإنه وبشهادتهم أيضا قد عاشوا ربيع حياتهم في ظل دولة الخلافة، وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بهم خيرا حيث قال “فأحسنوا إليهم، فإنّ لهم ذمّة، وإنّ لهم رحْما” فهم أخوال إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مارية القبطية رضي الله عنها، وقد حفظ المسلمون لهم ذلك. والتأريخ يشهد بتلك الحادثة العظيمة عندما شكا قبطي ابن والي مصر، حيث ضربه بالسوط لأنه سبقه قائلا له أتسبق ابن الأكرمين؟! فأعطى الخليفة عمر بن الخطاب القبطي السوط ليضرب ابن الوالي، وقال عمر للقبطي اضرب ابن الاكرمين، واجعل السوط يمر من أمام أنف أبيه عمرو بن العاص لأنه ضربك بسلطان أبيه! فهل يجود التاريخ بعدلٍ مع الأقباط مثله؟
وأما الطريق الثاني، طريق التبعية لأمريكا والغرب وعملائهم وأبواقهم وديمقراطيتهم ومجلس أمْنهم، طريقٌ سالكوه ليسوا بِمنأى عمّا أصاب مَنْ قَبْلهم، طريقٌ يواصل خداع الناس وتضليلهم حتى لا يصل الإسلام إلى الحكم، طريق يورد المهالك في الدنيا والآخرة، وهو نفس طريق النظام البائد أو تجميل وتزييف له بتنقلات وتغيير وجوه هنا وهناك مع تحقيق مطلب أو مطالب لا تسمن ولا تغني من جوع، طريق المطالبين بالديمقراطية الليبرالية الرأسمالية العفنة بأزماتها المحلية والعالمية، طريق الظلم وقمة الإرهاب التي تُبقي سيطرة أمريكا وأوروبا ويهود يتحكمون في رقابنا بحيث تمخر عباب بحارنا وقناتنا سفنهم محملة بنفطنا وثرواتنا رغما عنّا وبثمن بَخْسٍ مفروض علينا، وكذلك حاملات طائراتهم تقتل وتعربد في بلاد المسلمين وتسيطر على الجو والبر والبحر تحت سمعنا وبصرنا، طريق ظاهره فقر وذلّ وظلم، وباطنه حرب على الإسلام وأهله.

فأي الطريقين أيّها المسلمون أحقّ بالاتباع؟!
(وَمَنْ أعرَضَ عنْ ذِكْري فإنَّ لهُ معيشةً ضَنْكاً ونَحشُرُه ُيومَ القيامةِ أعمى، قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَني أعمى وقدْ كُنتُ بَصيراً، قالَ كذلكَ اتَتْكَ آياتُنا فَنَسيتَها وكذلكَ اليومَ تُنْسى).

أيّها المسلمون، يا أهل مصر،

إنه لا خلاص لكم إلا بالإسلام، وإن النصر الحقيقي للثورة لا يكون إلا بتغيير جذري انقلابي  يطبق شرع الله تطبيقا كاملا من خلال دولة الخلافة الإسلامية. ولقد رأيتم بأعينكم أن كل محاولات التجميل للنظام السابق بوجوه جديدة لم تزدكم إلا خسارا. فالدستور والقوانين كما هي لم تتغير، وما تغير منها كان أسوأ من سابقيه، فهل تقبلون خداعا وتضليلا؟ إن تغييرها لا يكون إلا بإزالتها من جذورها ليحل محلها شرع الله.

أيّها المجلس الأعلى للقوات المسلحة،

اعلموا أنكم تقودون جندا من خير أجناد الارض، ولن يقبل هؤلاء الجند إلاّ نصرة أهليهم وذويهم، وإنّهم  وأهليهم يعلمون أي الطريقين أحق بالاتباع، ويعلمون أن الامّة كلها معهم من مشرقها إلى مغربها ومستعدة للتضحية ومستعدة لتأييدهم ومستعدة لدعمهم لاتباع الطريق الأول، ويعلمون فوق هذا كلّه أن الله معهم وناصرهم وهو مولاهم، وأنَّ الكافرين وأبواقهم  وزبانيتهم لا مولى لهم.
فَعَلامَ الانتظار؟! إن بين يدي حزب التحرير دستورا إسلاميا كاملا جاهزا للتطبيق الفوري يضعه بين أيديكم، دستورا يرقى بمصر لتقود العالم، فاستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم، وأعلنوها دولة خلافة راشدة قبل فوات الأوان. (ويَومَ يَعَضُّ الظّالِمُ على يَديهِ يَقولُ يا لَيْتَني اتّخَذْتُ مَعَ الرسولِ سَبيلاً، يَا وَيْلَتى لَيتَني لَمْ أتّخِذْ فُلانَاً خَليلاً، لَقدْ أضَلَّني عَنِ الذّكْرِ بَعْدَ إذْ جَاءَني وكانَ الشيطانُ للإنسانِ خَذولاً).

﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

28 من شعبان 1432 هـ
 
حزب التحرير
2011/07/30م
 
ولاية مصر
 


إقرأ أيضا:-
﴿‌شَهْرُ ‌رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
بداية شهر رمضان المبارك ونهايته لا تُحددها إلا الرؤية الشرعية للهلال
ثم ماذا بعد أيها المسلمون؟ ماذا تنتظرون بعدما شاهدتم ما حدث في غزة؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتستجيبوا لفرض ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة؟!
ضرباتٌ في عمق لبنان! أين السلطة السياسية وأجهزتها من استحقاقاتهم؟! ثم أَلَم يفرغ الصبر الاستراتيجي للمحور إلى الآن؟!
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!