Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

ألا زال هنالك من لا يعلم حقيقة النظام الطاغوتي الجمهوري المفلس؟!
(مترجمة)

في التاسع والعشرين من تشرين أول/أكتوبر من كل عام يُحتفل بذكرى إقامة الجمهورية التركية، من خلال استعراضات عسكرية لافتة للنظر لإظهار قوة الجيش الذي يقوم على كاهل أبناء الأمة وثرواتها، ومن خلال استعراضات صفيقة سفيهة يديرها بضعة علمانيين يظنون أنفسهم أصحاب البلد، ومن خلال البيانات التي يطلقها المتنفذون في الدولة الذين وصلوا إلى مقاماتهم بدعم ومساندة الدول الغربية الاستعمارية، يكررون من خلالها إخلاصهم وارتباطهم بالجمهورية.

ولإدراك محاذير ومخاطر ومساوئ النظام الجمهوري سنكتفي بتسليط الأضواء على الجوانب التالية:
أولاً: الجمهورية هي شكل نظام الحكم في المبدأ الرأسمالي الغربي الكافر؛ فالنظام الجمهوري ظهر للعيان في أوروبا في العصور الوسطى، حيث تم دمجه مع الأسس الديمقراطية والعلمانية ليكونوا بمجموعهم الأساس الذي يقوم عليه المبدأ الرأسمالي. وهل ما يصيب المسلمين في العالم اليوم من ويلات إلا نتاج لهذا المبدأ الر أسمالي؟ والجمهورية هي إحدى الأسس التي تقوم عليها الرأسمالية الغربية. والنظام الجمهوري هو النظام الذي يقوم من خلاله الرأسماليون الغربيون الكفرة باحتلال أراضي المسلمين ونهب ثرواتهم والقضاء على معتقداتهم وثقافاتهم ولحملهم على تبني طراز الحياة الغربية الفاسد.

ثانياً: الجمهورية هي القناع الجميل للنظام الدكتاتوري العدو اللدود للإسلام والمسلمين؛ فالجمهورية هي نظام؛ محروم من القاعدة الشعبية والدعم الجماهيري، معادٍ لشعبه مستهترٍ بمعتقداته، وهو يبذل الوسع للقضاء على المسلمين، ويضع البلد بأكمله تحت سيطرة الكفار الذين يدور في فلكلهم. وذلك نتيجة لنظام الحزب الواحد الذي حكم البلاد منذ أن تأسست الجمهورية عام 1923 وحتى عام 1945. وأما التعددية الحزبية التي استمرت منذ عام 1945 وحتى الآن، فقد أُقحمت نتيجة للتدخلات العسكرية العلمانية الدكتاتورية لغرض “تسويق” التدخلات العسكرية، تلك التدخلات التي كانت في الأعوام 1960، 1971، 1980 تدخلات عسكرية مباشرة، وفي عام 1997 غير مباشرة، أي ما مجموعه أربعة تدخلات، بمعدل تدخل عسكري واحد كل عشر سنوات. وبهذا فإن العلمانية الدكتاتورية مستمرة في وجودها حتى الآن تحت مسمى “الدولة الخفية”.

ثالثاً: الجمهورية هي نظام الأقلية لا كما يدَّعى أنها نظام الأغلبية؛ ذلك أنه حتى في الانتخابات التي عرَّفوها بأنها الأكثر استقراراً، فإن حزباً ينال ربع أصوات الناخبين يقوم بتشكيل حكومة بمفرده ويقود البلاد، أي أن حزباً رفضه ثلاثة أرباع الناس يظهرونه على أنه انتخب من قبل كافة الناس -تماماً كما حدث في وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في الانتخابات الأخيرة-. وفوق ذلك فلا يوجد أي حزب متجانس مع هذا النظام يمكنه الصعود دون دعم من الكفار المستعمرين وسكوت العلمانيين الدكتاتوريين ومساعدة أصحاب رؤوس الأموال. أضف إلى ذلك أنه علاوة على أن أياً من المواطنين لا يمكنه أن يكون نائباً دون تصديق رئيس حزبٍ سياسي، فلا يمكنه أن يكون مرشحاً نيابياً، كما أن الذي يريد أن يكون مرشحاً مستقلاً يتوجب عليه نيل أضعاف ما يحتاجه مرشح حزبي من أصوات المنتخبين. وعليه فالناس يجبرون على انتخاب الأشخاص الذين يرضى عنهم رؤساء الأحزاب السياسية لا الأشخاص الذين يرغبون بانتخابهم، ورؤساء الأحزاب ما هم إلا إمعات بيد الذين أوصلوهم لرئاسة الأحزاب. والأصوات التي ينالها مرشحون لم يحالفهم حظ النجاح تنتقل تلقائياً ظلماً وعدواناً للأحزاب التي تمكنت من الفوز في الانتخابات. والموارد المالية التي تجمعها الدولة من الناس للأحزاب توزع فعلياً على الأحزاب المدعومة من قبل النظام فقط. وعلاوة على ذلك فإن ميل وتوجه الناس يُسَيْطر عليه ويُوَجَّه من قبل الأوساط الإعلامية والقوى الخفية والطابور الخامس الذي يسيطر على الوسط السياسي.

