قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه﴾ ]آل عمران: 110[.
لقد كانت الأمة الإسلامية - ولقرون - أمة عظيمة تحت قيادة دولة الخلافة، التي قادت البشرية إلى مختلف المعارف والعلوم، وكافّة المجالات، في الاقتصاد، والصناعة، والجيش، ولم يلعب أحد دورًا أكثر حيوية في تحقيق هذه القيادة للأمة البشرية من الشباب المسلمين، الذين ملأت أمجادهم تاريخ هذه الأمة، أمثال الشاب محمد الفاتح، الذي هزم البيزنطيين، وهو في الواحدة والعشرين من عمره، وفتح القسطنطينية -التي بشرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتحها، ومدح فاتحها - وجعلها عاصمة للخلافة الإسلامية لعدة قرون. وأمثال طارق بن زياد، الذي غزا إسبانيا عندما كان في السابعة عشرة من عمره، ومحمد بن القاسم، الذي كان في نفس العمر عندما أوجد موطئ قدم للإسلام في شبه القارة الهندية، بعد هزيمة رجا ضاهر. وبختيار خالجي، الذي كان في الثامنة عشرة عندما تغلب على لاكشمن سن، الذي فر دون قتال، وأسسّ لحكم الإسلام في ولاية البنغال.
أيّها الشباب المخلصون الواعون والشجعان!
هذا هو تاريخكم، هذا هو ماضيكم المجيد، الذي لعبتم فيه دورًا مشرّفًا في بناء أكبر دولة في تاريخ البشرية، دولة هزّت عروش الطغاة، وأسقطت أنظمتهم، وحررت الشعوب المضطهدة الأرض تلو الأرض، وقضت على الفساد والاستبداد والظلم، دولة تجسد عدل الإسلام، وتنهض بالبشرية.
وانظروا إلى وضعكم الحالي، كيف لا يزال نظام حكم عوامي وحزب الشعب البنغالي بعد 43 عامًا من نشأته فاشلًا في توفير التعليم الجيد لكم، حيث نظام التعليم العام في البلاد في حالة يُرثى لها، ونظام التعليم الخاص يستنزف مدخرات أهاليكم. 43 عامًا ولا يزال نظام عوامي وحزب الشعب فاشلًا في توفير وظائف تليق بكم، حيث يجبركم على العمل هنا وهناك، والانتقال من سفارة إلى سفارة مثل المتسولين بحثًا عن الرزق. وعلاوة على ذلك قام النظام - ولا يزال يفعل - بتفريق شملكم، واستخدامكم في صراعات رخيصة، تحت شعارات فارغة وكاذبة، مثل “القومية”، و”الوطنية”، و”الديمقراطية”، و”روح التحرّر”، و”صحوة الشعب”... وما إلى ذلك، وبإطلاق العنان للشركات الرأسمالية الجشعة المحلية والأجنبية، مثل شركات الاتصالات، لتستخدمكم كآلاتٍ لدرّ المال. كما أن هذا النظام يغويكم بالثقافة الغربية، والأزياء، والمخدرات، وغيرها، حتى لا تظهروا عليهم، وليتابعوا سلبهم ونهبهم لثروات البلاد دون رادع.
لا يبدو أن أمامكم مستقبلاً آمنًا في ظل النظام الحالي، على غرار إخوانكم الذين يعانون من الظلم، والاعتداءات، والحرق أحياء، وأخواتكم اللاتي يُغتصبن في ميانمار المجاورة، وبعيدًا في جمهورية أفريقيا الوسطى. فلا جيش يفتح البلاد، وينشر عدل الإسلام، ويدافع عنهم. هذا هو واقعكم الحالي أيها الشباب المسلم.
ألقوا نظرة على الوضع في البلد الذي تعيشون فيه، الطاغية حسينة حوّلت البلاد إلى جحيم للناس والضباط المخلصين، وامتهنت الاعتقالات، والاختطافات، وخلقت أجواء الخوف لتطيل حياتها.
