Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

تفجيرات أنقرة هي نتاج الكافر المستعمر

إن الانفجار الذي وقع في الساعة 18:45 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 22 أيار/مايو 2007 في واحد من أكثر شوارع أنقرة حركة وفي أكثر أوقاته ازدحاماً بالمارة أسفر حتى الآن عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 102 آخرين.

مما لا شك فيه أن هذه العملية الوحشيَّة التي استهدفت المدنيين المعصومين هي جريمة تقشعر منها الأبدان، وأياً كان مقترفوها فهم ظلمة، فقدوا حتى الإنسانية، لا يخافون الله ولا عباده. إن إراقة الدم المسلم الحرام أعظم عند الله من هدم الكعبة حجراً حجراً أياً كان الفاعل وأياً كان المقصد، والله سبحانه وتعالى يقول: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)).

إن الحقيقة مفادها أن هذه الوحشيَّة متجانسة مع صراع استعماري مستعر تشهده فترة انتخابات الرئاسة والانتخابات العامة الحالية، أدواته حكومة حزب العدالة والتنمية من جانب، والجيش والعلمانيون الكماليون من جانب آخر، وليس من التكهن القول بأن هذه العمليات الوحشيَّة ستستمر مادام هذا الصراع مستمراً، بل هذا القول هو حكم على الواقع، فإن مصالح الكفار المستعمرين تنطق بهذه العملية الشريرة الوحشية لإشعال نار الفتنة. والله سبحانه وتعالى يقول: ((وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ)).

أيها المسلمون؛
اعلموا أن هذه العمليات الوحشيَّة لن تتوقف ولن تنتهي مادام الكفار المستعمرين يتداعون على بلادنا ويتدخلون في شئوننا مستخدمين عملاءهم وخدمهم. لذا فعليكم الأخذ على يد كل من يشكل أداة من أدوات الاستعمار ويُدخل نفوذه في البلاد، وبخاصة الحكومة والسياسيون والعلمانيون. ولا تكونوا أطرافاً وضحايا وأدوات لهذا الصراع المُهلك! لقد آن الأوان أن لا تقعوا في مكر الكافر المستعمر وعملائه وخدمه.. لقد آن الأوان أن تحتضنوا الإسلام وتحتضنوا الأُخوة الإسلامية وتحتضنوا الدعوة الإسلامية.. لقد آن الأوان أن تعملوا لإسقاط هذا النظام العلماني (اللاديني) الذي فرضه الكافر المستعمر علينا وعلى أرضنا ومقدراتنا.. لقد آن الأوان لاستئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية.     
 
إننا نناشد المخلصين في جيش الدولة وقواها الأمنية والاستخبارية؛ مخاطبين إياهم: لا تنشغلوا بحيثيات وتفاصيل الحدث وتنسوا أصل الداء وحقيقته.. لا تظنوا أنكم تمكنتم من الفاعلين الحقيقيين بتحديد ومعرفة واعتقال أشخاص مشتبه بهم تلقون بهم في السجون.. لا تركزوا تحرياتكم على العثور على كبش محرقة ثم تتركوا الفاعلين الحقيقيين .. إن التحريات التي أجريتموها والكيفية التي نفذت العملية بها ونوعية العملية والتحريات الجنائية التي أجريتموها أثبتت بصورة بيِّنة، أن الحقيقة تتمثل في أن بصمات الكفار المستعمرين وأدواتهم قد ظهرت في هذه العملية القذرة. وعليه فإن كنتم –وأنتم أهل القوة ومكمنها- تبغون معالجة هذا الأمر من جذوره بمعرفة فاعليه الحقيقيين للحيلولة دون تكرره فعليكم تعقب ومراقبة السفارات في أنقرة.. وعليكم تحريك عناصركم الأمنية لمحاصرة السفارات التي تقف خلف هذه الاعتداءات.. وعليكم مراقبة وملاحقة عملاء وخدم الكفار المستعمرين الذي يسرحون ويمرحون في البلاد دون حسيب ولا رقيب.. وبعد إجراء التحريات اللازمة نفذوا عمليات اعتقال واسعة لمعاقبة عملاء وخدم الكفار المستعمرين المحليين فتغلقوا السفارات المتورطة وترحِّلوا من فيها على الفور.. واعلموا أن كل من يقف في وجهكم للحيلولة بينكم وبين استمراركم في عمليتكم هذه هو من الفاعلين الحقيقيين العملاء للاستعمار.. إن علاج هذا الأمر سهل ميسور إن كنتم صادقين مخلصين أمناء على أمتكم.. قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “مَنْ اَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ”.

أيها المسلمون؛
انظروا ما سيفعله حكامكم الآن؟ سترون أنهم لن يفعلوا شيئاً ولن يتعقبوا الأمر، ناهيكم عن أن يستهدفوا الكفار المستعمرين الذين يقفون وراء هذه الأفعال الإجرامية، فإن هؤلاء الحكام لن يجرؤوا على الإشارة إلى موبقات الكفار المستعمرين، مجرد إشارة، بأنهم وراء هذه التجيرات، بل سيغلقون الأمر باعتقال نفر يزجونهم في السجن لينهوا القضية وكأن شيئاً لم يكن! وتذَكَّروا أن عمليات قتل ومجازر ظهرت بصمات الكافر المستعمر عليها قد وقعت في وقت سابق وأغلقت وانتهى أمرها وباتت وكأنها لم تكن، وسترون كيف سيعملون على امتصاص غضبكم ونقمتكم من خلال أكاذيبهم وأضاليلهم من مثل قولهم “سننال من الفاعلين وسننتقم لدماء مواطنينا”.. وسترون كيف أنهم لن يشاركوكم آلامكم إلا من خلال بضع زيارات تظاهرية دعائية للمصابين.. وسترون كيف ستسعى الأحزاب السياسية التي تقوم بحملات دعائية خلال فترة الانتخابات الحالية بمحاولة استغلال هذا المصاب في تجاذباتهم الانتخابية، وسيسعون للتلاعب بمشاعركم لتوظيفها فيما يخدم أهدافهم ومصالحهم السياسية.

