Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمةُ حق مرّة ... لكنها نصيحةٌ صادقة
تَوَلِّي السُّلطة في ظل الاحتلال شَرَكٌ يقود الواقعَ فيه إلى الاعتراف بدولة يهود

إننا نصدر هذا البيان وفي القلب غصة، فقد حدث ما كنا نُحذر منه مراراً وتكراراً بأن الانتخابات الفلسطينية في ظل الاحتلال ضرر كلها، فها هي تتجه بـ (الإسلاميين) لتولي السلطة في ظل الاحتلال، فينفخون الروح في سلطة كانت على وشك السقوط، ويدفعون العمل من جديد في مشاريع الحلول المرحلية والتكتيكية! بعد أن فقد أهل فلسطين الثقة في سلطة (فتح)، وانكشف للناس فسادها وإفسادها، وخيانتها باعترافها بدولة يهود وقبولها بمشاريع أمريكا وأوروبا من اوسلو إلى خارطة الطريق، وكاد الناس يَنْفَضُّون عن السلطة ويعودون إلى اتباع الحق، ويدركون أن فلسطين، الأرض الطيبة المباركة، لا تقبل القسمة بين المسلمين ويهود، بل الحكم الشرعي أن تعود كاملةً إلى ديار الإسلام بعد إزالة دولة يهود من الوجود.

لقد نشأت التنظيمات الفلسطينية أول ما نشأت، وأكبرها (فتح)، وهي تعلن تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وإزالة كيان يهود وعدم الاعتراف به، ثم سقطت في مستنقع التنازلات: من الصدع بالأهداف الاستراتيجية إلى القول بالأهداف التكتيكية والمرحلية، ومن دولة في كل فلسطين إلى دولة فوق أي شبر يحرر بالكفاح دون الاعتراف بدولة يهود، ثُم إلى دولة فوق أي شبر يتحرر بالتفاوض والاعتراف بدولة يهود على باقي فلسطين، ومن ثَمَّ إلى (سلطة) سيادتها ناقصة بل معدومة لدرجة أن رئيس وزرائها ووزراءها يقفون على حواجز اليهود بإذلال مقصود انتظاراً لإذن بالمرور!

والآن يريدون لـ (حماس) السير على الطريق نفسه، فقد أزالت من برنامجها الانتخابي (إزالة دولة يهود وعدم الاعتراف بها)، ومكان الهدف الاستراتيجي بتحرير فلسطين كاملةً وعدم التفاوض مع من يدعمون دولة يهود حَلَّتِ الواقعيةُ والتفاوض مع اللجنة الرباعية التي تدعم يهود وصار الهدف المرحلي بحدود 1967 هو المطلوب!، وبدلاً من عدم الاعتراف بشرعية دولة يهود من أصلها، صار مكانه عدم الاعتراف بشرعية احتلال دولة يهود للضفة وغزة، ثم قيل بصوت عالٍ: مع المحافظة على الثوابت، وأية ثوابت هذه؟ إن الثوابت تنهار بعد أول تنازلٍ يقوم به صاحب الحق عن حقه، وقد ظهر هذا الأمر جلياً لكل ذي عينين، فقد أدى هذا التنازل بـ (فتح) إلى أن تصل إلى (تقزيم) قضية فلسطين لتصبح ليست أكثر من أن تسهِّل دولةُ يهود التنقّلَ بين مدن الضفة ولا نقول بين مدن الضفة وغزة!

إن التنازل مرةً يقود إلى التنازل مراتٍ، والمطالبة بحدود 67 والاعتراف بدولة يهود على باقي فلسطين البالغة فوق 80%، هذه المطالبة ستقود إلى ما وصلت إليه سلطة (فتح).

من يهن يسهل الهوان عليه ....... ما لجرح بميت إيلامُ
والذي يحز في النفس أن الكفار المستعمرين كانوا يخططون لإدخال (حماس) في السلطة والتفاوض والاعتراف بيهود، يخططون لذلك بشكل مكشوف بالاتفاق مع محمود عباس ودولة يهود:

فأولاً:  قامـوا بحمـلة قويـة ضد اشتراك (حماس) في الانتخابات بحيث أعطوا تصوراً أن إجراء الانتخابات بإشراك (حماس) هو عمل (وطني) ضد رغبة أمريكا والاتحـاد الأوروبي ودولة يهود، وكأن السلطة ذات سيادة تستطيع إجراء انتخابات دون إذن من دولة يهود!

وثانياً:  أصر محمود عباس على إجراء الانتخابات في موعدها رغم الانشقاق والصدع الكبير الذي أصاب (فتح)، وكان واضحاً من ذلك أن الانتخابات في هذا الوقت ستوصل (حماس) لأكثر الأصوات بحيث يقودها ذلك إلى تشكيل الحكومة.

وثالثاً:  لما حاولت بعض عناصر من (فتح) تأجيلها بسبب واقع (فتح) المفكك، وضع محمود عباس شرطاً للتأجيل بأن تمنع دولة يهود الانتخاب في شرق القدس، وبدأ محمود عباس يعلي صوته بأنه مصر على اشتراك شرق القدس وإلا سيؤجل الانتخابات، وأظهر إصراره كما لو كان صاحب سيادة يضع شروطاً!، أما دولة يهود فبعد أن كانت تُلَمِّح بل تصرح بعدم السماح عادت فأعلنت الموافقة، وأعلن محمود عباس إجراء الانتخابات في موعدها بناءً على تطمينات من أمريكا كما أعلن، وبدا وكأنَّ محمود عباس حقق شرطاً (وطنياً) بإجبار دولة يهود على السماح لشرق القدس بالانتخابات، وهو الذي لا يستطيع أن يشرط على دولة يهود أن يمر في شارع دون إذنها!

