Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

تمخض “العهد” فولد حكومة دياب!
بوزراء من أتباع الطبقة السياسية أُدْخِلوا من كل باب!

قرابة المائة يوم، يتظاهر الناس في الشوارع مطالبين بإسقاط منظومة الفساد وإسقاط الطبقة السياسية الفاسدة، متخذين شعار “كُلن يعني كُلن” تعبيراً جماهيريّاً عن رفض أي طرفٍ يمثل الطبقة السياسية الفاسدة القائمة في البلد.

يتلاعب شياطين السياسة في البلد بالحَراك العفوي وأهله، فيشغَلون الناس أياماً وليالي بانخفاض قيمة الليرة أمام الدولار الأمريكي، ثم في لحظةٍ مسرحيةٍ، عشية إعلان الحكومة في 21/1/2020م، تعلن نقابة الصرافين، بضغطٍ من المصرف وحاكمه وسلطته، عبر بيانٍ رسمي، لا صفة قانونية له، عن تثبيت سعر صرف الليرة أمام الدولار في السوق الموازية، بألفي ليرة لكل دولار! نعم هكذا، لأن هذه السلطة وهذا الحاكم لم تحركهم الأزمة الخانقة أو حماية البلد من الانهيار، بل القرار السياسي البحت المتمثل بتمرير الحكومة التي أُعلنت بعد ساعات من بيان النقابة! بل بعد أيامٍ من الزيارة الخفية لرجل الخزانة الأمريكية ريتشارد هارفي!!

حكومة دياب التي أعلنها مساء الثلاثاء 21/1/2020م، بعد صولاتٍ وجولاتٍ في الشارع، تضغط على من يتدللون على المتحكم بالبلد حزب إيران، ومن خلفه أمريكا بشكلٍ غير مباشرٍ، عبر الدولة الدائرة في فلكها أي إيران، أو عبر عميل أمريكا في الجوار، نظام الطاغية بشار، الذي تسعى إدارة أمريكا لإنقاذه عبر الرئة اللبنانية، بعد التردي الكبير لليرة السورية، والخشية من تصاعد ثورة الناس هناك.

تشكيلةٌ حكوميةٌ، زعم دياب، أنها من (التكنوقراط)، وأقل نظرةٍ إلى الأسماء تُظهر ولاءات هؤلاء الوزراء وتبعيتهم لشياطين الطبقة السياسية الفاسدة، بحيث ظهر أنها حصص السياسيين دون حياءٍ، فما كان من بقية الشارع المنتفض إلا أن أسماها حكومة (تكنومحاصصة)، في تعبيرٍ عن أنها حكومة اختصاصيين ظاهرياً، فيما هي، في الحقيقة، حكومة تمثل حصص السياسيين.

حكومةٌ مضحكةٌ مبكيةٌ في وزرائها، الذين لا يمتون للاختصاص إلا بالاسم، أو الذين وضعوا في وزارات لغير اختصاصاتهم كُرمى لعيون الرئيس وصهره، أو حزب إيران، أو رئيس المجلس، أو “مارد” زغرتا، أو “أمير” الجبل... وقبل كل هؤلاء، بل الأهم، رضا سيدهم الأمريكي. أما الناس وحَراكهم وألمهم وصراخهم ورفضهم، فله القنابل المسِيلة للدموع، وخراطيم المياه، والقنابل الصوتية، والطلقات المطاطية، وفنون القمع والتكسير في كيان أمراء الحرب والطائفية السياسية، والمحاصصة المذهبية... حكومةٌ تستهل عملها بتصريح لوزير الطاقة ريمون غجر قال فيه: “إن الكهرباء لن تأتي ٢٤/٢٤ في ستة أشهر...”، فأبشر بطول سلامةٍ يا مِرْبَعُ!

مهما كانت سبل تشكيل هذه الحكومة، فهي حتماً حكومة تمرير الوقت، لإجهاض بقية حَراك الناس ومحاولة إخراجهم من الشارع، ومنع حصول انتخاباتٍ مبكرةٍ تفضح عمق أزمة الساسة التقليديين، الذين ما زالت أمريكا تريد التعامل معهم، رغم أن صندوق الانتخابات في لبنان، هو بيد هذه الطبقة الفاسدة، تديره مع مصالحها ومصالح أسيادها. حكومةٌ ولو مؤقتةٌ، هي وليدة النهج الأمريكي في رفض تغيير منظومة عملائها عبر ثورات أو حَراك في الشارع، مهما كلفها الأمر، وما حصل في سوريا ومصر وما يحصل في العراق ليس ببعيد.

أيها الناس، بالفم الملآن نقولها لكم: لا تغيير من داخل هذه المنظومة، ولا إصلاح مع ساسةٍ من أمثال هؤلاء أو من جنسهم، إنما الحل هو قلبُ هذه المنظومة كاملةً على رؤوس هؤلاء، واستبدالُ منظومةٍ بها، تمثلكم جميعاً، ولا نراها إلا منظومة رب العالمين، والتحاقُكم بركب التغيير في المنطقة عموماً وبلاد الشام خصوصاً، الداعي لإقامة نظام عدلٍ ورشدٍ، خلافةٍ راشدةٍ على منهاج النبوة، ترعى شؤون الناس، كل الناس، فاحسموا أمركم، يجعل لكم الله سبحانه فرجاً قريباً. ﴿قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾.

 

28 من جمادى الأولى 1441ه
 
حزب التحرير
2020/01/23م
 
ولاية لبنان
 


إقرأ أيضا:-
بداية شهر رمضان المبارك ونهايته لا تُحددها إلا الرؤية الشرعية للهلال
ثم ماذا بعد أيها المسلمون؟ ماذا تنتظرون بعدما شاهدتم ما حدث في غزة؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتستجيبوا لفرض ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة؟!
ضرباتٌ في عمق لبنان! أين السلطة السياسية وأجهزتها من استحقاقاتهم؟! ثم أَلَم يفرغ الصبر الاستراتيجي للمحور إلى الآن؟!
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