Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

دعونا نسعى في رمضان هذا من أجل تحكيم شرع الله سبحانه وتعالى

أيها المسلمون في الباكستان!
قال الله سبحانه وتعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ الله﴾.

في فترة الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى، وذلك لأكثر من ألف سنة، أدّى المسلمون رمضان حقه وتقربوا إلى الله بحق العبادة، فلم يقتصروا على الصيام وصلاة التراويح والدعاء، بل حكموا بالإسلام على نحو شامل، بما في ذلك في الاقتصاد والشؤون العسكرية والتعليم.

في عهد الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى حُكمنا بالقرآن والسنة، ووزّعت ثروتنا بالعدل دون تخصيصها للأغنياء، ولم يبقَ فقير في بلاد المسلمين، ولما كانت تُسمع صرخات المظلومين كان يُستجاب لها، حتى إن جيوش الأعداء كانت تهاب مواجهة قوات الخلافة المسلحة في ساحات الجهاد. بسبب الحكم بديننا العظيم، كان رمضان شهر انتصارات لقرون عديدة، فقد شهد النصر على قريش في بدر، وفيه فتحت مكة، وهُزم الفرس في البويب، وفُتحت العمورية، وانتُصر على التتار في عين جالوت.

مع ذلك، كيف هو حالنا اليوم أيها المسلمون؟ كيف حالنا الآن في رمضان؟ في عصر لا يُحكم فيه بما أنزل الله سبحانه وتعالى، نعيش في البؤس والمعاناة والهزيمة والمذلة، وعلى الرغم من وجود قوات مسلحة ضخمة، إلا أن النصر هو حليف أعدائنا فقط، الذين يرفعون أعلام الكفر فوق أجساد أطفالنا ونسائنا وشيوخنا، وعلى الرغم من امتلاكنا لأراضٍ شاسعة وموارد وفيرة، إلا أننا غارقون في الفقر، وكسرت ظهورَنا شدةُ التعب.

لكن، بدلاً من أن تسعى القيادة السياسية الحالية للحكم بما أنزل الله والدعوة لذلك، فإنهم يدعوننا لإطالة عمر النظام الحالي من خلال المزيد من الانتخابات، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَمَنْ أَعْرَ‌ضَ عَن ذِكْرِ‌ي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾.

تدعونا القيادة السياسية الحالية إلى التغيير من خلال الديمقراطية، نظام الحكم الذي تُسنّ فيه القوانين وفقا لرغبات البشر في البرلمان، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَٱحْذرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ﴾، وتزعم القيادة السياسية الحالية أنها ستقضي على الفساد والظلم من خلال الديمقراطية، على الرغم من أن الذي لا يحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى ظالم ويستحق غضب الله سبحانه وتعالى، بغض النظر عن أفعاله في الحياة الدنيا، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ﴾.

أيها المسلمون في الباكستان!
القيادة تُعطى للذي يستحقها وليس فقط لمن يطلبها، إن القيادة السياسية الحالية، سواء من حزب الرابطة الإسلامية، أم من حزب الشعب الباكستاني، أم من حزب تحريك إنصاف، فلن يتغير واقعنا أبدًا، لأنهم جميعا يمثلون الشيء نفسه. في كل مرة تقترب فيها الانتخابات، تأخذ كل هذه الأحزاب دورها ليجدوا طريقة جديدة لرفع آمالنا في الديمقراطية، حتى يقوموا بتحطيمنا بعد الانتخابات، ويتركونا في يأس أعمق ووضع أسوأ. إن رفض المشاركة في الديمقراطية لا يعني أن نظل جالسين لا نحرك ساكنا، بل يجب علينا العمل من أجل التغيير الحقيقي، وإعادة إقامة الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى، من خلال نظام الحكم في الإسلام، الخلافة.

لإعادة إقامة الإسلام كدولة ودستور، فإننا نحتاج إلى قيادة سياسية جديدة نتعامل معها ونؤيدها وننشئها، لأنها لن تنزل علينا من السماء، وقد أعد حزب التحرير دستوراً كاملاً من 191 مادة مستنبطة من القرآن والسنة وما أرشدا إليه، كما أعد مكتبة تضم كتباً تفصِّيلية لنظام الحكم في الإسلام وطريقته في التطبيق، وقد أعدّ حشوداً عظيمة من الرجال والنساء قادرين ومثقفين وواعين وملتزمين، ومستعدين للحكم وتقديم المشورة ومساءلة الحكام في دولة الخلافة. إن حزب التحرير هو أكبر حزب في العالم، يعمل في جميع أنحاء العالم الإسلامي من أجل توحيد الأمة من خلال دولة خلافة واحدة، هو حزب كثير الفقهاء، مثل أميره الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة، الذي يمتلك القدرة والحكمة والخبرة ليقودنا.

لذلك دعونا في رمضان هذا نعمل مع حزب التحرير بكل قوة وعزم من أجل إعادة الحكم بما أنزل الله، بإقامة الخلافة على منهاج النبوة... دعونا لا نفوت فرصة حلول رمضان العظيم، فنشارك الحزب في أعماله من خلال حضور الحلقات والتجمعات والمحاضرات من دعاة الخلافة، دعونا نقف معهم وهم يقومون بتوزيع المنشورات وإعطاء الكلمات في الأماكن العامة، دعونا نحشد لهم جمهورًا وننشر رسائلهم ونشراتهم وكتبهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم إلى كل من نعرفه، بقدر ما نستطيع، دعونا نتحدث إلى الآخرين عن مقاطعة الديمقراطية والالتزام بالحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى، دعونا ندعو لإنهاء الديمقراطية وإعادة قيام الخلافة ونطلب من الآخرين القيام بذلك في رمضان هذا... دعونا نطلب من أقاربنا من ضباط الجيش إعطاء النصرة لحزب التحرير من أجل إعادة إقامة الخلافة على منهاج النبوة.

دعونا في رمضان هذا ننذر أنفسنا من أجل العمل لإعادة إقامة الخلافة على منهاج النبوة، وأن نصل ليلنا بنهارنا حتى نشهد بشرى رسول الله صلى الله عليه وسـلم. روى أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسـلم قال: «...ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ سَكَتَ».

25 من شعبان 1439 هجري
 
حزب التحرير
2018/05/11م
 
ولاية باكستان
 


إقرأ أيضا:-
﴿‌شَهْرُ ‌رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
بداية شهر رمضان المبارك ونهايته لا تُحددها إلا الرؤية الشرعية للهلال
ثم ماذا بعد أيها المسلمون؟ ماذا تنتظرون بعدما شاهدتم ما حدث في غزة؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتستجيبوا لفرض ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة؟!
ضرباتٌ في عمق لبنان! أين السلطة السياسية وأجهزتها من استحقاقاتهم؟! ثم أَلَم يفرغ الصبر الاستراتيجي للمحور إلى الآن؟!
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!