ورابعاً:  لقد كان واضحاً أن الأمور يجري تخطيطها بدقة لتوصيل (حماس) إلى السلطة في ظل الاحتلال، فتنتقل القضية عندها من عدم الاعتراف بشرعية دولة يهود إلى عدم الاعتراف بشرعية احتلال دولة يهود للضفة وغزة، وهذا يعني تلقائياً الاعتراف بدولة يهود في باقي فلسطين، وممن؟ من ممثلين لأهل فلسطين يعلنون اسم الإسلام، فيكتمل الطوق من العلمانيين و(الإسلاميين).

أيها المسلمون
أيها الأهل في فلسطين
أيها المخلصون في (حماس)
إن السلطة قامت أصلاً على أساس (اتفاقية أوسلو) الخيانية، وهو أساس لا ينفك عن هذه السلطة مهما كان الذي يتولاها في ظل الاحتلال، ولا يغير من هذه الحقيقة التصريح بأنها ماتت، فواقع الحال يغني عن المقال، فوجود السلطة من أساسه قائم بناءً على اتفاقية أوسلو، وتصريح محمود عباس رئيس السلطة هو رد صريح على سقوط تلك الأقوال فقد صرح بما يلي: (قد يحلو للبعض أن يتخيل ما يوافق هواه ويقول إن اتفاقية أوسلو قد ماتت ولكن الحقيقة أن هذه الانتخابات تجري وفق اتفاقية أوسلو، وأنا رئيس منتخب للسلطة بموجب اتفاقية أوسلو).  كما لا يغير من ذلك التصريح بأن التعامل مع أوسلو سيكون بوجه آخر، فإن أوسلو لها وجه واحد هو الخيانة بعينها.

أيها المسلمون
أيها الأهل في فلسطين
أيها المخلصون في (حماس)
إن الأمر جد لا هزل، وإنه لَشَرَكٌ صُنِعَ لـ (حماس)، وما المحاولات المحمومة لدفعها لتشكيل الحكومة وحدها أو لتكون الجزء الفاعل فيها إلا تأكيداً لهذا الشرك، فمن استطاع تخليصهم منه بإبعادهم عن تولي السلطة في ظل الاحتلال فليفعل، فهو إنقاذ لهم من شر مستطير وإثم كبير، والعاقل لا يضيف إلى خَطِيئَة دخوله الانتخابات في ظل الاحتلال خَطِيئةً أكبر بتولي السلطة في ظل الاحتلال.  إن الدين النصيحة ولعل (حماس) تأخذ النصيحة من رجال مؤمنين حريصين على الإسلام والمسلمين.  إننا لا نريد للشعار الطاهر (الإسلام هو الحل) أن يتلوث بتولي السلطة في ظل الاحتلال، ومن ثَمَّ الاعتراف بدولة يهود على معظم فلسطين مقابل دولة مؤقتة أو شبه دولة في بعض بعض فلسطين.

إن القضية ليست الضفة وغزة، حتى لو أقيمت فيها دولة ذات سيادة، بل القضية هي فلسطين، الأرض المباركة مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه.  هي فلسطين حاضنة الأقصى أولى القبلتين، وثالث مسجدين تشد لهما الرحال.  هي فلسطين التي فتحها عمر رضي الله عنه، وحررها صلاح الدين رحمه الله، وحافظ عليها عبد الحميد رحمه الله، وإنه إن لَم يكن اليوم لفلسطين من يحررها، فلا أقل من أن تبقى حالة الحرب قائمةً مع يهود، فإن يوماً لا بد آتٍ بإذن الله يتولى فيه فرسانُ الإسلام إعادةَ سيرة أولئك العظام الذين فتحوها وحرروها وحافظوا عليها، فيقضون على كيان يهود ويعيدون فلسطين كاملةً إلى ديار الإسلام.  ولن يجني أولئك الذين يفاوضون يهود ويعترفون لهم بدولة ولو على شبر من أرض فلسطين إلا الخزي في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة، {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.

اللهم قد بلغنا ... اللهم فاشهد

28 من ذي الحجة 1426هـ
 
حزب التحرير
2006/01/28م
   
 


إقرأ أيضا:-
أيها الحكام في بلاد المسلمين.. ألا تستحيون؟ ألا تخشون خزي الدنيا وعذاب الآخرة؟ ألا تعقلون؟
مجلس الأمن في (جيب أمريكا) تحركه لمصالحها ومصالح يهود والكفار المستعمرين
أيها المسلمون: إنكم ترون جرائم يهود في معبر رفح وغزة بل فلسطين كلها والحكام لا يحركون جيشاً لنصرتها بل تناسوا خطوطهم الحمراء! واكتفوا بوساطة أمريكا وأتباعها!
يا جيوش المسلمين، أليس منكم رجل رشيد؟! !
هذا اليوم، تُوقع الإمارات والبحرين مع دولة يهود اتفاقية الخيانة العظمى لفلسطين مسرى الرسول ﷺ ومعراجه ﷺ... دون خشية من الله ورسوله والمؤمنين