Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أهل لبنان:
اكفروا بزعماء الطوائف وتجّار الحروب

جاءت قرارات الحكومة حول شبكة الاتصالات التابعة “لحزب الله” وقرارها بملاحقة كل من له علاقة بإنشائها ثم ما تبعها من رد للمعارضة الذي جاء في إطار الإضراب العام ونزول للشوارع وانتشار للمسلحين وقطع للطرقات، جاءت هذه الأحداث لتعطي الصراع في لبنان بعداً خطيراً.

إن ما يجري في لبنان أعقد من أن يختزل في قضية شبكة اتصالات وكاميرات، أو في قضية زيادة أجور وأزمة معاشية، رُغم أهمية هذه الأمور. بل هو أعقد من نزاع داخلي على السلطة والمكاسب بين القبائل المتناحرة التى تسمى طوائف. وليس هو مجرد خلاف سعودي سوري، ولا إيراني أميركي. بل حقيقة المشكلة هي الصراع الأميركي الأوروبي على النفوذ في لبنان والمنطقة، والذي يتّخذ أدوات عدّة، من قرارات دولية ودول إقليمية وأحزاب طائفية تتغير أسماؤها وأشكالها ولكنها تعبّر عن شيء واحد، هو الارتهان للأجنبي وربط مصالح العباد والبلاد به. فلا يخفى على من لديه بعض المعرفة بالسياسة، أن النظام السوري كان يمثّل النفوذ الأميركي في لبنان، وحين غرقت أميركا في مستنقع العراق ونشأت ظروف إقليمية جديدة، سعت أوروبا (فرنسا وبريطانيا) إلى الاستفادة من هذا الضعف في الموقف الأميركي، لتعزيز نفوذها في لبنان، فكان القرار 1559 الذي يدعو إلى خروج القوّات الأجنبية من لبنان وحل المليشيات، وكان واضحاً فيه أنه موجه ضد الوجود السوري في لبنان وحلفائه، وعلى رأسهم “حزب الله”. ثم تصاعدت حدة الصراع فيه مع مقتل الرئيس رفيق الحريري، الأمر الذي خلق ردة فعل محلية ودولية قوية وحالة غضب شعبية أجبرت النظام السوري على إخراج قواته من لبنان، وأدّت إلى فوز حلفاء أوروبا بالانتخابات النيابية وتشكيل حكومة الأكثرية فيها لقوى 14 آذار. إلاّ أن ذلك لم يؤد إلى حسم الصراع، ومنذ ذلك الحين وإلى الآن يأخذ هذا الصراع عناوين وأشكالاً عدة، يشتد أحياناً ويفتر أحياناً أخرى، مروراً بالتفجيرات والاغتيالات والعدوان الإسرائيلي في تموز، ثم الخلاف على الحكومة ثم الرئاسة، ثم مقاطعة القمة العربية في دمشق، حتى صار مجرد الاختلاف على المواقف هدفاً بحد ذاته، مكايدة وتناحراً وعبثاً بحياة الناس وأمنهم ولقمة عيشهم.

‏إن أصل الداء فيما نعانيه من تشرذم وتفكك وفقدان للمناعة يرجع إلى تخلّي الأمة عن إرادتها لصالح النفوذ الأجنبي، وعن أحكام ربّها ونظامه إلى تبعية ثقافية وسياسية واقتصادية لدول الكفر الرأسمالية. هذه الدول التي تقيم سياساتها على الاستعمار واستغلال الآخرين، لا يهمها إلاّ تحقيق مصالحها. وهي تتخذ كل وسيلة لتحقيق ذلك، من فتن وحروب يكون وقودها غالباً شعوب تلك البلاد، تحت عناوين عدة، من مذهبية وطائفية وقبلية وقومية وكل ما لدى حضارة الغرب الفاسدة من شرور ووسائل شيطانية تجعل الأخ يقتل أخاه من العراق إلى فلسطين ومن باكستان إلى لبنان.

أيها المسلمون: أتقتتلون خدمة لعدوِّكم؟! ما بالكم؟! الله يدعوكم إلى الاعتصام بحبله إخوة متحابين لا يظلم بعضكم بعضاً ولا يبغي بعضكم على بعض، ودول الكفر تدعوكم إلى التباغض والتناحر والتقاتل، حتى تسرح وتمرح على أجسادكم ودمائكم. إلى من تستجيبون؟! إلى شيطان يزين لكم قتل بعضكم بعضاً؟! أم إلى رحمن جعل دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حراماً؟ دعاكم إلى أن تكونوا أمّة واحدة، تلفظ كل رابطة غير أخوّة الإيمان وتكفر بكل نظام غير مستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

‏أيها المسلمون: إن في اقتتالكم إثماً عظبماً، وهو أعظم عند الله من هدم الكعبة، وهو يجلب لعنة الله وغضبه وعذابه الأليم والخلود فى جهنم. (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا). لا فرق في هذا الاقتتال بين القاتل والمقتول، فكلاهما في النار، طالما أن كليهما كان حريصاً على قتل أخيه. روى البخاري عن أبي بَكْرَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فقلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه كان حريصا على قتل صاحبه)).

‏ولا ينفعكم يوم القيامة اتباعكم لقادتكم، سياسيين كانوا أم مشايخ أعمت العصبيّات أبصارهم وقلوبهم عن الحق، حرَّضوكم على قتل بعضكم البعض ومخالفة أمر ربِّكم، طاعة لأسيادهم من دول الكفر. ألا فاعلموا أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا(66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا(67).

أيها المسلمون: عودوا إلى كتاب ربكم وشرع نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم، تمسكوا به وعضوا عليه بالنواجذ، واعلموا أن العزّة ليست في عصبيات مذهبية ولا طائفية أو قومية مقيتة، وإنما هي بالإيمان بالله وحده والاحتكام إلى نظامه وبإقامة دولته ورفع لوائه وبحمل دعوته إلى العالم أجمع، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ).


(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)

3 جمادى الأولى 1429 هـ
 
حزب التحرير
2008/05/08م
 
ولاية لبنان
 


إقرأ أيضا:-
بداية شهر رمضان المبارك ونهايته لا تُحددها إلا الرؤية الشرعية للهلال
ثم ماذا بعد أيها المسلمون؟ ماذا تنتظرون بعدما شاهدتم ما حدث في غزة؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتستجيبوا لفرض ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة؟!
ضرباتٌ في عمق لبنان! أين السلطة السياسية وأجهزتها من استحقاقاتهم؟! ثم أَلَم يفرغ الصبر الاستراتيجي للمحور إلى الآن؟!
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