Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

جانب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علمنا بخبر زيارتكم لبنان ونحن نتابع أخبار الإجرام والإفك الذي تأتي به حكومتكم منذ أسبوع، أخبارَ حَمْلة الاعتقالات الظالمة بحق الشباب العاملين للخلافة، شباب حزب التحرير في تركيا، والتي طالت ما يزيد عن مئتي شاب حتى الآن. ولا يخفى على مؤمن عاقل أن هذا الإفك ملؤه محاددة الله ودينه وعباده الصالحين. ونحن في حزب التحرير-ولاية لبنان، ومن موقع مسؤوليتنا الإسلامية، يهمنا أن نوضح نقاطاً وندعوكم إلى أخرى:

1- رأيتم أن حزب التحرير- ولاية تركيا وزّع بياناً بمناسبة الذكرى الأليمة للقضاء على الخلافة من قبل بريطانيا وعملائها من العرب والترك، وعلمتم أن الحزب دعا إلى مؤتمر في “إسلامبول” في هذه الذكرى الأليمة، فشنت أجهزتكم الأمنية حملة اعتقالات واسعة في صفوف شباب الحزب وأنصاره، فأثبتّم بذلك أنكم خَلَََفٌ مخلصون للمجرمين الذين هدموا دولة الإسلام والمسلمين منذ 88 سنة (عام1342هـ)، فحملتم إرثهم وبذلتم جهدكم للحؤول دون قيام دولة الخلافة بعد أن نجح أسلافكم في هدمها. ولكن هيهات هيهات أن تحولوا دون انبثاق فجر الخلافة الراشدة الثانية الذي أوشك أن يبين خيطه الأبيض من خيطه الأسود.

2- كما أثبتم بحملتكم هذه التي تطال مئات الشباب من العاملين لإقامة الخلافة على امتداد البلاد طولاً وعرضاً، أثبتم أن الدعوة إلى إقامة الخلافة قد تجذرت في نفوس أهل تركيا، كما تجذرت في نفوس المسلمين على امتداد العالم الإسلامي، وبالتالي وقفتم في صف أعداء الإسلام والمسلمين بعداوتكم لمشروع استئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة دولة المسلمين الجامعة التي تحكم بما أنزل الله؛ دولة الخلافة.

3- ثم زدتم على جريمتكم هذه جريمة أخرى، ألا وهي افتراؤكم على هؤلاء الأنقياء الأتقياء أنهم يخططون لعمليات (إرهابية!) تملأ تركيا دماً، فجئتم بإثمٍ وبهتان عظيمين، وأثبتّم فوق ذلك أنكم كذّابون لا تستحيون من الله وعباده، إذ أتيتم بكذب مكشوف السوأة. فالقاصي والداني يعرف أن تاريخ حزب التحرير الممتد لأكثر من نصف قرن يخلو من أي عمل مسلح أو مادي، وأن الامتناع عن الأعمال المسلحة والمادية جزء ثابت في منهجه، إذ هو تقيُّدٌ بالحكم الشرعي، وليس خوفاً من طاغية هنا أو ظالم هناك. وها هي المؤتمرات والفعاليات التي أقامها الحزب في العالم بالتزامن مع موعد المؤتمر المقرر في “إسلامبول”، من إندونيسيا شرقاً حيث مؤتمر الحزب لعلماء المسلمين إلى سائر العالم الإسلامي بما في ذلك لبنان تثبت كذبكم، إذ عقدت وتمت بكل انضباط وهدوء دون أن تشهد حادثة عنف صغيرة. فما شأن مؤتمر “إسلامبول” تفتقت (عبقريتكم!)، بل افتراؤكم وكذبكم عن أنه مناسبة لعمل إرهابي دامٍ؟!

