11 - هذا وصف مجمل لما يجري في لبنان، ومنه يتبين كيف أن مقاومةً قليلة العدد والعدة بالنسبة لآلة الحرب (الإسرائيلية)، كيف أثخنت دولة يهود بالجراح وأصابت منهم مقتلاً.
فكيف لو لم تخذل إيران وسوريا حزب الله وتتركانه وحده في القتال؟ وقد كان هذا واضحاً في تصريحات المسؤولين الإيرانيين والسوريين، فقد أعلنت الخارجية الإيرانية أن «طهران تقف إلى جانب الشعب السوري، وأن خسائر لا يمكن تقديرها ستلحق بإسرائيل إذا هاجمت سوريا» ولكنها سكتت عن الهجوم المستمر على لبنان وحزب الله وهو المحسوب عليهم، وكذلك أكد وزير الإعلام السوري أن سوريا سترد إذا اقتربت القوات (الإسرائيلية) من أراضيها، وكأن قصف اليهود لنقطة الحدود في المصنع لم يكن قريباً من أراضيها!.
وكيف لو لم تكن الدول العربية الأخرى طوع بنان أمريكا تؤيد العدوان، وتلح في الدعاء! أن تنتصر دولة يهود؟ وما ورد من تصريحات الحكام في مصر والأردن والسعودية يدل على ذلك.
إن الوعي على الأحداث أمر مهم، فنقطة الضعف عند حزب الله هو إحسانه الظن بإيران وسوريا دون أن يدرك نفوذ أمريكا فيهما، وجعل أوراقه بيدهما حتى إذا جد الجد خذلتاه وتركتاه ولم تشتركا في القتال إلى جانبه وهما تريان تصاعد جرائم يهود التدميرية الوحشية.
ونقطة الضعف عند الأمة أنها لا تدرك أن أس الداء هو هؤلاء الحكام العملاء، فبدل أن تبحَّ صوتها في التظاهر منددةً بالعدوان، تاركةً مؤيدي العدوان على عروشهم، كان الواجب أن تشحذ هممها لإزالة هؤلاء الحكام وتحريك الجيوش تحريكاً فاعلاً لقتال يهود، وعندها تعود الأمة خير أمة أخرجت للناس، جيشها في مقدمتها في زحف عظيم مبارك للقضاء على دولة يهود وإعادة فلسطين كاملةً إلى ديار الإسلام.
ومع ذلك فإن الوقت لم يفت بعد، فإن المفاوضات حتى لو نجحت أمريكا في ترويض الحكام وإزالة كل العقبات من أمام مشروع التفاوض هذا، فإنه سيأخذ وقتاً ليس بالقصير، فإن المشروع الذي تسميه أمريكا الشرق الأوسط الجديد يتطلَّب، وفق ما تسرب عن رؤيتها للمشروع، إعادةَ تخطيطٍ للمنطقة سياسياً وجغرافياً، وهذا يحتاج وقتاً طويلاً، وأمريكا تدرك ذلك، والذي يهمها هو أن تضع دول المنطقة برعايتها في تفاوض محدد على الخطوط العريضة التي تراها. فالفرصة قائمة أمام الأمة لإفشال مخططات أمريكا، والفرصة قائمة أمام الجند في الجيوش أن يزيلوا هؤلاء الحكام، ويعيدوا مجد الإسلام، فيقيموا دولة الخلافة على منهاج النبوة، لتنتقم من يهود للأطفال الذين قتلوا والذين شوِّهوا، وللنساء اللاتي روِّعت ورمِّلت وأهينت، وللشيوخ الذين تخضّبت لحاهم بالدم، لتنتقم من يهود ومَنْ هم وراء يهود، وعندها سيُخْرب اليهود بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، وسيشفي الله سبحانه صدور قوم مؤمنين.
{وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ}