Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

رئيس الوزراء في الأردن
يشكو من الأغلبية الصامتة

في 15/6/2004م نشرت الرأي محاورة مطولة مع رئيس الوزراء فيصل الفايز، وفي إجابته عن سؤال حول التنمية السياسية قال الرئيس شاكياً: “إن هناك نسبة تصل إلى 90٪ من المواطنين يشكلون أغلبية صامتة...”. ونقول للرئيس حقيقة يعرفها ولكنه يتجاهلها: إن هذه الأغلبية الصامتة غير راضية عن النظام في هذا البلد، لا عن سياساته ولا عن حكوماته المتعاقبة، وهي -وإن كنتَ تراها صامتة- مرجلٌ يغلي بسبب ما جُرِّب عليها من قوانين وأنظمة وضعية، ذاقت منها الذل والهوان والكبت والأذى. ورئيس الوزراء يعلم أن هذه الأغلبية إن تكلمت بما في نفسها كان جزاؤها التنكيل وعدم الاستجابة، إن الأمة قد فقدت الثقة والأمل في كل المسئولين عنها، لأنهم أصبحوا من غير جنسها، ولم يصلوا إلى مستوى وعيها، الذي أدركت به أن العلاج الوحيد لمشكلاتها هو في الإسلام دينها فقط، وليس في الديمقراطية، أو مشروع الإصلاح الأمريكي، كما أنه ليس في السير مع النظام الدولي القائم، فقد جرَّبوا وجُرِّبت عليهم هذه الوصفات فلم تزدهم إلا وهناً على وهن وذلاً إلى ذل، حتى أصبحوا كما حذرهم الرسول  بقوله: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها...» .
وكيف لا يصمتون! وأنتم أيها الرئيس تعرضون عليهم، وتطلبون منهم ما يزيدهم ضعفاً وذلاً، فأنت تقول في نفس المحاورة : “فالنقابات لا همّ لها سوى القضايا القومية، فيما هي غير معنية بما يجري داخل الوطن” . فهل الأردن وحده بلدهم؟! أليست العراق وفلسطين وأفغانستان والشيشان بعض بلاد المسلمين؟ ألا تعلم أن الأردن كان جزءاً لا يتجزأ من دار الإسلام، التي كانت تحكمها دولة واحدة ملأت سمع الدنيا وبصرها بحضارتها وقوتها، في حين تنكر على النقابات اهتمامهم بالبلاد العربية التي كانت جزءاً من الدولة الإسلامية المترامية الأطراف، التي ما إن هدمت حتى آلت أحوالنا إلى ما آلت إليه من خنوع واستضعاف، حتى صرت  أنت كرئيس وزراء تداهن يهود، وتطالب بالمحافظة على العلاقة معهم رغم أنهم يغتصبون أرض المسلمين، وصرت تمالئ الأمريكان وهم يحتلون أجزاء أخرى من بلاد المسلمين! فهل الأردن الآن فيه مقومات الدولة التي تقف في وجه أطماع الدول الكبرى، حتى ينحصر همُّ الناس به دون غيره من بلاد المسلمين؟! وها أنت تقول :”دعوني أكشف لكم ما لا أعتبره سراً، وهو أننا نأخذ من الولايات المتحدة  450 مليون دولار مساعدات ثابتة سنوياً، وأخذنا في السنة الماضية 700 مليون...” ويتساءل الصامتون بينهم وبين أنفسهم، طبعاً: لماذا زادوها لتصل 700 مليون؟! ولقد أجابوا على ذلك، ولكن بصمت :”زادت المساعدات لتقفوا معها في العراق ولو بإسكات شعوبكم”.
وكيف تنطق الأغلبية الصامتة وأنت تخبرها أن التنمية السياسية تنمية مبرمجة، يمنع من المشاركة فيها طلاب الجامعات في جامعاتهم، وطلاب المدارس في مدارسهم، والمعلمون في مدارسهم، فتقول : “ونحن ضد أن يكون للأحزاب مراكز في الجامعات...وقبل كل شيء غرس مفاهيم الولاء والانتماء”. فمن ممارسة العمل السـياسي تنبع مفاهيم الولاء والانتماء بشكل طبيعي، إلا إذا أردت أن تجبر الناس على الولاء والانتماء لشعارات لا معنى لها، ويصعب عليك أن تقنع الناس بها، فالولاء والانتماء عند الأغلبية الصامتة لله وللإسلام، وليس لتراب وأشخاص وشعارات، لأنهم لا يريدون أن يعيشوا ليأكلوا ويشربوا فقط، بل يريدون أن يعملوا ليوم ينتظر الجميع {ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود} يقول الله فيه: {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} {يوم لا ينفع مال ولا بنون} ولا ينفع وزير أو رئيس أو ملك.
