ثمانٍ وثمانون سنة من السنوات العجاف مرت على الأمة الإسلامية منذ سقط تاجها وهدمت خلافتها واحتل الغرب الكافر بلادها... ثمانٍ وثمانون سنة فرض فيها الغرب الكافر إقصاء الإسلام عن الحكم بعد أن ضيّق عليه المجال وسحب منه عناصر القوة فيه (العقيدة السياسية، نظام الحياة الشامل، الخلافة، الجهاد) وغيّر وبدّل في الدين بعد أن صاغ عقلية المسلمين صياغة جديدة على أساس من قواعده الفكرية المنقطعة الصلة بالله تعالى، وأعانه في ذلك علماء سوء في الدين أفتوا على قواعده فخرجت فتاويهم ضالة مُضلة... ثمان وثمانون سنة فرض فيها الغرب الكافر على المسلمين قوانين وضعية هجينة وسلم الحكم لحكام نواطير اجتمع فيهم الشر كله، وجعلهم أذناباً له وحركهم في ذبح الأمة وسلب خيراتها، فأصاب الأمة منهم بلاء عظيم: قتل وسجن وتعذيب ونفي وتهجير، وإذلال وإفقار وتجهيل، وإفساد وتضليل... ثمان وثمانون سنة بدأت معها رحلة عذاب الأمة في طريق الآلام والدموع، والتآمر عليها ما زال مستمراً.
|