Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

{هَذَا بَلاَغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ}
اشتداد الصراع بين أوروبا وأميركا على أرض لبنان، ينذر بحريق كبير

إنّ سير الأحداث، المتلاحقة والمتسارعة، في لبنان، وخاصّة بعد مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، يوجب فهم خلفية تلك الأحداث ووعيها، لاتخاذ الموقف الصحيح تجاهها، والعمل على منع اشتعال الفتن من جديد.
فمنذ اتخذت أميركا قرارها باحتلال العراق، والصّراع على أشدّه بين دول ما اصطُلِح على تسميته بـ”أوروبا القديمة”، وبين أميركا، التي عارضت تلك الدولُ قرارَ احتلالها العراق.

استغلّ الأوروبيّون، وبشكل علنيّ فرنسا، تخبُّط أميركا في وحول العراق، ليقوموا بمحاولة استعادة نفوذهم في لبنان. فتبنّت فرنسا “المعارضة اللّبنانيّة” واحتضنتها ورعتها. وبعد تعديل الدستور، لتمديد الولاية المنتهية لرئيس الجمهورية إميل لحود، صعّدت “المعارضة” حملتها على السّلطة، مستندة إلى مناخ دولي أوجدته فرنسا ضدّ سوريا والسلطة في لبنان، وتقاطَرَ رموزُها البارزة، يلتقون رئيسها جاك شيراك، ويأخذون منه النصائح والتّوجيهات.

أمّا عن قرار مجلس الأمن 1559، ففُهم من حديث بوش لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، أنّ فرنسا، منذ حزيران 2004، أي قبل التّمديد للحّود بأشهر، باشرت التحضير لمشروع قرار يصدر عن مجلس الأمن، يُلزم سوريا الانسحاب الفوري من لبنان، مع آليّات تنفيذ ملزمة. إلاّ أنّ أميركا تلقّفت المشروع الفرنسي، وعملت على إصدار قرار مجلس الأمن 1559، الذي لا يتضمّن تحديد مهلة لانسحاب القوات السورية من لبنان، وليس فيه آليات متابعة وتنفيذ ملزمة.
ثمّ جاءت محاولة اغتيال النائب مروان حمادة لتصبّ الزيت على النّار، ما ساعد “المعارضة” على رفع سقف معارضتها، مطالبة بمراقبين دوليين للانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في أيار.

وفي خضمّ الجدل حول قانون الانتخاب، جرت عملية اغتيال رئيس الوزراء السّابق رفيق الحريري، ما فتح الباب أمام فرنسا للتّدخّل بقوّة، مطالبة بتحقيق دولي، وهو ما رفضته أميركا ابتداءًً، ثمّ كان قرار مجلس الأمن القاضي بإرسال فريق تحقيق يتعاون مع السلطة في لبنان.

وإنّ أميركا، حيال الهجمة الفرنسية، تعتمد أسلوب المزايدة على “المعارضة” وعلى المبادرات الفرنسية، لتتلقّف تلك المبادرات، ثمّ تعمل على محاولة تفريغها من مضمونها، وإجهاضها، كي لا تترك مجالاً لفرنسا، ومن ورائها دول أوروبا، للقيام بالأعمال التي من شأنها تقويض النفوذ الأميركي في لبنان.

إنّ سير الأحداث ينذر بشرّ كبير. وإنّ الجهة أو الجهات الدولية المتصارعة تسخّر الطبقة السياسية في لبنان، وطوائفها التي تستند إليها، جاعلة منها أسلحة ثقيلة، تستخدمها في صراعها على النّفوذ، ما يُحوّل قرى لبنان ومدنَه وأحياءَه، إلى خنادق ومتاريس وساحات قتال. وتعود روائح الفتن من جديد، لتنتشر وتزكم الأنوف، وتعود الأحقاد ودعوات الجاهلية، لتصمّ الآذان. والنّاس يقفون حيارى إزاء أفعى الحروب الأهليّة التي لا تكاد تغيب، حتّى تعود لتطلّ برأسها، نافثة سمومها، ممهّدة للانقضاض على أمن النّاس وطمأنينتهم وحياتهم.

في هذا الجوّ المكفهر الذي ينذر بخطر شديد، يبرز السّؤال الكبير: ما هو المطلوب، وما عسانا نفعل؟


والجواب هو التّالي:

