Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

على المسلمين في بريطانيا التصدي للدعاية المناهضة للإسلام والخلافة

إن المسلمين في بريطانيا وفي جميع أنحاء العالم يواجهون هجمة عنيفة متواصلة، من تحريف في المعنى ودعاية مناهضة لدينهم تحت مسمى “الحرب على الإرهاب”. إن الذين يعملون على استبدال الحكم الفاسد للملوك والطغاة والدكتاتوريين في العالم الإسلامي بالخلافة، يصنفون على أنهم متشددون، ومتطرفون وحتى إرهابيون.

إن بوش وبلير وأمثالهم يستعملون هذه الدعاية المستمرة المناهضة للإسلام لتبرير احتلالهم المستمر وتدخلهم في بلاد المسلمين. كما وأنهم يساندون الدكتاتوريين الطغاة الذين يعتقلون ويعذبون ويقتلون خصومهم بموافقة علنية من واشنطن ولندن، والذين لديهم أكثر من الرغبة في تسليم ثروات الشعوب لهؤلاء الإمبرياليين.

هذه الدعاية تستعمل لإيجاد حالة من الخوف والهستيريا بين المسلمين وغير المسلمين. لقد افتروا على الخلافة فوصفوها بأنها دولة إرهابية تفرض “عقيدة شريرة”! كما وصفت الحركة الإسلامية بأكملها من المغرب وحتى إندونيسيا، على أنها انتفاضة عنيفة تسعى للقضاء على “الحضارة”!

هذا الأسلوب المتبع يهدف إلى منع شعوب العالم من تلمس البديل الذي يقدمه الإسلام والخلافة للعالم الإسلامي بدلاً من استمرارية سياسات الحكومات الغربية المدمرة.

الإخوة والأخوات الأعزاء،
إن تصوير الإسلام على أنه “عقيدة شريرة” في ازدياد يومي في بلاد الغرب، ومؤخراً رأينا كيف أن “الرسومات” استخدمت للدلالة على الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأسلوب عنيف ومهين. إن تصوير الخلافة كدولة قمعية وعنيفة كما تفيد باستمرار بعض المقالات الإخبارية الغربية، هو مهاجمة لما أسسه من قبلُ الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم والذي قام الخلفاء الراشدون بالحكم على نهجه، وتبعهم به الخلفاء لمئات السنين. كما أنها مهاجمة –وحتى قبل إعادة تأسيسها- للخلافة التي بشرنا الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم مسبقاً بعودتها.

هل باستطاعتنا التزام الصمت، ونحن نرى الإسلام يهاجم ويطعن به؟ هل بإمكاننا المضي في حياتنا الروتينية متجاهلين هذا الهجوم على ديننا؟ هل سنسمح لأنفسنا بأن نجبر على الصمت وعلى عدم نقد وإشهار هذه الجرائم التي ترتكب ضد الأمة؟

إن إيماننا بالله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يضع المسئولية على عاتقنا جميعاً، لنكون صوتاً واحداً ضد قمع هذه الأمة، وأن نعمل ضد هذه الدعاية المغرضة عن طريق إظهار الإسلام والخلافة بصورتهما الحقيقية. وعلينا أيضاً تعريف الناس بالإسلام كما فعل رسولنا الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وعلينا أن نقدم الإسلام بصورته الحقيقية الجميلة إلى المجتمع الأوسع من خلال أفعالنا وأحاديثنا. وعلينا أيضاً كجماعة/جالية أن نظهر القيم العظيمة التي منحها الإسلام للعائلة ولكبار السن وللجار وللمجتمع الأوسع، لكي يتمكن غير المسلمين ممن حولنا أن يتجاوزوا الدعاية المناهضة ليلمسوا روعة الإسلام. يجب أن نوضح أن الإسلام يستطيع أن يخاطب كثيراً من القضايا التي تنخر هذا المجتمع كالعنصرية، والشذوذ، والاستغلال الجنسي للنساء والأطفال.

