يصل لبنان، اليوم الأحد 25/7، رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي، الذي يزور عدداً من الدول، في إطار جولة لرفع العزلة عن حكومته غير المعترف بها إلا على أنها امتداد للاحتلال الأميركي. وتأتي زيارته هذه بناء على دعوة رسمية من الحكم في لبنان. وقد أعدت الحكومة كل ما يلزم، ليكون الاستقبال لائقاً بضيفه، الذي هو على صلة وثيقة بجهاز الاستخبارات الأميركية، وهو يفاخر بهذه الصلة. علماً أن هذا الاستقبال، وأمثاله، يضفي الشرعية المفقودة على حكم علاوي.
فعلى الرغم مما تقدمه أميركا من دعم كامل ليهود، في استمرار مسلسل اعتداءاتهم واغتيالاتهم في لبنان، وفي احتلالهم لفلسطين، والتنكيل بأهلها، وما تقوم أميركا به من حرب حاقدة على الإسلام والمسلمين، في أفغانستان، وفي العراق، وغيرهما ... على الرغم من ذلك، يقوم الحكم في لبنان بمكافأة أميركا على عدوانها، باستقبال وكيل استخباراتها في حكم العراق إياد علاوي.
أيّها المسلمون:
لقد بات واضحاً مدى عداوة أميركا للإسلام والمسلمين، كما بات واضحاً أن أميركا ما كانت لتستطيع تنفيذ مخططاتها في بلاد المسلمين لولا تواطؤ الحكام العملاء فيها، وبات واضحاً أيضاً أن هؤلاء الحكام لا يقيمون أي وزن لشعوبهم حين يوالون أميركا، عدوّ الإسلام والمسلمين. فبدل أن يبادر هؤلاء الحكام بقطع أي علاقة بأميركا، وطرد سفرائها من بلاد المسلمين، يقومون باستقبال عملائها بحفاوة بالغة. وذلك لأن الذي يجمعهم هو ولاؤهم الكامل لأميركا. فهؤلاء الحكام لم يتصرفوا ولو لمرة واحدة على أنهم يمثلون شعوبهم، بل إن كل أفعالهم لتدل بشكل واضح على أنهم وكلاء أميركا في حكم بلادنا، شأنهم شأن علاوي في ذلك.
أيها المسلمون:
إن سكوتكم عن هؤلاء الحكام، وعدم قيامكم بواجب محاسبتهم، والتغيير عليهم هو الذي جرّأهم على خيانتهم لكم، والتآمر مع عدوكم عليكم، وعدم حكمكم بشريعة ربكم. إن الوقوف في وجه هؤلاء الحكام ومحاسبتهم هو فرض فرضه الله عليكم، والتقصير فيه هو من أكبر المعاصي، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا رَأَيْتَ أُمَّتِي تَهَابُ الظَّالِمَ أَنْ تَقُولَ لَهُ: “أَنْتَ ظَالِمٌ” فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ» (رواه أحمد). كما وبيّن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهميّة قول الحقّ في وجه الحاكم الظالم، ولو أدّى قول الحقّ هذا إلى الأذى الشديد أو القتل، فقد سُئِل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: “أيُّ الجهاد أفضل؟. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «كلمةُ حقٍّ عندَ سلطان جائر» (رواه النسائي). وبيّن صلى الله عليه وآله وسلم المرتبة العظيمة لمن يقتل وهو يقوم بهذا الواجب العظيم حين قال: «سيّد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه فقتله» (رواه الحاكم).
أيّها المسلمون:
إنّكم قادرون، بعون الله تعالى، على القيام بهذا الواجب العظيم، ورفع إثم السكوت عنكم، فتقومون بمحاسبة هؤلاء الحكّام، وإجبارهم على تغيير سياستهم، ومنها رفض استقبال الخائن علاّوي. إنّ بغضكم لهؤلاء الحكّام، وعدم رضاكم عن سياساتهم، لا يجوز أن يبقى حبيس صدوركم، بل يجب أن تعلنوا بصراحة وجرأة عن ذلك، وأن تكون لكم مواقف صلبة قويّة في وجه (الحكم) الذي يسمح للأعداء وعملائهم أن يُستقبلوا بالأحضان والقبلات، بدل إعادتهم من حيث أتوا بالذل والهوان.
أيّها المسلمون:
إنّ حزب التحرير يدعوكم، وهو يقوم بواجب العمل لإقامة الخـلافة، إلى مناصرته، والقيام معه، باعتبار ذلك فرضاً من الله، فيه عزّكم، وإنقاذ أمّتكم، ورضوان ربّكم.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ }
|