Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا
فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ}

منذ 15 سبتمبر/أيلول، زمن العودة المدرسيّة ونساؤنا وبناتنا يمنعن من دخول المدارس والجامعات لأنّهنّ يغطّين رؤوسهنّ.ولم  تقف محنتهنّ عند هذا الحدّ فقد لاحقتهنّ عصابات النظام في الشّوارع وعند خروجهنّ من المساجد – وبخاصّة بعد صلاة التّراويح – و قادوا بعضهنّ إلى مراكز الشّرطة وأجبروهنّ علي نزع الخمار والتّوقيع علي التزامات بأن لا يلبسن الخمار والجلباب وأن يخرجن عاريات الرّؤوس! وليت الأمر وقف عند القمع والمنع بل تجاوزه إلى شنّ حملة تشويه وتضليل قادها رئيس الدولة وتابعه فيها وزراؤه وحزبه وادٌعوا أنٌ الشٌرع – وهو من ادٌعائهم بريء - لم يوجب على المرأة أيٌ لباس ووصفوا الجلباب والخمار- زورا وبهتانا وتضليلاـ بالزّيّ الطّائفيّ,وادّعوا ظلما بأنّ هؤلاء النّسوة يخالفن السّائد المألوف في الشّارع ابتغاء الفتنة وضربا لمقوّمات المجتمع,واتّهموهنّ في دينهنّ بأنّهنّ لا يرتدين الجلباب والخمار تديّنا وإنّما يرتدينه - حسب زعمهم - تستّرا لمآرب أخرى! {قاتلهم الله أنى يؤفكون}.

أيّها المسلمون في بلدنا الحبيب:
إنّ اللّه سبحانه وتعالي قد بيّن لنا في كتابه العزيز بوصف واضح مفهم لباس المرأة المسلمة ولم يترك مجالا لتأويل متأوّل أو لإغراء مرجف أو لمن في قلبه مرض.فقد أوجب اللّه تعالي علي المرأة أن يكون لها جلباب تلبسه فوق ثيابها حين تخرج للأسواق أو تسير في الطّريق العامّ,قال تعالي: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) سورة الأحزاب

وفي صحيح مسلم{ عن أم عطية قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخـدور فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال لتلبسها أختها من جلبابها}

أي تعيرها أختها (امرأة أخرى من المسلمات) جلباباً لتخرج فيه، قال النووي:
(لتلبسها أختها من جلبابها) أي لتلبسها جلبابا لا تحتاج إليه عارية.
تبيّن الآية الكريمة والحديث الشّريف أنّ الواجب علي المرأة المسلمة أن تلبس جلبابا حين تخرج إلي الحياة العامّة. والجلباب – كما ورد في القاموس المحيط – هو الملاءة أو الملحفة الّتي تلبس فوق الثّياب. ومعني يدنين: يرخين ويسدلن أي يكون الجلباب مرخىً إلى أسفل يغطي كامل بدنها.

وقال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ... الآية} سورة النّور.

تبيّن الآية الكريمة بشكل قاطع أنّ الواجب علي المرأة المسلمة أن تغطّي رأسها ,إذ الخمار في اللّغة هو غطاء الرّأس, وأُمرت أن تجعل جزءا من الخمار تغطّي به العنق وفتحة الصّدر. ويزداد الأمر جلاء وبيانا في ما رواه البخاريّ: قالت عائشة رضي الله عنها: “يرحم الله نساء المهاجرات الأُول؛ لما أنزل الله: {وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن} شققن مروطهنّ فاختمرن بها”، وفي رواية عنها قالت: “أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي، فاختمرن بها” (رواه البخاري).

وكل هذه الأدلة تؤكد تأكيدا قاطعا لا يترك مجالا لفهم غيره.فالخمار والجلباب فرض عين على المرأة المسلمة البالغة، أمر به الله سبحانه في كتابه العزيز، وأمر به النبي صلى الله عليه وسلم في سنته، وأجمع عليه العلماء قديما وحديثا ولم يشذّ منهم أحد يوصف بالعلم. فهو معلوم من الدين بالضرورة.

إنّ الخمار والجلباب ليس لهما معني غير ما أقرّته العرب في لغتها ونزل به الوحي وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسار عليه الخلفاء الراشدون من بعده، والخلفاء من بعدهم، وفهمه كلّ علماء المسلمين,وليس لهما – كما يفتري المفترون - من معني خاصّ أو رمزيّ ابتدعته طائفة خرجت به عن صفّ المسلمين تريد أن تشقّ جماعتهم! {كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا} هو لباس المرأة المسلمة الطّاهرة العفيفة المحصنة التّي أمرنا ربّنا أن نصُونها ونحميها لا أن نُؤذيها بالافتراء عليها أوالأغراء بها أو اعتراض طريقها وجرّها إلي مراكزالبوليس لإرهابها وفتنتها عن دينها وإلزامها بخلع لباسها لباس العفّة والطّهارة.فهو لباسها وشعارها الّذي تعرف به فلا يؤذيها فاسق أو منافق قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} سورة الأحزاب 59.

