Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

القبول بدسـتور للعـراق بأمر الكافر المحـتل جـريمـة نكـراء

أعلن (بليمر) الحاكم الأميركي المحتل للعراق في مؤتمره الصحفي في 5/7 أنه شكل مجلس حكم من مسئولياته (الدعوة إلى مؤتمر دستوري) ثم أكَّد في حديثه أن الدستور (سيكتبه عراقيون، دون تدخل منه) وأنه سيعهد بكتابة الدستور العراقي إلى شخصيات عراقية منتخبة يدعمها خبراء دوليون، دون ضغط أو إجبار بل يضعه العراقيون باختيارهم.  ثم طفق (بليمر) بعدها بزيارة جهات عراقية نافذة، ممهداً لمجلسه ودستوره، مؤكداً ومركزاً على وضع العراقيين للدستور باختيارهم (الحر)، وأخذت وسائل الإعلام الأمريكية وأشباه الأمريكية تكيل المدح لذلك باعتباره دليلاً على (عدل) أمريكا و(الحرية) التي تدعو لها، ثم ردّد هذا القول أيضاً أتباع بلير ومعاونوه، والمنافقون ومن لحق بهم.
أيها المسلمون في العراق:
إن الامتثال لأمر بليمر بوضع دستور للعراق ممهور بخاتم الحاكم الأمريكي المحتل لهو جريمة كبرى من ثلاث شعب:
الأولى:  إن دستور المسلمين ليس مجهولاً بل هو معلوم مفروض من خالق الخلق ومدبر أمره، كتاب الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، والرافض له المنكر له كافر بالله رب العالمين {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً}.
والثانية:  إن تشريع البشر لأنفسهم يعني اتخاذهم أرباباً من دون الله كما بـيَّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تفسير الآية الكريمة: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله} بأنهم قبلوا منهم تشريع الحلال والحرام واتبعوهم في ذلك، فكان هذا اتخاذاً لهم أرباباً من دون الله.  وتلك جريمة أكبر من أختها.  فكل بشر، عراقيين كانوا أو غير عراقيين، لا يحل لهم أن يشرعوا من دون الله فالتشريع هو لله وحده {إن الحكم إلا لله}.
أما الثالثة:  فأن يكون هذا التشريع لأهل العراق بإذن من الحاكم الأمريكي المحتل للعراق، وبإقرار منه و(بمكرمة) يعلنها أنه يسمح لأهل العراق أن يضعوا دستورهم باختيارهم دون أن بفرضه عليهم!  وهذه وإن كانت جريمة لكنها فوق ذلك تنطق بالعنجهية الأمريكية التي تريد إذلال العراق وأهله.
أيها المسلمون في العراق:
إن المسألة ليست أن يسمح لكم الكافر الأمريكي المحتل أن تضعوا دستوراً لكم باختياركم أو بغير اختياركم، بل المسألة هي الاحتلال نفسه والقضاء عليه وزواله.  بهذا ينطق دستوركم {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً} وهو يقضي بالوقوف في وجه الاحتلال وعدم التعامل معه أو استقباله أو الامتثال لما يفرضه أو يعرضه من سم يغلِّفه دسم بل من سم دون غلاف.  فالقضية ليست البحث مع (بليمر) عن دستور يفرض جبراً أو اختياراً بل القضية هي البحث بينكم عن القضاء على الاحتلال وزواله ثم تنفيذ ذلك بعزم وحزم.
أيها المسلمون في بلاد الإسلام:
إن حزب التحرير في العراق يستنصركم لنصرة العراق وأهله، وأن لا تتركوه وحده يواجه القوة الأمريكية الغاشمة، وصلفها وغرورها، فأنتم أمة عظيمة، سلمها واحد، وحربها واحد، وإن تفرقكم في مواجهة الكفار المحتلين، وعدم اجتماعكم عليهم لهو أمر يمقته الإسلام، ويبرأ منه، وهو مدعاة للذل والهوان، ولتفاقم الويلات وازدياد شرورها، وإن لكم عبرةً في ترككم أهل فلسطين وحدهم يواجهون يهود، وترككم أهل الشيشان وحدهم يجابهون الروس، وترككم أهل كشمير وحدهم يجابهون الهندوس، وكذلك ترككم أهل أفغانستان وحدهم يجابهون أمريكا وبريطانيا وأتباعهما فكل ذلك جريمة في دين الله، فلا تكملوا الدائرة بالموقف نفسه من العراق.
إنه ليس لكم حجة أمام الله أن تقولوا إن حكامكم عملاء للكفار لا يحركون جيشاً ضدهم، ولا يعيقون مصلحةً لهم، فإنكم قادرون، إذا أخلصتم العمل لله، وصدقتم مع رسول الله أن تحركوا هذه الجيوش، كما أنكم قادرون على القضاء على الحكام الذين يمنعون تحريك الجيوش ويعطلون ذروة سنام الإسلام.  إنكم لتستطيعون ذلك، بل وفوق ذلك، تستطيعون إقامة دولة الإسلام، الخـلافة الراشدة، التي تُجيَّش الجيوش، يقودها خليفة المسلمين، يُـتَّقى به ويُقاتل من ورائه، يزحف بها نحو العراق وغير العراق، وينصر الشيوخ والنساء والأطفال الذين يتعرضون صباح مساء لعدوان أمريكا وبريطانيا وأتباعهما، وبهذا يذكركم الله في ملأ من عنده، وتنالون عز الدنيا والآخرة.
إن حزب التحرير في العراق يستنصركم فهل أنتم مجيبون؟

10 من جُمادى الأولى 1424هـ
 
حزب التحرير
2003/07/10م
 
ولايـة العـراق
 


إقرأ أيضا:-
﴿‌شَهْرُ ‌رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
بداية شهر رمضان المبارك ونهايته لا تُحددها إلا الرؤية الشرعية للهلال
ثم ماذا بعد أيها المسلمون؟ ماذا تنتظرون بعدما شاهدتم ما حدث في غزة؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتستجيبوا لفرض ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة؟!
ضرباتٌ في عمق لبنان! أين السلطة السياسية وأجهزتها من استحقاقاتهم؟! ثم أَلَم يفرغ الصبر الاستراتيجي للمحور إلى الآن؟!
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!