Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

من العار، أيها المسلمون، أن يطأ أرضكم بابا روما
الذي افترى بالأمس على الإسلام ورسول الإسلام!
(مترجمة)

سيقوم رئيس دولة الفاتيكان البابوية والزعيم المعنوي للعالم الكاثوليكي البابا بنديكت السادس عشر (الكاردينال راتزنجير) بزيارة تركيا في الفترة (28/11 – 01/12/2006)، وذلك استجابة لدعوة رئيس الجمهورية أحمد نجدت سيزار التي أرسلها له العام المنصرم. وكما هو معلوم فإن البابا الكافر كان خلال كلمته التي ألقاها بتاريخ 12 أيلول/سبتمبر في جامعة رغنسبورغ بألمانيا قد تفوه بكلمات قبيحة استهدف من خلالها دين الإسلام العظيم، والرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وذروة سنام الإسلام (الجهاد)، ما أثار غضب واشمئزاز المسلمين. إن تصريحاته هذه لم تكن تصريحات عفوية غير مقصودة يمكن تلافيها بالاعتذار، بل كانت تصريحات مقصودة تهدف إلى تحريض العالم الغربي ضد الإسلام والمسلمين، وشن حملة على المسلمين الذين يقطنون في أوروبا “إما أن يتركوا قيمهم الإسلامية ويندمجوا في قيم الغرب، وإما أن يُطردوا!”، وإحياءً للحملات الصليبية التاريخية بعد أن بات يقض مضجعهم ازدياد أعداد الشبان الأوروبيين الذين يعتنقون الإسلام. وعلى صعيد آخر فإن كلمته هذه هي جزء من الحملة الثقافية الفكرية العقدية الهجومية المستمرة عالمياً امتداداً للحرب الصليبية التي أعلنتها أميركا بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر ضد الإسلام والعالم الإسلامي، وهي كلمة مكملة لما قام به الكفار الأميركان في غوانتناموا وباغرام وكيان يهود في زنازينهم من تدنيس للقرآن الكريم، وكذلك تطاول الكفار الدنمركيين في رسوماتهم القبيحة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وغيرها من الإهانات والحقارات المقصودة المستمرة.

إن هذا البابا الكافر الذي صرح جهاراً نهاراً بعدائه للإسلام وأهله ومقدساته، والذي استمر بعدائه عملياً من خلال “حوار الأديان” و”الفعاليات التبشيرية” و”المشاريع التثقيفية” و”المخططات التنصيرية” التي يقودها، ينوي الآن القدوم لتدنيس بلاد المسلمين بدعوة موجهة له من الحكام القابعين على رقاب المسلمين تحت حراسة مشددة من القوى الأمنية المكونة من أبناء المسلمين، وسيقابل على أرفع المستويات من خلال تبذير أموال المسلمين لضمان رفاهته وارتياحه. وسيمكنونه من التجول بأريحية في بلاد المسلمين وكأنه لم يأتِ منكراً من القول وزوراً ضد الإسلام والمسلمين!  مع أن حضوره هو لهدف حبيث: إقامة الصلاة في جامع آية صوفيا لإعادته كنيسة كما كان قبل فتح مدينة إسلامبول، وكذلك للتودد إلى الكنيسة الأورثوذكسية لضمان استمرار بقاء الكنيسة الكاثوليكية الطارئة، بالإضافة إلى تسريع وتيرة الحملات التبشيرية والتنصيرية.

أيها المسلمون! إنه يحرم شرعاً أن يسمح لهذا البابا تدنيس بلاد المسلمين التي رويت بدماء المجاهدين والشهداء والتي استظلت بلواء الإسلام لقرون عدة. إنه يتوجب اتخاذ قرار صارم ينص على طرد هذا الكافر الذي تطاول متعدياً كل الحدود على الإسلام وعلى رسوله وعلى ذروة سنامه (الجهاد). ولا يمكن التغاضي بتاتاً عن محاولات هذا الكافر لتحويل جامع آية صوفيا الأمانة التي استأمنا عليها السلطان محمد الفاتح إلى كنيسة!!  لقد كان سكوت المسلمين عن فعلة عدو الإسلام مصطفى كمال الشنيعة بتحويله جامع آية صوفيا متحفاً قائماً برعاية ومساندة من طواغيت الجمهورية العلمانيين، كان هذا السكوت هو الذي جرَّأ البابا على السير في خطته الخبيثة بإعادة الجامع كنيسة!  إن هذا إفك عظيم يحرمه الإسلام فوق أنه جرمٌ فوق جرم وذل فوق ذل وخيانة لأجدادنا المجاهدين الفاتحين.