إن هذا المُصاب مليء بالعبر والمواعظ لنا جميعاً، فمن خلاله ندرك؛ من هم الكفار المستعمرون؟! ومن هم عملاؤهم وخدمهم في البلاد؟! وكيان الدولة يخدم مصلحة من؟! وما مدى صدق وإخلاص عناصر الجيش والأمن والاستخبارات؟! وما هو الوجه الحقيقي للسياسيين؟! والأهم من ذلك كله أن هذا المصاب الأليم أماط اللثام عن حقيقة الدولة والنظام الذي تقوم عليه وعمالتها وعدم تألمها لآلام شعبها وعدم فرحها لأفراح شعبها. إننا في هذا البلد، الذي نُحكم فيه بنظام لا يقيم وزناً لأرواح وأمن شعبه والذي يديم حماية الفاعلين الحقيقيين، نعيش بقلق دائم يتمثل في إمكانية إزهاق الأرواح والأموال والممتلكات بعملية وحشيَّة إجرامية في أي وقت وأي مكان تماماً كالتي وقعت الآن.

ومجدداً فإن هذه العملية الوحشيَّة تقرِّب إلينا حقيقية الحال الذي يعيشه إخواننا المسلمون في العراق وأفغانستان وفي سائر بلاد الإسلام التي ترزح تحت حراب الكفار المستعمرين، حيث يفقد مئات المسلمين المعصومة أرواحهم نتيجة مثل هذه الأعمال الإجرامية اليومية هناك، مما يجعلنا نتعاضد ونتآلف كالبنان المرصوص تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “مثل المسلمين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر”.

وأهم ما في الأمر؛ أنه بات ماثلاً للعيان أن الفاعل الحقيقي لهذه الاعتداءات الإجرامية الوحشيَّة هنا وهناك وفي سائر بلاد المسلمين هم الكفار المستعمرون وأعوانهم من العملاء والخدم المحليين، وأنه بات واجباً طرد هؤلاء الكفار من هنا وهناك ومن سائر بلاد المسلمين شر طردة، وأنه بات محتماً وجوب إسقاط أنظمة الكفر القابعة على صدر الأمة، التي تتعرض لبطش هذه الأنظمة دون رحمة منذ أن أنشأها وأوجدها الكافر المستعمر. ثم إن العزم والحسم تجاه أولئك الكفار المستعمرين وعملائهم هو بإقامة دولة الخـلافة الراشـدة فهي القادرة على جمع شمل المسلمين واستئناف الحياة الإسلامية وتوحيد بلادهم وجيوشهم تحت إمرة خليفة واحـد. إن هذه هي القـضـية المصيرية التي تستحق بذل الغالي والنفيس في سبيلها، لإحقاق الحق وإزهاق الباطل، وإعلاء شان الإسلام والمسلمين.

أيها المسلمون؛
إن حزب التحرير يستصرخكم؛ أن قفوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً لتتمكنوا من إيقاف إراقة الدماء وإزهاق الأرواح، ولتتمكنوا من وأد الفتنة قبل أن تتجذر وتنموا وتينع ثمارها! امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “المُسْلِمُونَ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُم”.

أعلنوا حنقكم وغضبكم على النظام الفاسد المفسد وكل متعلقاته، واستمسكوا بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها! واعملوا لله بجد وإخلاص وتصميم لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي أمر الله ووعده سبحانه، وبشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمل وخلاص أمة الإسلام، والنور المنير للعالم بأسره.
((هَذَا بَلاَغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ))

08 جمادى الأولى 1428هـ
 
حزب التحرير
2007/05/24م
 
ولاية تركيا
 


إقرأ أيضا:-
نزع سلاح حزب إيران ودور السلطة اللبنانية!
غزة على موعد مع قتل يستحرّ، وتضييق يستعر، إن لم تتحرك الأمة الإسلامية لنصرتها
يا لنخوة الإسلام في أمة محمد ﷺ! قال رسول الله ﷺ: «لَيْسَ بِالْمُؤْمِنِ الَّذِي يَبِيتُ شَبْعَانَ وَجَارُهُ ‌جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ» رواه الحاكم
تحذير توم براك لبنان من عودته إلى أصله جزءاً من بلاد الشام! اعتراف أمريكي ضمني أن مشروع وحدة الأمة بإقامة الخلافة هو المنافس الحقيقي الوحيد للمشروع الأمريكي في المنطقة
مع كلام معسول مسموم عن مستقبل لبنان والمنطقة! المبعوث الأمريكي توم باراك في لبنان لتكريس إتمام اتفاق السلام والتطبيع مع كيان يهود!