الخاتمة
ومجمل القول إن صراع الحضارات أمر حتمي، كان في الماضي، وهو كائن اليوم وسيبقى إلى أن ينتهي الصراع قبيل الساعة حيث لا تقوم إلا على شرار الخلق. فلا تغتروا أيها المسلمون بدعاة الحوار الذين يضعون رؤوسهم في الرمال، ويغضون على الذل والهزيمة، وأعدوا للصراع عدته، فإن حضارة الغرب الرأسمالية قد صرعتكم عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، ولكنها لن تصرعكم فكرياً، فعقيدتكم عزيزة على من يرومها، وهي لا تزال حية في النفوس، إلا أن بعض مفاهيم حضارتكم المتفرعة عن عقيدتكم، قد شابتها بعض الشوائب، ونالها شيء من الغبار، فاعملوا على تنقيتها ونفض الغبار عنها، بالرجوع إلى الكتاب والسنة، وإياكم أن تقبلوا قولاً بغير دليل، أو تقبلوا قولاً بدليل من غير مجتهد، أو من يخبر عنه، فهذا زمان الرؤساء الجهال، الذين يفتون بغير علم، فإياكم وإياهم، وابحثوا عن العلماء العاملين المخلصين، وخذوا عنهم دينكم، فإنهم مصابيح الدجى، وهم اليوم قليل. واعلموا أن الغلبة والنصر في نهاية المطاف للإسلام والمسلمين. بهذا وعدنا الله ورسوله في الأخبار القطعية، فثقوا بجميل وعد الله، واعملوا لتنصيب خليفتكم، وإقامة جماعتكم على رجل منكم، ليعد العدة ويجمع الأمة ويرهب العدو ويحفظ البيضة، ويعدل في الرعية، ويقسم بالسوية، ويظهر الله على يديه هذا الدين على الدين كله ولو كره المشركون.
اللهم اهـد أمـة محـمد لما يرضـيك عنها، ويجعلها لنصـرك أهـلاً. يا أرحم الراحمين بك نستغيث ونستجير نحن ضعفاء ببابك، ضارعون بفنائك، مضطرون لعونك، فانصر دينك وحقق وعدك، وأنزل نصرك، ولك الحمد على كل حال.
|