وفي الوقت الذي يقوم به بابا روما بالتجرؤ والإساءة للإسلام دون أن يملك أي سيادة فعلية أو نفوذ على المسلمين، نجد الحكام القابعين على رقاب المسلمين يعلنون الحرب على الإسلام فعلياً ويسعون لتأخير عودة الإسلام من خلال المخططات والاتفاقات والمشاريع الشريرة مستغلين طاقات الأمة وثرواتها، وحتى أبنائها في الأجهزة الأمنية والاستخبارية..، استغلالاً ضد مصالح الإسلام والمسلمين، وفي الوقت الذي يصف فيه بابا روما الجهاد بالشر والإرهاب: نرى الحكام القابعين فوق رقاب المسلمين يشاركونهم في ذلك، فيصفون الجهاد والمقاومة المشروعة بالإرهاب، ويصفون المجاهدين المقاومين الذين يتصدون للكفار المستعمرين المحتلين لبلاد المسلمين بالإرهابيين!  ثم ارتكبوا فوق ذلك جرائم الاعتقال والسجن والتعذيب والقتل لأعضاء التكتلات الحزبية السياسية المبدئية الإسلامية البعيدة عن الأعمال المسلحة متهمين إياهم بالإرهاب..! وفي الوقت الذي يفتري فيه بابا روما على الإسلام وحضارته تحت مسمى حوار الأديان، نجد أن الحكام القابعين على رقاب الأمة يُعلون من شأن حضارة الغرب وقيمه الفاسدة ويدعون المسلمين أن يقبلوا (بسعة صدر!) حقارات الكفار وإساءاتهم للإسلام والمسلمين، واحتلالهم لبلادنا وقتلهم لأولادنا واعتداءهم على أعراضنا ونهبهم لثرواتنا وإذلالنا أينما وكيفما ومتى شاءوا!، ويبرر الحكام الطغاة هذا العفو والصفح عن احتلالهم ومجازرهم وإساءاتهم واستعمارهم بحجة “سماحتنا وكرمنا والتقاء الحضارات!” وفي الوقت الذي يهرول فيه بابا روما بدافع غريزته المنبعثة من عقيدته الباطلة لتوحيد أبناء دينه وتجميع صفوفهم أمام عدوهم المتمثل في الإسلام، نرى حكام المسلمين القابعين فوق رؤوس الأمة يهرولون لتفرقة أبناء دينهم وتفرقة صفوفهم أمام الكفار ويكرسون الحدود المصطنعة بين بلاد المسلمين، هذه الحدود التي خطها الكفار الغربيون بالأسلاك الشائكة وزرع الألغام وحرس الحدود، للحيلولة دون اختراق المسلمين لتلك الحدود!

أيها المسلمون!
إنكم تعلمون يقيناً أن البابا كافر ويدعو لعقيدة كفر، فهل تعلمون أيضاً أن الحكام الذين يتربعون فوق رقابكم هم أشد خطراً منه ومن عقليته؟! أوليس هؤلاء الحكام هم امتداداً للحكام الذين هدموا أو شاركوا في هدم دولة الخلافة الإسلامية القيادة الفكرية المبدئية السياسية العالمية للمسلمين؟! أوليس هؤلاء الحكام هم الذين جزءوا البلاد الإسلامية بحدود مصطنعة أو ساعدوا الكفار المستعمرين في ذلك؟! أوليس هؤلاء الحكام هم الذين أذنوا لإقامة كيان يهود على أرض فلسطين أو شاركوا الكفار المستعمرين في إقامته؟! أوليس هؤلاء الحكام هم الذين شاركوا وساندوا الكفار المستعمرين في احتلالهم للعراق وأفغانستان وكشمير والشيشان؟! أوليس هؤلاء الحكام هم الذين يعتدون ويسيئون للإسلام والمسلمين بأنفسهم وهم الذين يصمتون أمام المعتدين ويصفقون لهم وهم الذين يقمعون المسلمين ويكممون أفواههم؟! أوليس هؤلاء الحكام هم الذين فصلوا الإسلام وأنظمته عن المجتمع والحياة والدولة؟! أوليس هؤلاء الحكام هم الذين يحظرون تعليم القرآن وارتداء الخمار؟! أوليس هؤلاء الحكام هم الذين حولوا جامع آية صوفيا إلى متحف؟! أوليس هؤلاء الحكام هم الذين توجهوا إلى أوروبا ودعوا المسلمين هناك للاندماج في المجتمعات الغربية؟! أوليس هؤلاء الحكام هم الذين أذنوا للبابا بول السادس بزيارة إسلامبول في ذكرى فتحها يوم الثلاثاء الموافق الخامس والعشرين من تموز 1967، ووقفوا متفرجين منبهرين أمام صنيعه حين جثم على ركبتيه منجساً جامع آية صوفيا ورفع صليبه معظماً له وصاح قائلاً: “الجنة ها هنا”؟! أوليس هؤلاء الحكام هم الذين قاموا آنذاك باعتقال خمسة عشر شاباً مسلماً لأنهم قاموا بأداء الصلاة في جامع آية صوفيا احتجاجاً على تلك الزيارة؟! أوليس هؤلاء الحكام هم أنفسهم الذين قاموا الأسبوع المنصرم باعتقال تسعة وثلاثين شاباً لأنهم قاموا بأداء الصلاة في جامع آية صوفيا احتجاجاً على زيارة البابا، ولأنهم صرخوا “آية صوفيا هو جامع للمسلمين”؟!

