استكملت “لجنة تحديد قيمة الأجر الأدنى” أعمالها المُضنية(!) وعقب ذلك أعلن وزير العمل والأمن الاجتماعي أن الحد الأدنى المناسب للأجور خلال عام 2007 هو على النحو التالي: للأشهر الستة الأولى (403,03) ليرة تركية جديدة (أي ما يعادل 283$)، وللأشهر الستة الأخيرة (419,15) ليرة تركية جديدة (أي ما يعادل 294$).
وبهذا الإعلان ظهر للعيان مجدداً أن الجمهورية العلمانية (اللادينية) لا تعير شعبها مثقال ذرة من قيمة، بل وتستعبدهم في الأعمال وترغمهم على ضنك العيش والفقر. وفي الوقت الذي يتيح فيه النظام العلماني (اللاديني) كافة الفرص الممكنة للشركات الرأسمالية لتزداد غنى فوق غناها، يستغل شعبنا ويتركه عرضة للفقر والجوع.
كلنا يعلم أن من الاستحالة بمكان العيش بهذا الحد الأدنى للأجور الذي توصلت إليه اللجنة العتيدة! وعليه فقد بات واضحاً للعيان لحساب من يعمل هؤلاء السياسيون الذين يرون أن مقدار الأجر هذا، المثير للسخرية، هو أجر مناسب لموظفي الدولة؟ إنهم لا يعملون لشعبهم الذي لا يذكرونه إلا في أوقات الانتخابات بل يعملون لحساب أسيادهم الرأسماليين المستعمرين. وهذا الواقع تم اكتشافه من خلال الأرقام أيضاً، حيث قامت دائرة الإحصاءات التركية (TÜİK) بتحديد قيمة الحد الأدنى لاحتياج عائلة تتكون من أربعة أفراد بـ 487 ليرة تركية جديدة (أي ما يعادل 341$) لعام 2006، وقيمة 190 ليرة تركية جديدة (أي ما يعادل 133$) حداً للفقر. إن مما هو معلوم للجميع أن هذه الأرقام لا تُظهر الحقيقة بل هي لإظهار اللون زاهياً للحيلولة دون انفجار المجتمع. لذا بات واجباً علينا لإظهار الأمر على حقيقته أن ننظر في إحصائيات أخرى صادرة عن جهات محايدة.
فوفقاً لما ورد في دراسة الحد الأدنى للأجور، والحد الأدنى للفقر التي أجرتها نقابة العمال العامين في تركيا (Kamu-Sen) وفقاً للمقاييس الصادرة عن لجنة الإحصاءات التركية الرسمية فقد تبين أن قيمة الحد الأدنى لاحتياج عائلة تتكون من أربعة أفراد بـ 2086 ليرة تركية جديدة (أي ما يعادل 1464$) لعام 2006، وقيمة 800 ليرة تركية جديدة (أي ما يعادل 561$) هي حد الفقر. ولنكون أكثر حيادية فسنأخذ الوسط الحسابي بين هاتين اللجنتين (لجنة الإحصاءات التركية، ولجنة نقابة العمال)، وبناءً عليه نجد أن قيمة الحد الأدنى لاحتياج العائلة المذكورة هو (487 + 2086) ÷ 2= 2573 ÷ 2 أي 1286 ليرة تركية جديدة (أي ما يعادل 903$)، وبالطريقة نفسها نجد أن حد الفقر هو عند قيمة 495 ليرة تركية جديدة (أي ما يعادل 347$).
نعم إن حد الفقر وفقاً للإحصائيات المعقولة قيمته 495 ليرة تركية جديدة (أي ما يعادل 347$) في حين أن قيمة الحد الأدنى للأجر الذي حددته الجمهورية العلمانية (اللادينية) هو 403 ليرة تركية جديدة (أي ما يعادل 283$). وهذا يعني أن الجمهورية العلمانية (اللادينية) لا تقيم وزناً للناس بل تتقصد إفقار الشعب لكي يصل ليله بنهاره ليحصل على قوت يومه وبالتالي يبقى مشغولاً بهمه فلا يلتفت إلى فساد وإفساد حكام الجمهورية العلمانية.
وهذا ما هو مشاهد محسوس، فإن أكثر من ثلث الشعب، وبعبارة أخرى واحد من بين كل ثلاثة أشخاص، يعيشون تحت الحد الأدنى، أي أن واحد من كل ثلاثة أشخاص لا يمكنه سد احتياجاته الأساسية من مسكن ومأكل وملبس وتعلم وتطبيب.
فما الذي يفعله حكام الجمهورية العلمانية (اللادينية) الخونة في الوقت الذي يعيش فيه شعبهم بهذا الوضع المهين المتدني؟ إنهم يتحينون الفرص للاستهزاء بدين شعبهم.. إنهم يبحثون عن الأجواء المواتية للسخرية من خمار المسلمات.. إنهم يتآمرون على أبناء المسلمين من حملة الدعوة الإسلامية لزجهم في غياهب السجون.. إنهم يصافحون الكفار المستعمرين الملطخة أيديهم بدماء المسلمين.. إنهم يصمون آذانهم عن سماع استغاثات إخوانهم المسلمين.. إنهم يغضون أبصارهم عن رؤية آلام وتأوهات المسلمين..
فيا إخواننا المسلمين؛
إلى متى ستصبرون على هذه الحياة (الدونية) التي ترى الجمهورية العلمانية (اللادينية) أنكم لا تستحقون أكثر منها؟! أم أنكم لم تتوقوا إلى خلفائكم من أمثال أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعبد العزيز والمعتصم الذين حملوا الأرزاق على ظهورهم ليلاً ليوزعوها على أطفال المسلمين الجياع، والذين حركوا الجيوش المجحفلة رداً على اسغاثة امرأة وصلت إلى مسامعهم من أرض الروم؟
إننا نجدد دعوتنا إليكم:
أن لا تلتفتوا للحكام الخونة القابعين فوق رؤوسكم واعملوا مع حـزب التحريـر / ولاية تركيا لإنهاء الانحطاط والجهل والذل والهوان والاستعمار بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية لتكونوا شركاء في ذلك الخير.
((لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ))
|