إن من المصائب التى أصابت المسلمين من قبل روسيا فى أثر إحتلال بلاد الإسلام ومنها طاجيكستان، فرض أعراف وتقاليد الكفر على هذه البلاد، ومن هذه التقاليد الإحتفالُ بالسنة الجديدة الميلادية وكان يُفرض الإحتفال بهذا العيد بصورة متميزة وعلى السطح الدَّولى خاصة زمن سيطرة الشيوعيين. ثم أسِّست دول شبه مستقلة بعد سقوط سيطرة الشيوعيين ونصِّب عليها حكام عملاء لروسيا، فأجرى هؤلاء الحكام الذين كانوا من تلامذة الشيوعيين وكانوا هم أيضا فى الماضى شيوعيين احتفالَ السنة الجديدة الميلادية كعيدٍ قانونى. وليس العجب فى أن يُجرى عيدُ الكفر هذا من قبل الشيوعيين الكفار والحكام العملاء للكفار الذين نصِّبوا على الأمة، لأنه لا يرجى منهم أى خير، بل من المؤلم جدا أن المسلمين فى بعض البلاد الإسلامية ومنها طاجيكستان يحتفلون اليوم بهذا العيد عن علم وجهل. وعليه فإنا شباب حـزب التحريـر فى طاجيكستان علمنا من واجبنا أن نذكِّركم بالحكم الشرعى لهذا العيد، لأن الله تعالى يقول: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (51:55).
فإذا وقفنا أولا عند نشأة هذا العيد، أدركنا أن النصارى قرروا أن يبدؤوا تأريخهم من مولد عيسى عليه السلام وجعلوا من تقاليدهم الإحتفال بهذا اليوم، وفيما بعدُ أصبح الإحتفال بهذا اليوم عيدا تقليديا فى بلاد أهلها نصارى، وأخدوا يحتفلون به كعيد الدولة القانونى. وسمَّوه بأسماء مثل “الميلاد” و”يوم الميلاد” و”ميلاد المسيح”، ثم من بعدُ أضافوا (عيد رأس السنة). وهكذا فإن الاحتفال بهذا العيد من تقاليد الكفر ولا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد.
وأما الحكم الشرعى قيه فقد ورد فى حديث رواه أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ». وفى حديث آخر رواه أحمد عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إعتاد أن يصوم أيام السبت والأحد وقال: «إِنَّهُمَا عِيدَا الْمُشْرِكِينَ فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أُخَالِفَهُمْ».
ويتبين من هذين الحديثين وأحاديث أخرى أن التقليد والاتباع للكفار فى الأمور المتعلقة بالعقيدة حرام شرعا، وعليه فإن الاحتفال بما سموه (الميلاد) وبالسنة الجديدة الميلادية وعقد المحافل ... إلى آخر ذلك من طقوس خاصة بالمناسبة تقليداً لهم، هو حرام على المسلمين.
والله تعالى جعل للمسلمين عيدا لهم: يومين عظيمين، هما يوم الفطر ويوم الأضحى، كما جعل لهم عيدا في صلاة الجمعة يتركون كل شيء ويسعون للصلاة، وإن الله وحده هو الذي تولَّى تعيين أعياد المسلمين.
أيها المسلمون!
لا تلقوا غضب الله بإحتفالكم بالسنة الجديدة الميلادية واتِّباعكم النصارى. واسعوا للاحتفال بأعيادٍ أمركم الإسلام باحتفالها. ولا تخدعنكم قوانين الدولة التي تقر الأعياد المحرمة فتظنوها حلالاً، فقانون الله هو الحق وهو الواجب الاتباع، وعسى أن تقوم دولة الخلافة الراشدة إن شاء الله قريباً فتُنهى هذه الأمور وسيُحتفل آنذاك بعيد الفطر وعيد الأضحى شرعاً وقانوناً، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.
نحن حـزب التحريـر فى طاجيكستان ندعوكم إلى ألاَّ تنحرفوا عن عقيدتكم بل تثبتوا عليها، وتنضموا إلينا فى سبيل إظهار عقيدة الإسلام على سائر العقائد.
|