بين يدي هذا الكتاب:
إننا، في حـزب التحرير، نؤمن بوعد الله سبحانه، ونصدق بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونعمل مع الأمة الإسلامية ومن خلالها؛ لإعادة الخلافة من جديد، ونحن مطمئنون بتحقيق ذلك سائلين الله سبحانه أن يكرمنا بإقامة الخـلافة، وأن نكون جندها، نرفع رايتها بخير وعلى خير، وننتقل بها من نصر إلى نصر، وما ذلك على الله بعزيز.
ولقد أحببنا في هذا الكتاب أن نضمنه أجهزة الحكم والإدارة في دولة الخـلافة بشـكل واضـح العبارة، يسـير الفهم، عملي التطبيق، وقبل هذا وذاك أن يكون صحيح الاستنباط والاستدلال، تطمئن به القلوب، وتنشرح له الصدور.
ولقد دفَعَنا إلى ذلك أن أنظمة الحكم الموجودة في العالم اليوم بعيدة عن نظام الحكم في الإسلام من حيث الشكل والمضمون. أما المضمون فواضح للمسلمين أن الأنظمة الحالية كلها ليست مأخوذةً من كتاب الله وسنة رسوله، وما أرشدا إليه، فهي أنظمة على النقيض من نظام الإسلام، وهذا أمر محسوس ملموس للمسلمين لا يختلفون عليه.
ولكن ما يمكن أن يوجِد عندهم التباساً هو ظنهم أن شكل الحكم في الإسلام من حيث أجهزته لا يختلف عن أجهزة الحكم الحالية؛ لذلك لا يرون بأساً أن يكون هناك مجلس وزراء، ووزراء، ووزارات، ونحو ذلك، بواقع وصلاحيات مثل ما هو عليه في أنظمة الحكم الوضعية اليوم؛ ولهذا حرصنا في هذا الكتاب على التركيز على أجهزة الحكم في دولة الخـلافة؛ ليصبح شكل أجهزة الحكم مدركاً في الأذهان، قبل أن يكون، بإذن الله، ماثلاً للعيان.
وقد ضمّـنّاه كذلك الراية واللواء لدولة الخـلافة. كما أن هناك أموراً أخرى لازمةً لَم نضمنها الكتاب، بل أرجأنا إعلانها لوقتها، حيث ستصدر بها القوانين اللازمة في ملحق لهذا الكتاب بإذن الله. وهذه الأمور هي:
كيفية انتخاب الخليفة، تحديد صيغة البيعة، تحديد صلاحيات الأمير المؤقت في حالة وقوع الخليفة في الأسر إن كان مأمول الخلاص أو غير مأمول الخلاص، تنظيم شرطة الولايات من حيث التنفيذ والإدارة، تعيين الشرطة النسائية في دائرة الأمن الداخلي، كيفية انتخاب مجالس الولايات ومجلس الأمة، اعتماد هتاف رسمي للدولة. وقد أشرنا إلى هذه الأمور في مواضعها في الكتاب.
سائلين الله سبحانه أن يعجل لنا نصره، وأن يمنَّ علينا بفضله، وأن يكرمنا بعزه وكرمه، فتعود الأمة خير أمة أخرجت للناس، وتعود الدولةُ الدولةَ الأولى في العالم، تنشر الخير في ربوعه، والعدل في جنباته، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، ويشفي الله بذلك صدور قوم مؤمنين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
|