4- ثم زدتم على جرائمكم هذه جريمة أفظع وأبشع، إذ استوحيتم من إثمكم العظيم الذي ترديتم به _ وهو ولاؤكم لدولة يهود ولعبكم لدور السمسار بين دول المنطقة للترويج للصلح معها _ استوحيتم من إثمكم هذا فرية رميتم بها الأنقياء الأتقياء من شباب الحزب الذين نذروا أنفسهم للعمل لسيادة الإسلام في بلاد المسلمين، فنسجتم الأكاذيب وأنشأتم منها قصة تشبه قصص الأفلام السينمائية والروايات الجاسوسية! ولكنا نبشركم سلفاً بخيبة فألكم، إذ يعرف القاصي والداني من أنصار الحزب وأخصامه طهر الحزب ونقاءه وصفاءه، في الوقت الذي يعرفون فيه انغماسكم في مستنقع التحالف مع دولة يهود، والتعاون العسكري معها، والسمسرة لها، وأحدث فصول هذه السمسرة زيارتكم هذه للبنان التي أعلنت الغاية منها أنها لبحث مسار عملية السلام، أي الاعتراف بدولة إسرائيل و(تطويب) معظم فلسطين باسمها، فضلاً عن تردّيكم في خطيئة العلمانية الكمالية التي فاقت كل علمانيات الدنيا في عداوتها للإسلام وشريعته ودولته.

وإنكم بما رميتم به شباب حزب التحرير من اتهام كاذب مفترىً، قد أدنتم أنفسكم، إذ إنكم لم تجدوا فرية أعظم من هذه الفرية، لتخفيف وطأة ما فعلتموه على الرأي العام في تركيا، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على عظم جريمة التعامل مع يهود، وأن الواجب أن تُقَيَّدَ يَدا من ملأت صوره شاشات التلفزة وهو يصافح قاتل الأطفال في فلسطين، ومن يعمل ليل نهار لإعطاء فلسطين ليهود من خلال سمسرة المفاوضات، ومن يمكِّن ليهود من خلال صفقات السلاح معهم، وليس أيدي العاملين لإقامة دولة الإسلام وتحرير البلاد من رجس يهود وأعوانهم.

ويكفي رداً عليكم قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰۤئِكَ فِى ٱلأَذَلِّينَ.كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ} المجادلة 20-21.

وفي الختام فإنا نبني على ما يفترض فيكم من بقية إسلام وإيمان، أمراً لكم بالمعروف ونهياً عن المنكر، فنقول: إذا كنتم ترَوْن أنكم لا ترقَوْن لمستوى نصرة مشروع استئناف الحياة الإسلامية وإقامة شرع الله، فلا أقل من أن تنأَوْا بأنفسكم عن الاندراج في السجل الذي يتصدره أبو جهل وأبو لهب وأمية بن خلف ... ومصطفى كمال الذين نذروا أنفسهم للوقوف في وجه الدعوة الإسلامية والإسلام. فأفرجوا عن هؤلاء الأبطال، وكُفّوا عن ملاحقتهم وإيذائهم قبل أن تفوتكم الفرصة بقيام دولة الخلافة، وقبل أن تُعرضوا على ربكم وقد ذهب عنكم سلطانكم، يوم تقولون: {مَآ أَغْنَىٰ عَنِّى مَالِيَهْ.هَلَكَ عَنِّى سُلْطَـٰنِيَهْ} الحاقة 28_29.
{ وَٱتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ }البقرة 281.

8 من شعبان 1430هـ
 
حزب التحرير
2009/07/30م
 
ولاية لبنان
 


إقرأ أيضا:-
﴿‌شَهْرُ ‌رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾
بداية شهر رمضان المبارك ونهايته لا تُحددها إلا الرؤية الشرعية للهلال
ثم ماذا بعد أيها المسلمون؟ ماذا تنتظرون بعدما شاهدتم ما حدث في غزة؟ ألم يأن لكم أن تتحركوا وتستجيبوا لفرض ربكم بإقامة دولة الخلافة الراشدة؟!
ضرباتٌ في عمق لبنان! أين السلطة السياسية وأجهزتها من استحقاقاتهم؟! ثم أَلَم يفرغ الصبر الاستراتيجي للمحور إلى الآن؟!
في بلد يزعم أنه بلد حقوق المرأة تُعتقل حاملات الدّعوة من حزب التحرير لأنّهنّ يعملن خارج إطار العلمانية!