لقد جئت إلى هنا إلى أوروبا من أجل البحث عن شرعية من أسيادك المستعمرين من أجل تثبيت حكمك في الباكستان، مستمتعا بكماليات الخمسة نجوم على حساب الشعب الباكستاني، في حين أنهم يعانون الظلم وانعدام الأمن وارتفاعا حادا في أسعار الطعام وانقطاعا يوميا للطاقة.

خلال خطابك في معهد المملكة المتحدة للخدمات، وعدت بتحقيق الديمقراطية والانتخابات، وتفاخرت باقتصاد ناجح وتحدثت عن حقوق الإنسان وحريات التعبير، ووعدت بعدم السماح لقوات أجنبية في اختراق السيادة الباكستانية. عندما عدت إلى الوطن قمت بقمع المعارضة. أما الانتخابات المستقلة التي وعدت بها فقد كانت القوى الاستعمارية هي المتحكمة بها، والدولة ما زالت تخضع للإقطاعيين والمترفين الأثرياء من أزلامك.

بسبب إهمالك يقف الناس ساعات طويلة من أجل الحصول على الطحين، ويوجد انقطاع يومي في المولدات، حتى إنك لم تضف كيلو واط واحدا من الطاقة في شبكة الطاقة الوطنية طول مدة حكمك. على العكس تماما؛ لقد قمت بتحويل ملكية مصادر الطاقة إلى مصالح خاصة مما أدى إلى رفع سعر الوقود والغاز والكهرباء وأدى إلى معاناة النشاطات الصناعية والزراعية، وضاعفت العبء على الناس بسبب نظام الضرائب الظالم.

إن خطابك المصطنع عن حقوق الإنسان وعن حرية التعبير الذي جاء نفاقاً للمستمعين الغربيين لم يخف القتل الوحشي، رغم إخفائه من قبل مراقبة الصحافة الخاصة بك, للعجزة والنساء في مسجد لال، والذي لا مبرر له إلا أن ترهب به الآخرين. إنك أكثر رئيس للباكستان في تاريخها الصعب سلَّم سيادة البلد للقوى الغربية. إنك أعطيت الدعم الشرعي للقوات الأمريكية باستخدام أراضي وأجواء الباكستان دعما (لحربهم على ما سموه الإرهاب). وانصياعا لأوامرهم فقد ضحيت بالقوات الباكستانية وأرسلتها من أجل أن يقتلوا إخوانهم وأخواتهم بصورة قمعية ووحشية في وزيرستان وسوات.

إن باكستان لا تكون عزيزة قوية بخيانتك للأمة وعمالتك للغرب، بل هي تكون عندما يطبق نظام الإسلام (الخلافة)، حيث إن الانتخابات في الخلافة ستجعل السلطة للشعب الباكستاني وتكون السيادة فيها لله، وليس لمصالح الغرب الاستعمارية. وسيكون النظام الاقتصادي ناجحا لأن الإسلام يتحمل مسؤولية إطعام وإلباس وإسكان الفقراء وإنهاء ظلم الضرائب مثل نظام المبيعات الضريبية (gst). وسيشارك المواطن في امتلاك مصادر الطاقة، والتوقف عن إعطائها للشركات الغربية.

إن الأمن سيأتي فقط عن طريق إنهاء التعاون مع الولايات المتحدة وقوات المغامرات الاستعمارية، والوقف عن سفك دماء المواطنين. أما المحاسبة الحقيقية من الصحافة فستكون فقط عند تطبيق الفرض الإسلامي بصورته الصحيحة في المجتمع وهو محاسبة الحكام.

كل هذا سيتحقق عندما يأتي وعد الله الذي يراقب ويرى كذبك وخيانتك. وعد الله الذي سيغير ظلمك ونظامك الفاسد، ويأتي برجل مطيع لأوامر الله سبحانه، مطبق لسنة حبيبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ويحكم بالعدل في نظام الخلافة.

ومع أننا لا نرجو خيراً من رجوعك إلى جادة الصواب، إلا أننا امتثالاً لقوله تعالى: {معذرةً إلى ربكم ولعلهم يتقون} ندعوك لأن تقلع عما أنت فيه من غي وظلم، وأن تخشى الله وحده وتطبق أوامره، وأن تفك رباط الكفار المستعمرين عن عنقك فتنجو قبل أن لا ينفع الندم.
{وما علينا إلا البلاغ المبين} سورة يس الآية 17