في 8/1/2006م أقرّ البرلمان الأردني الإتفاقية (الأردنية- الأمريكية) المتعلقة بتسليم الأشخاص إلى المحكمة الجنائية الدولية، في جلسة حضرها (74) نائباً، وافق منهم عليها (57)، وعارضها (17)، انسحب منهم النواب: عبدالرحيم ملحس وروحي شحالتوغ ورائد قاقيش ليجلسوا في شرفات المجلس، وحضر الجلسة رئيس الوزراء معروف البخيت وحكومته.
وفي صدد تزيين هذه الإتفاقية الجريمة التي لم يوافق عليها النواب في الحكومة السابقة، أكد رئيس الوزراء أن الأردن «ينظر إلى أميركا على أنها دولة صديقة ... وبالتالي فإننا لسنا في حالة حرب مع أميركا...». هكذا وبكل (...) يقرر البخيت أنّ (أمريكا دولة صديقة)، وبهذا يقف البخيت إلى جانب صديقته المجرمة في ضربها واحتلالها لكلٍّ من العراق وأفغانستان، وفي دعمها لليهود مغتصبي فلسطين، وفي كل ما تمارسه من جرائم في حقّ المسلمين على الساحة الدولية، من قتل وخطف وسجن وتعذيب، ومن انتهاك لحرمات الإسلام والمسلمين. وبدل أن يتقرب القائمون، على النظام في الأردن، إلى الله عشية عيد الأضحى بالتوسيع على المسلمين كما أمر الله تعالى كلّ راعٍ في رعيته، فإنهم يتقربون إلى أمريكا بهذه الإتفاقية الجريمة ليهدوها إلى رعيتهم في عيد الأضحى.
أيها المسلمون في الأردن! إنّ النظام الجاثم على صدوركم في الأردن منذ عقود لم تنالوا على يديه إلا المصائب والهزائم، وإلا الأذى والفقر والذل، فلماذا أنتم عن كلّ هذا صامتون؟!... النظام يدرك أنكم لستم معه ولا مع سياسته الموالية للدول الكافرة، فسماكم (الأغلبية الصامتة) وتجاهلكم، فلماذا لا تنطقون؟! اعملوا كما أمركم الله تعالى لتغيير هذا الواقع الفاسد المنتن، تحركوا، قولوا الحق، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر... أم هل أعجبتكم حياة الذل والفقر والهوان خوفاً من السجن والأذى؟! إنها ستحل بكم رغم صمتكم، فتخسرون الدنيا والآخرة.
أيها المسلمون! إنّ نواباً يوافقون على مثل هذه الإتفاقية الجريمة لايمثلونكم، وإنما يمثلون مصالحهم الشخصية. لأنهم أصدقاء للنظام ولأمريكا، وأنتم لستم كذلك، وأقلّ ما يستحقونه منكم أن تعلنوا براءتكم من فعلتهم الشنيعة، وأن تسحبوا توكيلكم لهم وثقتكم بهم، وإلا شاركتموهم إثمهم، ولن ينفعكم صمتكم وسكوتكم عنهم، فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
أمّا النواب الذين رفضوا الإتفاقية، فشدوا على أيديهم مؤيدين، وطالبوهم بالانسحاب من مجلس النواب الذي أُنشئ للتشريع بغير ما أنزل الله، ولخدمة النظام وإطالة عمره.
وأخيراً ندعوكم للعمل مع حزب التحرير بالطريقة التي فرضها الله تعالى على المسلمين للتغيير، وهي العمل لإعادة نظام الخلافة التي تحاربها أمريكا, وذلك لنيل رضوان الله وإنقاذ المسلمين والناس كافة من شرور الأنظمة الوضعية وعلى رأسها النظام الرأسمالي العفن، وإننا حريصون عليكم كإخوة لنا أن لا تكونوا مع الموالين للكفار وانظمتهم كي لا تصبحوا عند الله منهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينََ}.
|