لقد انطلقت الثورات في البلدان العربية - والتي باتت تُعرف لاحقًا بالربيع العربي - بشكل فاجأ الغرب (كما جاء في جواب سؤال حزب التحرير في 29/6/2013م) انطلاقًا من تونس فمصر ثم اليمن فليبيا...
ولقد أدرك الحزب مبكرًا واقع هذه الثورات، ووضع تصوره في جواب سؤال في 11/3/2011م، أي بعد قرابة ثلاثة أشهر فقط من انطلاق أول ثورة في تونس في 18/12/2010م، هذا الفهم المبكر مكَّن الحزب من التعامل مع هذه الثورات تعاملًا مبدئيًا متمسكًا بفهمه لعملية التغيير، ثابتًا على سيره بفكرته وطريقته، مثبتًا بجدارة أنه حزب سياسي بامتياز، يتبنى مصالح الأمة وصولًا بها إلى رعاية شؤونها في دولة إسلامية خلافة راشدة على منهاج النبوة...بحيث كانت الوقائع تثبت صدق ما كان يذهب إليه الحزب في كل مرحلة...
في هذا الموضوع سأحاول تناول سير الحزب في الثورات العربية عمومًا، والثورة السورية خصوصًا، تحت ثلاث نقاطٍ أو خطوط عريضة:
1- مقدمة في فهم الحزب لواقع الثورات بشكل مبكر، وفهم الحزب لمعنى أعمال الرأي العام وتوصيفها وكيفيتها.
2- انضباط فهم الواقع السياسي في سوريا.
3- انضباط فهم واقع الفصائل وخطابها، ونجاح الحزب في تصنيف محاور الثورة والصراع في سوريا.
|