والآن إننا لنتساءل: من هو الأكثر عداوة وخطراً على المسلمين؛ الحكام الخونة الذين يتربعون على رقاب المسلمين بشكل عام وحكام تركيا وحكومة حزب العدالة والتنمية بشكل خاص أم البابا الكافر والكفار المستعمرون؟!

وإننا لنتساءل: أوليس سكوت المسلمين عن قول الحق، وعدم تغييرهم على الحكام منكرهم هو الذي جرَّأ رئيس جمهوريتهم المغتر بعلمانيته ليدعو البابا إلى تركيا رغم سيئاته المتصاعدة ضد الإسلام والمسلمين؟!

أما بالنسبة لدعاة الحوار من المسـلمين؛ فـقـد بان للعيان أهداف بابا روما من وراء دعوته لحوار الأديان والمتمثلة في؛ إضعاف قوة الإسلام المتمركزة في قلوب المسلمين والإضرار بعقيدتهم، ولم تكن دعوته للحوار قائمة على أساس البحث عن الحـق والتمسـك به، ومعرفة الباطل واجتنابه، بل هي دعـوة معادية للإسـلام وأهله تقوم على أسـاليب التضليل والمغالطة، وبالرغم من الجهد الجهيد الذي يبذلونه في هذا الاتجاه إلا أن أعمالهم بإذن الله ستبوء بالفشل الذريع وستنقلب عليهم حسرات.

أيها المسلمون!
إنه فرض عليكم أن تحولوا دون تمكين الذين يتطاولون على الإسلام وكتابه ورسوله وعلى ذروة سنامه (الجهاد) من دخول الأراضي الإسلامية واستقبالهم فيها، فقفوا في وجههم وقفةً صلبةً يحبها الله ورسوله، انصروا دينكم ورسولكم ولا تخشوا في الله لومة لائم. ثم اعلموا أن الذي يعيد لكم عزكم، ويجعل أعداء الإسلام يحسبون لكم كل حساب هو أعادتكم دولة الخلافة الراشدة التي تظلكم بظل الإسلام، دولة الخلافة الراشدة القادرة على حماية حدودها والتصدي لأعدائها، العالمة بكيفية حماية أرضها وسمائها، القادرة على تعظيم عقيدتها وحضارتها وذروة سنامها (الجهاد).

وعليه فإنه يقع على عاتق المسلمين طرد البابا القائد المعنوي للحملة الصليبية، وأعوان الصليبيين المتخفين بأقنعة المسلمين من العلمانيين والديمقراطيين في البلاد شر طردة. واعلموا أن بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بد متحققة بإذن الله، فتعود الخـلافة، وتعود سيرة السلطان محمد الفاتح، وتفتح روما، ويزول عرش الكفر عنها تماماً كما زال عرش قارون، ويعم الخير والعدل، ويشفي الله صدور قوم مؤمنين.

إن حـزب التحريـر/ ولاية تركيا قوي بربه، عزيز بدينه، مطمئن بتحقيق هذه البشرى، وهو يدعوكم للعمل الجاد معه لتحقيقها دون إضاعة الوقت، فإن الزمان بإذن الله زمانها، فيا أيها المسلمون: ((لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَل الْعَامِلُونَ)).

في 06 ذو القعـدة 1427هـ
 
حـزب التحريـر
2006/11/27م
 
ولاية تركيـا
 


إقرأ أيضا:-
نزع سلاح حزب إيران ودور السلطة اللبنانية!
غزة على موعد مع قتل يستحرّ، وتضييق يستعر، إن لم تتحرك الأمة الإسلامية لنصرتها
يا لنخوة الإسلام في أمة محمد ﷺ! قال رسول الله ﷺ: «لَيْسَ بِالْمُؤْمِنِ الَّذِي يَبِيتُ شَبْعَانَ وَجَارُهُ ‌جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ» رواه الحاكم
تحذير توم براك لبنان من عودته إلى أصله جزءاً من بلاد الشام! اعتراف أمريكي ضمني أن مشروع وحدة الأمة بإقامة الخلافة هو المنافس الحقيقي الوحيد للمشروع الأمريكي في المنطقة
مع كلام معسول مسموم عن مستقبل لبنان والمنطقة! المبعوث الأمريكي توم باراك في لبنان لتكريس إتمام اتفاق السلام والتطبيع مع كيان يهود!