Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

نظرة المسلمين لتفجيرات بروكسل

(مترجم)


كانت بروكسل يوم 22 آذار/مارس 2016 مسرحا لانفجارات متعددة أسفرت عن مقتل 31 شخصا.


خسائر الأرواح البريئة هي خسارة كبيرة، والإسلام يمقت قتل الأبرياء، أيا كانوا، لأن الإسلام لا يفرق بين حياة المسلمين وحياة غير المسلمين، خلافا لموقف العديد من السياسيين أو وسائل الإعلام الذين يتجاهلون فقدان الأبرياء لحياتهم في أنقرة واسطنبول، أو يغضون النظر عن أكثر من مائتي ألف من الأشخاص الذين أودى بشار الأسد بحياتهم.


ومن المؤسف أن نرى مرة أخرى سياسيين من مختلف الاتجاهات وبعض وسائل الإعلام الغربية يستخدمون قتل الأبرياء لتحقيق أهداف سياسية خاصة بهم.


فهم يعربون عن تحاملهم تجاه الهجرة واللاجئين والمسلمين المقيمين في الغرب، ويستخدمون الهجمات في بلجيكا لإثارة تساؤلات حول ولائهم، وخلق مناخ عام من الخوف بين عامة السكان. فيبدو الأمر كما لو أنهم يريدون خلق المزيد من الخوف و’التطرف’ وسط السكان العاديين ضد المسلمين.


لقد سمعنا من قبل في المملكة المتحدة، تصريحات غير مسؤولة من قبل بعض السياسيين، قائلين بأن المملكة المتحدة ستكون الهدف القادم (للتفجيرات)، وأن خطر الإرهاب لم يكن يوماً كبيراً جداً كما هو اليوم. فقد قال وزير الداخلية السابق جون ريد لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن الإرهابيين “سيخترقون” دفاعات المملكة المتحدة لتنفيذ هجوم مماثل لهجوم بروكسل.


مثل هذه التعليقات غير المسؤولة ستؤدي إلى إثارة الرأي العام العالمي ضد الإسلام والمسلمين، وستبرر القيام بمزيد من قصف أراضي المسلمين والتدخل فيها.


وتستخدم في المملكة المتحدة، مثل هذه الحوادث كذريعة لمهاجمة الإسلام والجالية المسلمة، وفرض مزيد من التدابير المحلية مثل سياسة ‘المنع’ لدفع المسلمين للتخلي عن القضايا الأساسية في الإسلام التي شرعها الله في القرآن والسنة، من خلال ترويج أكذوبة أنه كلما كنت إسلامياً أكثر كنت تهديداً محتملاً أكثر.


ويستخدمون جميع هذه المقولات على هواهم لصرف النقاش والحوار عن السياسة الخارجية الغربية والحروب التي شهدها العقد الماضي والتي سببت الفوضى في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بأسره.


ومن المؤسف أننا لا نرى الإسلام مطبقاً في العالم اليوم، وإلا لكنا قد رأينا بوضوح وضعاً عالمياً مختلفاً.


حل مشكلة العالم الإسلامي هي الخلافة الراشدة - دولة إسلامية تقوم على منهج النبي e. إنها وحدها التي يمكنها أن تحقق الأمن للعالم، والتاريخ شاهد على هذه الحقيقة. إذ عندما وجدت دولة الخلافة - منذ عهد الصحابة (رضي الله عنهم) حتى الخلافة العثمانية التي كانت موجودة قبل أقل من 100 سنة - كانت منطقة الشرق الأوسط مستقرة بشكل عام، وكانت علاقة المنطقة مع الغرب من خلال الدول وليس من خلال التدخل والإستخبارات. ولكن منذ هدمت الخلافة لم تستقر الأوضاع بعد ذلك أبداً. تراجع الإسلام في حياتنا، والتدخل الغربي، وتجزئة بلاد المسلمين، وإقامة الأنظمة العميلة - كل ذلك لم يجلب سوى الفوضى والقمع والموت والدمار في المنطقة والعالم. أفغانستان والعراق يشهدان على ذلك. ومع تراجع المبدأ الغربي وفقدان الغرب للمصداقية الفكرية، أصبح يميل بشكل متزايد إلى الاعتماد على العنف من أجل فرض وجهة نظره والسيطرة على المنطقة، مما أدى إلى جلبهم هذا العنف إلى ديارهم.


يجب علينا كمسلمين أن نتأكد من عدم وقوعنا في فخ الاستسلام للضغوط التي تمارس على المسلمين في الغرب من أجل تمرير أجندة سياسية. فالحل لمشكلتنا هو إسلام أكثر - لا أقل - في حياتنا هنا، حتى يتسنى لنا دعوة الناس الذين يعيشون في الظلمات، إلى نور شيء أفضل، ألا وهو الإسلام.


لا يمكن لهذا الوضع أن يتغير حتى يعمّ نور الإسلام العالم الإسلامي. وسيتحقق هذا بإذن الله، لأنه وعد الله - على الرغم من كل من يتصدّى لهذا الأمل.


{هو الذي أرسلَ رسولَهُ بالهدى ودينِ الحقِّ ليظهرَهُ على الدينِ كلِّهِ ولو كرهَ المشركون} [الصف: 9]

 

15 من جمادى الثانية 1437هـ
 
حزب التحرير
2016/03/24م
 
بريطانيا
 


إقرأ أيضا:-
بداية شهر رمضان المبارك ونهايته لا تُحددها إلا الرؤية الشرعية للهلال
ثم ماذا بعد أيها المسلمون؟ ماذا تنتظرون بعدما شاهدتم ما حدث في غزة؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتستجيبوا لفرض ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة؟!
ضرباتٌ في عمق لبنان! أين السلطة السياسية وأجهزتها من استحقاقاتهم؟! ثم أَلَم يفرغ الصبر الاستراتيجي للمحور إلى الآن؟!
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