رابعاً وهو الأهم: الجمهورية هي نظام كفر يناقض الإسلام تماماً؛ فالجمهورية لا تمت للإسلام بصلة قريبة كانت أو بعيدة، بل فوق ذلك فإنها تكن عداءاً شديداً للإسلام والمسلمين. ذلك أن نظام الجمهورية هذا أسس عام 1923 لإيجاد قاعدة ينطلق منها للقضاء على دولة الإسلام (الخلافة) التي فرضها الله سبحانه وتعالى والتي أسسها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المدينة، والتي استمر في إقامتها والنهوض بها من بعده الخلفاء الراشدون والخلفاء المهديون والشخصيات الإسلامية المتميزة، والتي تمثل نظام الحكم الإسلامي الأوحد للمسلمين الذي لا يضاهيه أي نظام. وبعد أن تأسست الجمهورية بحوالي خمسة أشهر أي في الثالث من آذار/مارس 1924 تم هدم دولة الخلافة العظيمة -التي ما انفكت تحتضن أمة الإسلام وتذود عنها وتبوء بحمل قيادتها- على يد رؤوس ومنظري نظام الجمهورية هذا، ومنذ ذلك اليوم والمسلمون يتخبطون في الظلام الدامس!

أيها المسلمون؛
إن نظام الجمهورية هذا ليس نظامكم، بل هو نظام الكفار وعملائهم الذي أفلسوا أو كادوا. والله سبحانه وتعالى قد حرَّم على الناس إتباع أهوائهم ورغباتهم تحريماً جازماً حيث قال جلَّ جلاله: ((أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً)). وقد بيَّن الله سبحانه وتعالى أن أمره جلَّ جلاله ورسوله صلى الله عليه وسلم، هما واجبا الإتباع، ولا يجوز لمؤمن أن يختار غيرهما وإلا ضل وغوى، يقول سبحانه: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا)). 

أما بالنسبة للاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية كعيد؛ فالأعياد هي الأيام التي يحتفل فيها الناس لفرح وسرور انتابهم أو لنصر وإنجاز حققوه. فما الذي قدمته أو حققته الجمهورية التي يحتفلون بعيدها اليوم طوال تاريخها منذ ذلك اليوم الأسود إلى يومنا هذا لسكان هذا البلد أو لمعتقداتهم وقيمهم، لكي يُحتفل بذكرى تأسيسها كعيد؟! وهل يرضى مسلم بالنظام الجمهوري العلماني المعادي للإسلام حتى يحتفل به؟ هل أوقفت المجازر الوحشية ورفع الظلم عن الناس وخصوصاً عن إخواننا المسلمين؟ وهل يقوم هذا النظام بحمل الإسلام إلى العالم بالدعوة والجهاد حتى يحتفل بذلك كعيد؟! فإن كان الحال ليس كذلك، فأي عيد هذا الذي يحتفلون به؟! إن الأمر الذي يحتفلون به هو عيد لحفنة من أعداء الإسلام الحاقدين ولزمرتهم المارقة التي تدور حولهم، أولئك الذين اغتصبوا الثروة والقوة والمقامات بواسطة أفكار الكفر من مثل العلمانية والديمقراطية والجمهورية وبدعم الكفار المستعمرين الذين يروجون لها. ذلك أن مقومات الاحتفال بمثل هذا العيد المزعوم تليق بمقوماتهم ومواقعهم هم لا بمقوماتنا نحن!..

أيها المسلمون؛
مما لا شك فيه أن غيوم الجمهورية السوداء مآلها إلى الزوال من فوقكم، وأَمطار الخيانة والضلال التي أُمطِرتم بها مآلها إلى الاندثار، ومما لا شك فيه أن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ستقوم من جديد قريباً –بإذن الله-، كيف لا وهو وعد الله سبحانه وتعالى الذي لا يخلف وعده وبشرى رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الصادق الأمين.

إن حـزب التحريـر يدعوكم مجدداً للعمل معه ولمساندته ونصرته، فيا أيها الإخوة الكرام، جدَّوا معنا واجتهدوا لنجعل، بإذن الله،  هذا العام هو العام الأخير الذي نُحكم فيه من قبل أنظمة الكفر كنظام الجمهورية هذا، والعام الأخير الذي تعاني فيه الدنيا بأسرها من فساد الرأسمالية التي أزكمت رائحتها الأنوف، والعام الأخير الذي تراق فيه دماء المسلمين الزكية ويعتدى فيه على أعراض العفيفات الطاهرات، والعام الأخير الذي تعلو فيه صيحات واستغاثات الثكلى ويتردد صداها في السماء دون مجيب. وندعو الله عز وجل أن يأخذ بأيدينا ويمنَّ علينا بأن يكون هذا العام هو العام الذي تهدم فيه الجمهورية وتلقى وتاريخها الأسود في مزبلة التاريخ لنقيم مكانها من جديد دولة الخلافة الراشدة، وما ذلك على الله بعزيز. 
     
((لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ))

في 07 شـوال 1427 هـ
 
حـزب التحريـر

الموافق

2006/10/29م
 
ولاية تركيـا
 


إقرأ أيضا:-
نزع سلاح حزب إيران ودور السلطة اللبنانية!
غزة على موعد مع قتل يستحرّ، وتضييق يستعر، إن لم تتحرك الأمة الإسلامية لنصرتها
يا لنخوة الإسلام في أمة محمد ﷺ! قال رسول الله ﷺ: «لَيْسَ بِالْمُؤْمِنِ الَّذِي يَبِيتُ شَبْعَانَ وَجَارُهُ ‌جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ» رواه الحاكم
تحذير توم براك لبنان من عودته إلى أصله جزءاً من بلاد الشام! اعتراف أمريكي ضمني أن مشروع وحدة الأمة بإقامة الخلافة هو المنافس الحقيقي الوحيد للمشروع الأمريكي في المنطقة
مع كلام معسول مسموم عن مستقبل لبنان والمنطقة! المبعوث الأمريكي توم باراك في لبنان لتكريس إتمام اتفاق السلام والتطبيع مع كيان يهود!