لم تحظ مسألة البيئة في حياة البشرية بالاهتمام الذي حظيت به في العقود القليلة الماضية جراء الخلل الذي أصاب التوازن البيئي بسبب الآثار السلبية للثورة الصناعية وما قام به الإنسان من استنزاف للثروات والموارد الطبيعية بحيث أصبح الناس يتوجسون خوفاً من تدهور الأوضاع البيئية إلى درجة الدمار، ولعل من أبرز ما يثار في هذا السياق موضوع التغير المناخي والاحتباس الحراري الذي لا يقتصر على بلد دون الآخر بل يتعدى الدول القطرية ليعم العالم بأسره فلا تسلم من آثاره أية دولة أو منطقة. وقد أدى ذلك إلى حصول اهتمام عالمي بهذا الأمر وانعقاد مؤتمرات علمية ومحافل دولية ولقاءات قمة للبحث في أسباب المشكلة وكيفية علاجها ومدى مساهمة دول العالم في التصدي لها، وحرص القائمون على مثل هذه اللقاءات على صياغة اتفاقيات دولية تتضمن التزامات بما يرونه حلاً لمشكلة مناخ وتصدياً لأسبابها وآثارها على وجه يوازن بين الحفاظ على مستوى المعيشة والحاجة إلى الموارد الطبيعية من جهة، واحترام البيئة من جهة أخرى. ويعتبر مؤتمر كوبنهاجن الذي يعقد ما بين 7-18 من كانون الأول/ديسمبر 2009م ويشارك فيه العشرات من رؤساء الدول وأعداد كبيرة من الموفدين الحكوميين والمتخصصين والباحثين، يعتبر حلقة في سلسة طويلة من المؤتمرات الدولية.
|