أصدرت اللجنة العليا للانتخابات بناءً على قانون بمرسوم قرارا تمنع فيه استخدام “الشعارات الدينية والرموز السماوية المتعلقة بالعقيدة والدين”، وأن كل من يخالف ذلك يوقف، وتوقع عليه عقوبة الحبس والغرامة، مع أن الدستور الحالي ينص أن دين الدولة هو الإسلام!
إن هذا القرار الجائر لم يأت من فراغ، بل هو في المقام الأول حرب على الإسلام، وهو امتداد لكل الأعمال المتعلقة بالالتفاف على الثورة، ليتحقق ما كان يراد له أصلا من فصل الدين عن الدولة بحسب الدولة المدنية العلمانية، وإخضاع جميع الأحكام الشرعية للتصويت عليها حسب أهواء مجلس الشعب، ويهدف القرار أن يفوز بأكثرية المقاعد كل من يرفع شعارات الليبرالية والديمقراطية، ولو بشراء الأصوات بالمال، ليتمكنوا من القضاء على جميع أحكام الإسلام، بحيث يصبح الإسلام دينا كهنوتيا داخل جدران المساجد، وبعد ذلك ومن داخل مجلس الشعب يُقَرُّ الخمر وتُشاع الرذيلة باسم الحرية الشخصية، ويُفتن الناس عن الإسلام باسم حرية العقيدة، وتُمنع النساء من الزيّ الشرعي في الحياة العامة والمدارس والجامعات، ويُلغى ما تبقى من أحكام الميراث والزواج والطلاق باسم المساواة، ويُضطهد المسلمون باسم الديمقراطية، حتى يصل الأمر إلى تشكيك الناس في عقيدتهم، ويكون كل ذلك قانونيا باسم الأغلبية في مجلس الشعب، وتصبح مصر مثل المجتمعات الغربية فاقدة للقيم الروحية والإنسانية والخلقية، فضلا عن كونها بدون أدنى رعاية.
أيّها المسلمون، يا أهل الكنانة،
كيف يُسمح أن ترفع شعارات غربية مستوردة جاء بها الاستعمار الرأسمالي الغربي صاحب المصائب والأزمات إلى بلادنا، أمّا شعارات لا إله إلاّ الله محمد رسول الله فتمنع ويعاقب رافعها؟! أليس هذا استخفاف بعقول أهل مصر؟! إنّ هذا لشيء عُجاب!!!
إن الديمقراطية والليبرالية الرأسمالية قد جُرّبت وأثبتت فشلها في المجتمعات الغربية، وغنيّ عن التعريف ما أفرزته هذه الافكار والشعارات من مجتمعات الشواذ والمثليين والجريمة والأزمات الاقتصادية والتي أصبح يعاني منها العالم أجمع، فها هم أبناء هذه الشعارات في العالم يتظاهرون لمحاكمة ديمقراطيتهم لعدم قدرتها على إيجاد حلول لمشاكلهم، وتفشي الفقر والبطالة في صفوفهم، في حين تتركز الثروة في أيدي قلة صغيرة منهم، وهذا مجرد مثال واحد من آلاف مثله، فكيف يَقبل من يَدّعون برعاية شؤون الناس في مصر أن يفرضوا على أهلها المسلمين حضارة تحتضر ليست منهم وليسوا منها؟! ألا ساء ما يزرون.
إن هذه الانتخابات المزعومة، وما قُنِّن لها من قوانين وقرارات ظالمة، آتية من نفس النظام السابق والذي لا يزال يحكم، وإلا فما معنى أن يتم إخراجها بحيث تخدم الديمقراطيين والليبراليين؟ ولماذا يُمنع ذكر الإسلام وهو دين أهل مصر؟ أليس ذلك حرباً على الإسلام وأهله؟ (أمْ حَسِبَ الّذينَ في قُلوبِهم مرضٌ أنْ لّنْ يُخرجَ اللهُ أضغانَهُمْ).
أيّها المسلمون، يا أهل مصر،
إن كلّ هذه الأفاعيل هي من تخطيط أمريكا وعملائها من النظام، فعليكم بقطع الطريق عليهم والعمل على طردهم من أرض الكنانة، وعدم السماح لهم بأن يطأوا أرضكم حتى لا يعبثوا بكم وبدينكم وبأمنكم، ولا ينهبوا ثرواتكم كما فعلوا مع إخوانكم في بلاد المسلمين، فهم لا يرقبون في مؤمن إلّاً ولا ذمّة، وإن أكثر ما يخشونه هو أن يطبق الشرع من خلال دولة الخلافة الراشدة، والتي ستضع حدا لهم وتخرجهم من بلاد المسلمين مذمومين مدحورين، وإن هذه الأيام هي فرصتكم أّيّها المخلصون من جيش مصر المسلم للقيام بذلك، (وإنْ تَتوَلّوْا يَستبْدِلْ قَومَاً غَيْرَكُمْ ثمّ لا يَكونوا أمْثالَكُمْ).
أيّها المسلمون،
إنه لا نجاة لكم إلّا بالإسلام، ولن يرفع الظلم والفقر عنكم إلا بتطبيق شرع الله، فقد جربتم الاشتراكية والرأسمالية والقومية والوطنية، وحال الناس في تقهقر بكل نواحي الحياة، فانبذوا أعلام سايكس بيكو، وارفعوا راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعملوا مع حزب التحرير لإقامة شرع الله عن طريق دولة الخلافة الإسلامية الراشدة التي وحدها فيها خلاصكم، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
(يا أيُّها الّذينَ آمَنوا إنْ تَنْصُروا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أقْدامَكُمْ)
|