بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، يتقدم حـزب التحريـر / ولاية تركيا بين يدي الأمة الإسلامية ليبارك لها العيد وفي القلب غصة، سائلاً الله عز وجل أن يتقبل أضاحيها وطاعاتها وأن يجعل عيدها عيد خير ونصر وفتح وتمكين.
لقد أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام في رؤياه أن يضحي بولده إسماعيل، ولما أخبر سيدنا إبراهيم عليه السلام ولده إسماعيل بما رأى، قال لأبيه: ((يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ))، ولما كان سيدنا إبراهيم عليه السلام يعد للتضحية بولده إسماعيل استجابة لأمر الله، قال الله سبحانه: ((يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ))، ((وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)) فقدم الله سبحانه أضحية لسيدنا إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام كهدية لطاعتهما وتسليمهما لأمره عز وجل. قال الله سبحانه وتعالى: ((فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)) وهنا يظهر المعنى السامي للأضحية، فقد ربط الله سبحانه وتعالى الأضحية بالعبودية، كما أن الأضحية التي قدمت لسيدنا إبراهيم عليه السلام كانت بمثابة مكافأة على طاعته المطلقة لله تعالى.
وفي أيامنا هذه فقد تمَّ تفريغ هذه العبادة وإبعادها عن معناها الحقيقي تماماً كما تم تفريغ العديد من العبادات الإسلامية من مضمونها وإبعادها عن معناها الحقيقي، فلم تعد تعني سوى ذبح ذبيحة وتوزيع لحمها عديم الجدوى على بعض الفقراء، في حين أن الأضحية لا تعني ذبح الحيوان بصورة روتينية، بل هي تعبير مادي عن الطاعة المطلقة لله سبحانه وتعالى، فالمسلمون من خلال قيامهم بهذه العبادة يعلنون أنهم سيطيعون الله طاعة مطلقة في كافة أوامره دون مراعاة زمان ولا مكان.
أيها المسلمون؛ إننا نشهد تسابقكم في تقديم الأضاحي، وإننا نشهد الحزن الذي يحل بمن لا يتمكنون تقديم الأضاحي. إن الولاء المنقطع النظير الذي تظهرونه في تنفيذ هذه العبادة يجعلنا نتساءل؛
أيها المسلمون، لماذا لا تظهرون الولاء نفسه -الذي تظهرونه في ذبح الأضاحي- لتنفيذ سائر أحكام الله وأوامره؟ لماذا لا زلتم تقفون غير مبالين تجاه تنفيذ أحكام الكفر؟ ما الذي لازلتم تعولونه على نظام حكم ظالم لا يفقه معنى الرعاية الحقَّة؟ وما الذي لا زلتم تعولونه على سياسة اقتصادية تقوم على الربا والضرائب؟ وما الذي لا زلتم تعولونه على سياسة تعليمية الحل فيها لمشكلة التعليم يكمن بإزالة كل ما له علاقة بالإسلام من المناهج؟ وما الذي لا زلتم تعولونه على سياسة سياحية تقوم على الفحش والحرام؟ وما الذي لا زلتم تعولونه على سياسة خارجية تقوم على موالاة يهود والكفار المستعمرين؟ وما الذي لازلتم تعولونه على مسئولين -نواب برلمانيين ووزراء وبيروقراطيين ومتنفذين في الدولة وأحزاب قائمة على الديمقراطية الكافرة وسياسيين يتبادلون الأدوار- المسئولية في نظرهم مغنم وليست أمانة؟
أولم يئن أوان القيام بطاعة الله عز وجل في كافة أوامره والانتهاء عن كافة نواهيه؟
أولم يئن أوان العمل لإقامة تاج الفروض “دولة الخلافة”؟
أولم يئن أوان إنهاء حاكمية الكفر؟
أولم يئن أوان الوقوف في وجه الكفار المستعمرين والقول لهم “قفوا”؟
نعم، لقد آن أوان ذلك أيها السلمون.. لقد آن أوان ذلك..
فبادروا إلى العمل الجاد الدؤوب وسابقوا إخوانكم في بلاد الإسلام واعملوا مع حـزب التحريـر لصناعة عزكم بأيديكم وإعادة البهجة لأعيادكم الحزينة وتوحيد أمتكم في دولة الخلافة الراشدة الثانية عسى أن تفوزوا بفضل إقامتها فقد آن أوانها.
|