خاتمة الكتاب
وختاما نقول: ليست الدولة الإسلامية خيالاً يداعب الأحلام؛ لأنّها قد امتلأت بها جوانب التاريخ في مدى ثلاثة عشر قرناً، فهي حقيقة. كانت كذلك في الماضي، وتكون كذلك في المستقبل القريب إن شاء الله، لأنّ عوامل وجودها أقوى من أن ينكرها الزمن، أو يقوى على مصارعتها، وقد امتلأت بها اليوم العقول المستنيرة، وهي أمنية الأمة الإسلامية المتعطشة لمجد الإسلام.
وليست الدولة الإسلامية رغبة تستأثر بالنفوس عن هوى، بل هي فرض أوجبه الله على المسلمين، وأمرهم أن يقوموا به، وحذرهم عذابه إن هم قصروا في أدائه. وكيف يرضون ربهم وهم يبغون العزة من غير الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين؟! وكيف ينجون من عذاب القوي العزيز وهم لا يقيمون دولة تجهز الجيوش وتحمي الثغور، وتنفذ حدود الله، وتحكم بما أنزل الله؟!
لذلك كان لزاماً على المسلمين جميعا أن يقيموا الدولة الإسلامية، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ لأنّه لا وجود للإسلام وجوداً مؤثراً إلاّ بالدولة، ولأنّ بلادهم لا تعتبر دار إسلام في الاصطلاح الفقهي إلاّ إذا حكمتها دولة الإسلام.
وخاتمة الختام فإن الخلافة هي فرض وأي فرض، بها يعز الإسلام والمسلمون ويذل الكفر والكافرون، وإننا نؤكد ما قاله أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله: (نعم إن الخلافة هي البضاعةُ والصناعة، هي العزُّ والمنعة، هي حافظةُ الدين والدنيا، هي الأصلُ والفصل، بها تقام الأحكام، وتحدُّ الحدود، وتفتح الفتوح وترفع الرؤوس بالحق... وينطق بهذا تاريخ الخـلافة، فأين بيزنطة وصولجانها؟ وأين المدائن والأكاسرة؟ ثم من مدَّ الصوت بالتكبير في تلك البقاع الممتدة على طول الأرض وعرضها من المحيط إلى المحيط لولا دولة الإسلام وجند الإسلام وعدل الإسلام؟ ولو علمت الخـلافةُ أرضاً وراء المحيطين شرقاً وغرباً لخاضت عُبابَهما تدعو إلى الله الرحمن الرحيم العزيز الحكيم...) هكذا هي الخلافة، وهكذا هو عز الإسلام والمسلمين، فإلى العمل لأداء هذا الفرض العظيم بإقامة الخلافة الراشدة ندعوكم أيها المسلمون.
[سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ]
الجمعة، 08 شوال 1439هـ المكتب الإعلامي المركزي
22 حزيران/يونيو 2018م لحزب التحرير
|