إنّ حكومتكم ترعى الحرب على الإسلام، وتلعب بحياة الناس خدمة للقوى الأجنبية (أمريكا، وبريطانيا، وأوروبا، والهند، والصين)، وتقيم لها مشاريع خاصة لاستخراج الغاز، مثل بادما بريدج، وهولمارك، وبوابة السكك الحديدية... والقائمة لا تنتهي، في حين لا تستطيع توريد الغاز إلى مطابخ الناس في العاصمة دكا! وأطراف الائتلاف كلها متساوية في تسليم موارد البلاد للشركات الأجنبية، بل وتتسابق على الفساد.
أيّها الشباب المخلصون الواعون والشجعان!
حزب التحرير يدعوكم إلى النهوض لتحرير أنفسكم والناس معكم، فأعربوا عن سخطكم، وغضبكم، وازدرائكم للحكومة والنظام، ولا يكفي لذلك الفيسبوك والتويتر، بل عليكم اتخاذ إجراءات سياسية عملية تخلّص البلاد من الطاغية حسينة، ونظام حكم عوامي، وحزب الشعب الفاسد، والعمل على إقامة حكم إسلامي يرعى شئونكم وشئون الناس، فبحكم الإسلام فقط تستطيعون استعادة مجدكم كقادة للبشرية.
فاحذوا حذو إخوانكم في البلاد العربية، الذين نزلوا إلى الشوارع رافعين أصواتهم، هاتفين “الشعب يريد إسقاط النظام”، و”هي لله، هي لله”. واحذوا حذو نبيكم إبراهيم عليه السلام، الذي انتفض على أصنام قومه ﴿وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ﴾؛ لإقامة دين الله بلا خوف، وقد كان عليه السلام شابًا آنذاك ﴿قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾، وكان الحاكم هو نمرود، طاغية أكبر من حسينة.
أيّها الشباب المسلم!
حزب التحرير يعرض عليكم البرنامج التالي؛ للعمل والنضال لتطبيقه:
1- مقاومة الدعوة المغرضة لبناء بنغلادش دولة علمانية، والدعوة إلى بناء دولة على أساس العقيدة الإسلامية، عقيدة “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.
2- رفض النظام الديمقراطي الكافر الفاسد، وسياسة تحالفات عوامي وحزب الشعب.
3- النضال من أجل إقامة الحكم بالإسلام والخلافة في البلاد، بالإطاحة بالطاغية حسينة ونظام عوامي وحزب الشعب.
4- العمل بلا كلل ولا ملل من أجل إيجاد رأي عام قوي بين الناس عن أن الخلافة ستقوم بـ:
أ. توفير الاحتياجات الأساسية لجميع الرجال والنساء في البلاد، من مأكل، وملبس، ومأوى، وصحة، وتعليم، وأمن، وتمكينهم من إشباع حاجاتهم الكمالية بقدر ما تستطيع.
ب. حماية الرعايا غير المسلمين، وتوفير جميع حقوقهم بالعدل التام كالمسلمين، دون تمييز.
ت. القضاء على الفساد المستشري في البلاد، من نهب لأموال الناس، وتمكين الجميع من الحصول على الثروة من خلال ضمان التوزيع العادل والفعّال للثروة.
ث. استعادة الممتلكات العامة مثل النفط، والغاز، والفحم، وغيرها من أيدي القطاع الخاص والأجنبي، وإدارة هذه الموارد بما يحقق رفاهية الناس. والتصنيع السريع في الاقتصاد القائم على الصناعات الثقيلة؛ لتحقيق الازدهار الاقتصادي.
ج. توحيد الأمة الإسلامية، وبناء جيش قوي لتحرير المسلمين من العدوان الإمبريالي.
5- الطلب من الضباط المخلصين في الجيش بالإطاحة بالطاغية حسينة، ونظام عوامي، وحزب الشعب، وإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة.
سيجزيكم الله خير الجزاء على هذه الأعمال النبيلة، وسيجزيكم خيرا على نضالكم يوم لا ظل إلا ظله سبحانه وتعالى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ... وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ الله...» صحيح البخاري.
|