Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::
:::
 

حزب التحرير
والثورات العربية عمومًا،
والثورة السورية خصوصًا:
مبدئية الفهم وثبات السير

::محتويات/فهرس الكتاب ::

لقد انطلقت الثورات في البلدان العربية - والتي باتت تُعرف لاحقًا بالربيع العربي - بشكل فاجأ الغرب (كما جاء في جواب سؤال حزب التحرير في 29/6/2013م) انطلاقًا من تونس فمصر ثم اليمن فليبيا...

ولقد أدرك الحزب مبكرًا واقع هذه الثورات، ووضع تصوره في جواب سؤال في 11/3/2011م، أي بعد قرابة ثلاثة أشهر فقط من انطلاق أول ثورة في تونس في 18/12/2010م، هذا الفهم المبكر مكَّن الحزب من التعامل مع هذه الثورات تعاملًا مبدئيًا متمسكًا بفهمه لعملية التغيير، ثابتًا على سيره بفكرته وطريقته، مثبتًا بجدارة أنه حزب سياسي بامتياز، يتبنى مصالح الأمة وصولًا بها إلى رعاية شؤونها في دولة إسلامية خلافة راشدة على منهاج النبوة...بحيث كانت الوقائع تثبت صدق ما كان يذهب إليه الحزب في كل مرحلة...

في هذا الموضوع سأحاول تناول سير الحزب في الثورات العربية عمومًا، والثورة السورية خصوصًا، تحت ثلاث نقاطٍ أو خطوط عريضة:

1- مقدمة في فهم الحزب لواقع الثورات بشكل مبكر، وفهم الحزب لمعنى أعمال الرأي العام وتوصيفها وكيفيتها.

2- انضباط فهم الواقع السياسي في سوريا.

3- انضباط فهم واقع الفصائل وخطابها، ونجاح الحزب في تصنيف محاور الثورة والصراع في سوريا.


إن ما ذكرناه في هذا الكتيب يُظهر أن ما خطه حزب التحرير في الثورات عموماً، وفي الثورة السورية خصوصاً شكل وما زال يشكل برنامج عمل، يقوم على وجود الحاضنة الشعبية لإقامة الخلافة الراشدة، التي ينطبق عليها ما قاله مصعب رضي الله عنه للرسول ﷺ: «لم يبقَ بيت في المدينة إلا وفيه ذكر الإسلام»، حيث لم يبقَ بيت في سوريا إلا وفيه ذكر الخلافة، ويقوم على وجود قيادة سياسية من أهل الدعوة المؤمنين الذين أعدوا أنفسهم لمهمة الحكم بما أنزل الله، ليكونوا كما كان حال المهاجرين مع الرسول ﷺ في مكة، وهذا، بإذن الله، متمثل بقيادة «حزب التحرير»، وعلى وجود قيادة عسكرية من أنصار الله المؤمنين من أهل القوة والمنعة ليكونوا كأنصار رسول الله ﷺ الذين أتوه من المدينة، ليتم بهذا – حاضنة شعبية وقيادة سياسية وأهل قوة ومنعة- إسقاط النظام السوري المجرم، وإقامة دولة الخلافة الراشدة التي تحكم بما أنزل الله... ويسبق هذا ويصاحبه المسارعةُ إلى فك جميع الارتباطات القائمة بأعداء الثورة، عن طريق نبذ المال السياسي القادم منها، وتقريرُ نبذ الفرقة والاختلاف والتقاتل بين الجميع...

فإن كان هذا، كانت معية الله عز وجل. وبهذا المنهج وطريقة التغيير الشرعية، وبهذه المعية من الله عز وجل، لن تتغلب قوى الأرض ولو اجتمعت على مريد التغيير، لأن هذه الثورات التي قامت في بعض بلاد المسلمين هي ثورات أمة بالدرجة الأولى، ثم هي التعبير القوي عن إرادة التغيير عندها.


هذا الكتاب هو هدية من مجلة الوعي العدد الخاص (378، 379، 380)