إضافة إلى ذلك علينا تقديم الصورة الحقيقية لدولة الخلافة، ماضيها ومستقبلها، لقد كان ماضيها حضارة ذهبية للإنسانية، ومستقبلها أنها ستتكفل بوضـع مصـالح رعاياهـا في أولوياتها سـواءً أكانوا مسـلمين أم غير مسلمين، كما أنها ستعمل على تحرير الناس من الاستغلال والقمع. عندها سيتم القضاء على الدكتاتورية والتعذيب كما ستتم مقاومة الاستبداد الرأسمالي العالمي.

كما أن الهجمة الاستعمارية على البلاد واحتلالها من أجل مكاسب مادية، والفقر الذي تسببه السياسات الاستغلالية للشركات المتعددة الجنسيات، والدمار الذي يصيب البيئة، ناتجة عن السياسات الغربية الأجنبية المحكومة للجشع والمنفعة.

الإخوة والأخوات الأعزاء،
إن العمل من أجل الخلافة اليوم، هو صراع عالمي. فالرجال والنساء عبر العالم الإسلامي، عبر وسط أسيا، الشرق الأوسط، أفريقيا، جنوب أسيا، وجنوب شرق أسيا كلهم يكافحون من خلال أساليب سياسية غير عنيفة من أجل عودتها. كما أن هاجس الخلافة اليوم في الدوائر السياسية الغربية هو دليل الصعود المتنامي للحركة المطالبة بإعادة الخلافة في العالم الإسلامي، إن صناع السياسة الغربية وغيرهم من السياسيين يحاولون بهستيرية الحد من المطالبة المتزايدة للخلافة، ويحاولون غير يائسين الإبقاء على الحكام الفاسدين في السلطة. إن الإحباط الأعظم لهم ناتج عن كون هذه الحركة، حركة غير عنيفة. وكلما ازداد الاعتقال والتعذيب من قبل الحكام الفاسدين كلما زادت شعبية هذا الصراع السياسي غير العنيف.

إن واجبنا كجزء من هذه الأمة –المقيمين في الغرب- هو دعم وتأييد هذه الحركة الإسلامية، وهؤلاء الإخوة والأخوات الذين يواصلون التضحية والكفاح ضد تلك الأنظمة، وهذا يعني استغلال كل الفرص المتاحة للكشف والإعلان عن الفظائع التي ترتكبها هذه الأنظمة وعلاقاتها بالحكومات الغربية.

إلا أنه ولأننا نقيم في الغرب، فهنالك مسئولية إضافية تقع على عاتقنا، وهي التواصل عبر الكلمة والعمل من أجل إيصال حقيقة الإسلام والخلافة للمجتمع الأوسع غير المسلم، الذين يعانون من الاشمئزاز والاستياء من سياسات حكوماتهم تجاه العالم الإسلامي. إن التواصل مع غير المسلمين في العمل والجامعة والجيران عن طريق الآداب والأحاديث والحوارات وشبكة الإنترنت والإعلام سوف يؤدي إلى بناء تقدير لتطلعات حزب التحرير السياسية للعالم الإسلامي، وعندها سوف يدركون أن ما يسمعونه عن الإسلام والمسلمين هو محض كذب لتبرير السياسة الاستعمارية للأراضي الإسلامية.

بالرغم من التوعد والأكاذيب والتهديد ضد حزب التحرير في بريطانيا إلا أن الحزب يواصل عمله كما هو حاله في جميع أنحاء العالم من خلال الأساليب الفكرية والسياسية السلمية، من أجل مواصلة الدعوة لدولة الخلافة.

إن حزب التحرير في بريطانيا يدعوكم للعمل معه، لإظهار العزة والمكانة التي مصدرها الإسلام والخلافة. وبهذا توجد صورة إيجابية لهم.

((ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ))

جمادى الأولى 1427هـ
 
حـزب التحريـر
2006/06/02م
 
بريطانيا
 


إقرأ أيضا:-
﴿‌شَهْرُ ‌رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
بداية شهر رمضان المبارك ونهايته لا تُحددها إلا الرؤية الشرعية للهلال
ثم ماذا بعد أيها المسلمون؟ ماذا تنتظرون بعدما شاهدتم ما حدث في غزة؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتستجيبوا لفرض ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة؟!
ضرباتٌ في عمق لبنان! أين السلطة السياسية وأجهزتها من استحقاقاتهم؟! ثم أَلَم يفرغ الصبر الاستراتيجي للمحور إلى الآن؟!
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!