النظام في الأردن الذي يدّعي زورا وكذباً استنكاره لنشر صور مسيئة بحق الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض دول الكفر أصدر أحكاماً بالسجن تتراوح من سنة إلى سنة ونصف على أعضاء حـزب التحريـر، الذين يسيرون على نهج النبي صلى الله عليه وسلم ويعملون لاستئناف الحياة الإسلامية، بإقامة دولة الخلافة الراشدة، الدولة التي تصان فيها حرمات الإسلام وتصان فيها دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم.

وإذا رجعنا إلى قانون العقوبات الأردني نجد أن عقوبة من يدعو إلى الإسلام من غير عنف أو تحريض على العنف السجن حتى سنتين، وفي المقابل فإن عقوبة من يسيء إلى الإسلام وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم لا تزيد على ثلاثة أشهر أو غرامة لا تزيد على عشرين دينارا كما جاء في المادة 278 من قانون عقوباته والتي نصها (يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر أو بغرامة لا تزيد على عشرين دينارا كل من:  نشر شيئا مطبوعا أو مخطوطا أو صورة أو رسما أو رمزا من شأنه أن يؤدي إلى إهانة الشعور الديني لأشخاص آخرين أو إلى إهانة معتقدهم الديني ، أو تفوه في مكان عام وعلى مسمع من شخص آخر بكلمة أو بصوت من شأنه أن يؤدي إلى إهانة الشعور أو المعتقد الديني لذلك الشخص الآخر.). فمن يدعو إلى الإسلام يسجن سنوات، ومن يسيء إلى الإسلام وإلى رسول الإسلام قد يُكتفى بتغريمه ما لا يزيد على عشرين دينارا!!

ونجد أن عقوبة الإساءة إلى رأس النظام في الأردن على أي وجه كانت تصل إلى ثلاث سنوات كما في المادة 293 (- يعاقب بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات كل من:- أ - ثبتت جرأته بإطالة اللسان على جلالة الملك. ب - أرسل رسالة خطية أو شفوية أو إلكترونية أو أي صورة أو رسم هزلي إلى جلالة الملك أو قام بوضع تلك الرسالة أو الصورة أو الرسم بشكل يؤدي إلى المس بكرامة جلالته أو يفيد بذلك وتطبق العقوبة ذاتها إذا حمل غيره على القيام بأي من تلك الأفعال. ج - أذاع بأي وسيلة كانت ما تم ذكره في البند (ب) من الفقرة (1) من هذه المادة ونشره بين الناس. د - تقوّل أو افترى على جلالة الملك بقول أو فعل لم يصدر عنه أو عمل على إذاعته ونشره بين الناس.2- يعاقب بالعقوبة المنصوص عليها في الفقرة (1) من هذه المادة إذا كان ما ورد فيها موجهاً ضد جلالة الملكة أو ولي العهد أو أحد أوصياء العرش أو أحد أعضاء هيئة النيابة.)، فكل هذه التفصيلات الشاملة لأي نوع من أنواع الإساءة بالقول أو بالإشارة، أو بالرسم ليست متوفرة في حالة إطالة اللسان على الرسول صلى الله عليه وسلم ، فحتى يعاقب من يسيء للرسول صلى الله عليه وسلم عقوبة تقارب عقوبة من يتعرض لرأس النظام يجب أن يكون ذلك علنا كما ورد في المادة (273) (من ثبتت جرأته على إطالة اللسان علنا على أرباب الشرائع من الأنبياء يحبس من سنة إلى ثلاث سنوات.).

وبحسب ما صرح به رئيس الوزراء معروف البخيت حول تعديلات قانون المطبوعات والنشر الأخيرة فإن المس بأرباب الأديان لن تكون عقوبته السجن وإنما الغرامة المالية فقط فقد نقلت عنه صحيفة الرأي في 14/3/2006 قوله: (قطعا لن يكون هناك مس في حرية التعبير) وقال (التعديل المطروح الآن متعلق بقضية واحدة هي حظر المس بأرباب الأديان كل الأديان والمس فيها وقدسيتها والعقوبة عليها ستكون غرامة مالية فقط وليس سجنا، ولا يوجد أي عقوبة جزائية، فقط هي عقوبة مالية لكن سنرفع مبلغ هذه العقوبات المالية)، فلا عجب إذن من نظام يجعل منـزلة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم دون منـزلته، وحرمة الرسول صلى الله عليه وسلم دون حرمته أن يعاقب شباب حـزب التحريـر بالسجن سنوات لمجرد أنهم سلموا علّماء المسلمين رسالة تذكّرهم بواجبهم تجاه أمتهم، أو لأنهم صدعوا بنداء يذكّر الأمة الإسلامية بماضيها يوم كانت أعز أمة، ويبصّرها بواقعها المؤلم بعد أن غُيّب عنها دينها، ويعيد لها الأمل بالنصر والتمكين، ولا عجب كذلك من اعتقال النظام شباب حـزب التحريـر الذين علّقوا راية الرسول صلى الله عليه وسلم المكتوب عليها (لا إله إلا الله محمد رسول الله) في أماكن مرتفعة وظاهرة يراها الناس فيستبشرون، مما زاد من حنق وغيظ النظام لأن رؤية راية الإسلام ترفرف مُؤذِن بقرب زوال هذا النظام بإذن الله.

أيها المسلمون:
إن النظام في الأردن لن يثني شباب حـزب التحريـر عن تحقيق غايتهم التي هي إقامة دولة الخلافة الراشدة، وإنهم ثابتون بعون الله على الحق، لا يمنعهم ما يمارسه النظام عليهم من ملاحقة واعتقال وسجن، لأنهم الأقوياء بربهم وبدينهم، يدل على ذلك صدعهم بدعوتهم في قلب محكمة أمن الدولة لا يخافون في الله لومة لائم قائلين نعم إننا نفتخر بأننا أعضاء في حـزب التحريـر الذي لا يستمد شرعيته من دستور وضعه البشر وإنما يستمد شرعيته من أحكام الإسلام فقط. فما بدّلوا ولا غيّروا لأنهم على الحق بإذن الله، ولأنهم موقنون بنصر الله، ويعلمون من نبيهم صلى الله عليه وسلم قوله (...فلو أن الخلق جميعاً أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يضرّوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسراً) فممن يخشوَن بعد هذا غير الله!

أيها المسلمون في الأردن:
إننا في حـزب التحريـر - ولاية الأردن ندعوكم للعمل معنا لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة، التي ُتحمل فيها رسالة الإسلام الحقّة، الدين الذي أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليظهره على الدين كله، لا رسالة عمّان التي يبرأ منها الإسلام، فإن أجبتمونا فإنه والله عز الدنيا والآخرة. وأما أولئك القائمون على النظام في الأردن فإننا نخاطبهم بقول ربنا سبحانه وتعالى:

{قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَويِّ وَمَنِ اهْتَدَى}