أيها المسلمون
أيها الأهل في تونس
إن حـزب التحريـر في تونس يتوجه:
-  إلى الأهل في تونس، رجال عقبة والقيروان، أحفاد الفاتحين الذين حملوا شعلة الإسلام حتى وصلوا بها إلى الأندلس... يا من آمنتم بالله رباً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً:
قوموا لله قياماً فانصروا دينه، وذبّوا عن أعراضكم، ولا تخشوا الكافرين ولا عملاءهم... انزعوا عنكم لباس الخوف والذل، واخلعوا أيديكم من طاعة الكافرين وعملائهم المنافقين، فإن الله ناصركم وخاذلهم... ضعوا أيديكم في أيدينا لنقيم دولة الحق، دولة الخلافة، فبها يقام دينكم وتعـزّون ولا تذلون... بها تصان الأعراض، فقد كانت المسلمات الطاهرات العفيفات مصانات لقرون طويلة إلى أن سقطت الخلافة، ولم يكن من قبل من يجرؤ على أن يؤذيهن ولو كان إمبراطور الروم، فقد كان لكل مسلمة معتصم يجيش الجيوش ويقودها ولو كان المستصرخ امرأة واحدة.

-  وإلى المسلمات الطاهرات العفيفات:  اتقين الله واستمسكن بالذي أنتن عليه، فإنه الحق من ربكن، واستعصمن بالله، واعلمن أنكن مظلومات وأن ليس بين دعوة المظلوم وبين الله حجاب، فادعينه وتوكلن عليه فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه، ثم اعلمن أن لكن أخوة يصلون ليلهم بنهارهم لإعادة الخلافة من جديد لتنتقم لَكُنَّ ممن ظلمكن، وليس ذلك على الله بعزيز:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. النور 55.

وإلى أعوان النظام الحاكم الذين ولغوا بيدهم أو بلسانهم في إلحاق الأذى بالمسلمات العفيفات الطاهرات:
لقد ارتكبتم منكراً فظيعاً حيث أطعتم هذا النظام الجائر الفاجر بملاحقة المسلمات وإكراههن على نزع لباس الإسلام الذي فرضه الله سبحانه ورضيه لعباده المؤمنين، فبعتم آخرتكم بدنيا غيركم، وهم لن يغنوا عنكم من عذاب الله من شيء، وليس من نجاة لكم إلا أن تُكَفِّروا عن المنكر الذي فعلتموه بأن تتوبوا إلى الله توبة نصوحا، وتنصروا الله ورسوله فتخلعوا طاعة هؤلاء الحكام وتغَيِّروا عليهم، فعسى ربكم، إنْ فعلتم، أن يغفر لكم وإلا كان حالكم كحال أشياعكم من قبل {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ (67) رَبَّنَا ءَاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا} الأحزاب.

-  وأما النظام الحاكم بعامة، ورأس النظام بخاصة، فنصعقه بقوله سبحانه: {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا(89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} مريم، فقد تجرأت على يدن الله، فخالفت أمراً معلوماً من الدين بالضرورة، فأمرت زبانيتك بملاحقة المسلمات لخلع (حجابهن)، ومن تجرأ على دين الله فلن ينجو من عذاب الله في الآخرة {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} البروج 10، وكذلك لن ينجو من عذاب الخزي في الدنيا، يوم يكرم الله هذه الأمة بنصره، فتنطبق على أعناق الذين ظلموا، وتذيقهم وبال أمرهم:
{إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} الطلاق 3.

8 من شوال 1427هـ
 
حـزب التحريـر
2006/10/30م
 
تونس
 


إقرأ أيضا:-
بداية شهر رمضان المبارك ونهايته لا تُحددها إلا الرؤية الشرعية للهلال
ثم ماذا بعد أيها المسلمون؟ ماذا تنتظرون بعدما شاهدتم ما حدث في غزة؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتستجيبوا لفرض ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة؟!
ضرباتٌ في عمق لبنان! أين السلطة السياسية وأجهزتها من استحقاقاتهم؟! ثم أَلَم يفرغ الصبر الاستراتيجي للمحور إلى الآن؟!
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