أوّلاً: التصدّي لدعوات الفتن الطّائفيّة والمذهبيّة، والوقوف في وجهها لمنعها، وقد قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «دعوها فإنّها منتنة».
ثانياً: عدم الانخداع بشعارات دول الغرب الطامعة، ومطالبها الخبيثة، ووعودها الكاذبة، وعلى رأس تلك الدول اليوم أميركا وفرنسا، ومعهما من وراء الستار بريطانيا، والانتباه إلى عدم الانجرار وراء شعارات مضلِّلة، مثل شعار “الحرية والسيادة والاستقلال” الخادع. فإنّ كون السّلطة في لبنان مسيّرة ولا تملك قرارها، أمر معروفٌ وواضح، إلاّ أنّ علاج ذلك لا يكون، باستقدام نفوذ دول غربية استعمارية، أي أوروبا، لطرد نفوذ دولة غربية استعمارية أخرى، أي أميركا، تحت شعارات ” السيادة والاستقلال”، بل الشّعار الذي يجب أن يبقى مرفوعاً، هو: «إنّ كلّ استعانة بالأجنبيّ، انتحار سياسيّ».
ثالثاً: إدراك حقيقة ما يسمّى بـ”الكيان اللبناني” وإنعام النّظر بدوره، وسبب إنشائه بتركيبته الطّائفيّة.
إنّ ما يُعرف اليوم بـ “لبنان”، سُلخ سلخاً من بلاد الشّام، مع عمليّة التفتيت التي حصلت لبلاد المسلمين. وفي ذلك اليوم الذي أعلن فيه الجنرال غورو عام 1920م إنشاء ما سمّوه “لبنان الكبير”، صرخ مسلمو لبنان ألماً، واحتجّوا على القرار الفظيع، وعقدوا المؤتمرات (مؤتمر مدن الساحل)، لمنع إكمال جريمة الفصل والتشويه، ولكنّ سكّين الآلة العسكريّّة الفرنسيّة قمعتهم، وأكملت عمليّة القطع والتّمزيق، ثمّ أخذت تحاول تسكين آلام الفصل، بإعطاء المسلمين وزعمائهم بعض المكتسبات التّافهة، والمناصب الفارغة.
وإنّ أخشى ما نخشاه، في خضمّ الأحداث والأقوال ومشاعر الخوف والقلق، أن يُمْسِكَ أبناء أمّتنا بذلك السكّين، وينجرّوا وراء ما يُرفع من شعارات “الحريّة والاستقلال” المغلوطة والمضلِّلة، فيعِينوا ذلك المجرم الطّامع، ويطعنوا أنفسهم، ويوغروا ذلك السكّين في قلوبهم، وهم لا يدرون ماذا يفعلون.
رابعاً: عدم الانجرار وراء من يُسَمَّوْنَ بـ”القادة والزّعماء والرّموز”، الذين يسمعون لتوجيهات أوروبا وأميركا ونصائحهما، ويأتمرون بأوامرهما وأوامر حكّام العرب والمسلمين العملاء لهما. إنّ أمثال هؤلاء يجب الأخذ على أيديهم، قبل أن يُوْرِدوا البلاد والعباد، الفظاعات والمهالك والحروب.
خامساً: وهو الأهمّ، الاحتكام إلى كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ففيه العزّة لكم في الدنيا، ورضوان الله في الآخرة، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}، والإعراض عن ذكر الله، أيّ الإسلام، فيه حياة الضّنك والذلّ في الدّنيا، وغضب الله وعذابه في الآخرة، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.


وإلى غير المسلمين من أهل لبنان نقول:
 
  حكم الإسلام هو الضّامن لطمأنينتكم وبقائكم، وهو الذي يمنع أبناءكم من الهجرة، هذا ما يشهد عليه ثلاثة عشر قرناً ونيّف من حكم الدّولة الإسلاميّة. فدولة  الخلافة، منذ فجر الإسلام، وحتّى أواخر الدّولة العثمانيّة، قبل استلام القوميّين الأتراك الحكم، حَمَت غير المسلمين، من يهود ونصارى وغيرهما، ليعيشوا في ربوع البلاد الإسلاميّة، ومنها لبنان، آمنين على حياتهم وأموالهم وأعراضهم، لهم ما للمسلمين من إنصاف، وعليهم ما على المسلمين من انتصاف، ويُتركون وما يعتقدون وما يعبدون، ضمن النظام العام، قال تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}.

أيّها المسلمون

لقد أكرمكم الله بدين الحقّ، وأنتم أبناء أمّة كريمة عظيمة، فلا تُضَحّوا بالأرواح والأموال من أجل مطالب ضيّقة، واعملوا مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية، لتجتمعوا وأمّتكم في ربوع دولة كبيرة قويّة، دولة تنصف المظلومين من الظّالمين، دولة  تزيل الحدود بين بلاد المسلمين، دولة تحكمكم بنور الإسلام وعدله، دولة  الخلافة التي ما فتئ يحذّر منها مفكّرو الشرق والغرب وسياسيوهما، من بوتين في روسيا، إلى رامسفيلد ومايرز وباول ودوائر الاستخبارات في أميركا والغرب.

اعملوا مع العاملين لتحقيق وعد نبيّكم صلى الله عليه وآله وسلم: « ثُمَّ تَكُونُ خِلافةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، إعملوا لتأمنوا الفتن واستغلال الدول الاستعمارية لكم، فتفوزوا بالعزّة والكرامة وهناءة العيش في الدّنيا، ورضوان الله وجنّته في الآخرة.

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}

16 من محرم 1426هـ
 
حزب التحرير
2005/02/25م
 
ولاية لبنان
 


إقرأ أيضا:-
نزع سلاح حزب إيران ودور السلطة اللبنانية!
غزة على موعد مع قتل يستحرّ، وتضييق يستعر، إن لم تتحرك الأمة الإسلامية لنصرتها
يا لنخوة الإسلام في أمة محمد ﷺ! قال رسول الله ﷺ: «لَيْسَ بِالْمُؤْمِنِ الَّذِي يَبِيتُ شَبْعَانَ وَجَارُهُ ‌جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ» رواه الحاكم
تحذير توم براك لبنان من عودته إلى أصله جزءاً من بلاد الشام! اعتراف أمريكي ضمني أن مشروع وحدة الأمة بإقامة الخلافة هو المنافس الحقيقي الوحيد للمشروع الأمريكي في المنطقة
مع كلام معسول مسموم عن مستقبل لبنان والمنطقة! المبعوث الأمريكي توم باراك في لبنان لتكريس إتمام اتفاق السلام والتطبيع مع كيان يهود!