وتقول الناطق باسم الحكومة في نفس الصحيفة وفي نفس اليوم عن رفض الحكومة لإنشاء نقابة للمعلمين :”بأنه نابع من خشية الحكومة أن تتحول المدارس إلى أماكن للتنظيم الحزبي وطريقة للتحالف الحزبي السياسي...”، فإن كانت الحكومة لا تريد للنقابات ولا للجامعات والمدارس أن يكون فيها عمل حزبي، فأي معنى للتنمية السياسية التي تنادي بها، وهؤلاء هم جلُّ المجتمع وعموده الفقري؟!
وكيف تنطق الأغلبية الصامتة والنظام يستعمل كل قوته لإخراس الألسن، وإسكات الناس حتى لا يُسمع إلا صوت المنتفعين منه، وها هي شوارع مدينة معان وبيوتها، ومساجد عمان التي انتهكت حرمتها بكلاب النظام والهراوات التي نزلت على رؤوس المصلين، شاهدة على صنع النظام بمن تسول له نفسه أن يرفع رأسه في وجهه. فالنظام في الأردن هو الذي صنع هذا الصمت، وهو وحده المنتفع به، ثم بعد ذلك يشكو رئيس الوزراء من هذا الصمت!
إن المسلم سياسي بالعقيدة التي يحملها، لان العقيدة الإسلامية عقيدة سياسية بقدر كونها روحية، فالأفكار التي تنبثق عنها أفكار سياسية، تنظم علاقات الإنسان كلها، فيرعى بها نفسه وأسرته ومجتمعه، ويحملها إلى العالم أجمع. فالسياسة جزء لا يتجزأ من حياة المسلم، وليست كالسياسة التي تعرضونها بعيدة عن الإسلام، بل بعيدة حتى عن فطرة الإنسان، فكيف تطلبون من المسلم أن لا يهتم إلا بالعَلَم والتراب والملك في هذه البقعة الصغيرة من العالم، بينما يطلب الله سبحانه منه رعاية شئون الناس جميعا فيقول سبحانه: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} فجعل الله أمة الإسلام مسئولة عن الناس جميعا، حتى قال قائل المسلمين : “إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام” ، ولولا ذلك ما تعدى الإسلام مكة والمدينة، ليصل إلى شتى بقاع الأرض، فهل تريدون منّا أن نعود إلى زمن الجاهلية يطوف الناس بأصنام تعبد من دون الله؟!
أيها المسلمون الصامتون في الأردن:
إن رئيس الوزراء يريد منكم أن تخرجوا من صمتكم لمباركة شعاراته وتطلعاته، يريد منكم أن توافقوا على علاقة النظام مع يهود وعلى التطبيع معهم وعلى فتح الحدود وإلغاء الجمارك بينكم وبينهم. يريد منكم أن تنحنوا إجلالاً لأمريكا، وتباركوا الحكومة العراقية الجديدة، التي عينتها أمريكا، وبعدها لتنتظروا دوركم على المذبح الأمريكي ليحل بكم ما حل بإخوانكم الأفغان والعراقيين على أيدي الصليبيين الحاقدين على الإسلام والمسلمين.
أيها المسلمون الصامتون:
اخرجوا عن صمتكم وقولوا للنظام بصوت عالٍ مجلجل: لا نريد تنميتك السياسية المبرمجة ولا ديمقراطيتك المخالفة لديننا، إننا نريد التغيير الجذري لهذا الواقع المزري، نريد دولة الخلافة الراشدة لتحكمنا بالإسلام، وتقود المسلمين جميعاً تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله في ساحات الجهاد لتحرير بلاد المسلمين من رجس الكفار واليهود، وتحمل الإسلام إلى الناس كافة من أجل تحريرهم من عفن الأنظمة الوضعية.
قولوا له ما في أنفسكم!!
{والله معكم ولن يَتِرَكُم أعمالكُم}

غرة جمادى الأولى 1425هـ
 
حزب التحرير
2004/06/20م
 
ولاية الأردن
 


إقرأ أيضا:-
﴿‌شَهْرُ ‌رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
بداية شهر رمضان المبارك ونهايته لا تُحددها إلا الرؤية الشرعية للهلال
ثم ماذا بعد أيها المسلمون؟ ماذا تنتظرون بعدما شاهدتم ما حدث في غزة؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتستجيبوا لفرض ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة؟!
ضرباتٌ في عمق لبنان! أين السلطة السياسية وأجهزتها من استحقاقاتهم؟! ثم أَلَم يفرغ الصبر الاستراتيجي للمحور إلى الآن؟!
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!