Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

إعادة الترشيح مسرحية مكشوفة !!

منذ أن أعلن رئيس الجمهورية اليمنية علي عبد الله صالح قبل عام تقريبا قراره، عدم ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة لعام 2006م، لم يصدق عاقل في اليمن أن هذا القرار جدي وحقيقي، وكل من له دراية بواقع النظام القائم في اليمن كان يدرك يقينا انه سوف يحرك أعوانه ومريديه في الوقت المناسب ليطلبوا منه العدول عن قراره، وقد يتساءل البعض إذاً لماذا هذه المسرحية الساذجة؟!

    والجواب، أنه أراد أن يوهم الناس أنه زاهد في السلطة وغير راغب فيها وإنما يقوم بأعباء الحكم خدمة للأمة، ومحبة لها من ناحية، ومن ناحية أخرى يريد صرف اهتمام الناس ولو لبعض الوقت عن تردي الأوضاع العامة في اليمن، وخاصة الاقتصادية منها.

      يعرف أهل اليمن جميعا، الساسة والبسطاء، أن الفساد الإداري والمالي والسياسي قد تغوّل في اليمن، وطال جميع أجهزة الدولة، وطال الهرم السياسي من أعلاه إلى أدناه، وأصبح الحديث عن استشراء الفساد، يجري علنا وعلى ألسنة الجميع، مسئولين وغير مسئولين !!

      فنهب المال العام بلغ حد تهريب ناقلات النفط بكامل حمولتها لحساب المتنفذين في السلطة، ورِشى شركات النفط لكبار المسئولين ليغضوا الطرف عن تجاوزاتها ومخالفاتها للعقود المبرمة معها، والخضوع المذل لصندوق النقد الدولي المتمثل في الجرعات المتتالية لرفع أسعار المحروقات، وما تبعه من ارتفاع جنوني في تكاليف الإعالة، علما أن المحروقات منتج محلي !!

      وإسناد الوظائف العامة للموالين لا للأكفاء، واستيراد وتهريب الأدوية المنتهية الصلاحية، وغير ذلك من فساد يطول ذكره، حتى إن المساعدات والمنح التي تقدم من بعض الجهات الدولية يجري السطو عليها، وتحويلها إلى جيوب الأعوان والمتنفذين، ما دفع كثيرا من الجهات المانحة لوقف المساعدات أو خفضها، ولقد طال الغلاء والارتفاع الفاحش في الأسعار معظم فئات المجتمع حتى صار معظم الشعب اليمني يعيش تحت خط الفقر،  وأصبحت المساجد تعج بالمتسولين رجالا ونساء وأطفالا وفي أوقات الصلوات الخمس !!

      وفي المجال السياسي يجري التغني بحرية الرأي والتعبير، وفى ذات الوقت يجري قمع الناطقين بالحقيقة وتكميم أفواههم، حتى الدستور على هزاله يجري التلاعب به، وتغيير مواده، كلما اقتضت الحاجة فعلى حين ينص الدستور في المادة (3) على “أن الإسلام هو مصدر جميع التشريعات” تعطل حدود الله كلها، ويتعامل بالربا، وتهمل الرعاية للأمة، حتى تكاد تنعدم، فعشرات الآلاف من اليمنيين الذين يغادرون سنويا للعلاج في خارج البلد، بسبب عدم وجود - وعلى مستوى الدولة - مستشفى واحدة مؤهلة ومتطورة.

      كذلك الانفلات الأمني والاقتتال الداخلي الذي ينذر بتدخل الدول الاستعمارية الكافرة تحت شتى الذرائع ومختلف المسميات.

      وأخيرا وليس آخرا التدخل الأمريكي السافر والوقح في أدق الأمور الداخلية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.

      هذه بعض جوانب التردي العام للأوضاع في اليمن، هذه الأرض التي دعا لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالبركة “اللهم بارك لنا في يمننا”، وهذا الذي ذكرناه غيض من فيض، فلقد بلغ الاحتقان في الشعب مداه، ولن يجدي الرئيسَ وأعوانه ونظامه أن يحشد موظفي الدولة تحت الإغراء والتهديد ليقوموا بالتجمع أمام قصره، ليقنع نفسه أن الأمة لا تستغني عنه، ولا تستطيع العيش بدونه.

        إن الأمة الإسلامية العظيمة، والمسلمين في اليمن، جزء منها، إنما نهضت بالإسلام عندما حملته، عقيدة ونظاما، وعاشت عزيزة وسعيدة في ظله، وحملته إلى أرجاء المعمورة، لتستظل به البشرية كلها، ولقد مات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو خير البشر، ولم تمت الأمة، بل إن الفتوحات بعده قد وصلت مشارق الأرض ومغاربها، لأن الأمة تحيا بعقيدتها ونظامها المنبثق من هذه العقيدة.

    أيها المسلمون في اليمن،
      يا علماء اليمن الأجلاء،
        يا شيوخ القبائل،
          يا أهل الفكر والرأي:
    إن حزب التحرير يدعوكم للعمل معه من أجل إقامة الخلافة الإسلامية التي بشر بها الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وهى قادمة حتما وأسرع من رد الطرف لتنعم الأمة الإسلامية كلها بسعادة الدنيا، ورضا رب العالمين، فهذه هي قضيتكم المصيرية التي يبذل من أجلها كل غال ونفيس.

  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}
   

29 جمادى الأولى 1427هـ
 
حـزب التحريـر
2006/06/26م
 
ولاية اليمن
 


إقرأ أيضا:-
﴿‌شَهْرُ ‌رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
بداية شهر رمضان المبارك ونهايته لا تُحددها إلا الرؤية الشرعية للهلال
ثم ماذا بعد أيها المسلمون؟ ماذا تنتظرون بعدما شاهدتم ما حدث في غزة؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتستجيبوا لفرض ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة؟!
ضرباتٌ في عمق لبنان! أين السلطة السياسية وأجهزتها من استحقاقاتهم؟! ثم أَلَم يفرغ الصبر الاستراتيجي للمحور إلى الآن؟!
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!