Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

الدور الفرنسي الخبيث في ليبيا

إن ما أعلنته فرنسا من وجود عسكري لها في ليبيا إلى جانب قوات الضابط المتقاعد حفتر، هو اعتراف صريح بتورطها في قتال الليبيين، وهذا الاعتراف الذي جاء على لسان وزارة الدفاع الفرنسية، ومن بعده على لسان الرئيس الفرنسي هو عدوان صارخ على شعب لم يبادئ فرنسا بالعداء. في الوقت الذي تدعي فيه - كذباً وزوراً - أنها مع الحل السياسي في ليبيا، وأنها تدعم حكومة الصخيرات، وفي الوقت الذي نراها فيه تدعم عميل أمريكا حفتر الذي يرفض هذه الحكومة. يدفعها إلى ذلك - هي ومثيلاتها من دول الكفر - حقد وعداء لهذه الثورة لأنها من ثورات الأمة ضد الظلم والفساد والطغيان الذي تمثل في نظام القذافي، ومن بعده في أطماع وطموحات حفتر ومن يدعمه.

وهذا الحقد والعداء هو مصداق قوله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ وقوله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

إنّ هذا التدخل السافر، يدل دلالة واضحة على أن الغرب ومنه فرنسا إنما يتعامل مع شعبنا ومع غيره من الشعوب الإسلامية تعامل العدو المستعمر... هدفه إخضاعنا وإخضاع بلادنا لهيمنته وسيطرته على مقدراتنا. وفرنسا في سبيل ذلك تتصارع مع غيرها من دول الكفر صاحبة التاريخ الاستعماري الأسود مثل بريطانيا وأمريكا وإيطاليا، وهي جميعاً تتصارع على بلادنا وبأبنائنا...

فأمريكا تدفع بعميلها حفتر ليقترف جرائم القتل بأبشع صوره في بني جلدته، ولن ينال من ذلك الاّ العار والبوار...

وفرنسا ترسل الجنود والخبراء في القتال معه من أجل قتل الأحرار في ليبيا لأنهم الحائل والمانع من هيمنتهم على البلاد والعباد، ولكي تعطيها أمريكا شيئاً بعد السيطرة على البلاد - لا قدّر الله - لعلها تستطيع ربط نفوذها في بلاد الصحراء بالساحل الجنوبي للمتوسط ليسهل عليها نهب الخيرات...

وبريطانيا بخبثها ودهائها تحاول الإمساك ببقايا نفوذها في ليبيا وتنمية هذا النفوذ باختراق بعض الحركات المناهضة لحفتر وصناعة أتباع وأشياع جدد كما كانت تعمل في عهد عميلها السابق القذافي...

هذا التدخل السافر، وهذا التداخل والاختلاط في الصراع بين هذه الدول، سواء أكان من باب اقتسام النفوذ، وتبادل الأدوار، أم كان من باب تجسّس كل طرف على الآخر بوجوده في مناطق نفوذه وبين أتباعه، أم كان من باب عرقلة وإفشال كل طرف لمشروع الطرف الآخر... أم كان من باب تصفية حسابات سياسية استعمارية، أم تصفية حسابات محلية شخصية وجهوية... إنّ كل ذلك مع الأسف الشديد، بسبب ما وصلت إليه البلاد من هذه الانقسامات والتجاذبات، وهذه الاستباحة التي أطمعت فيها كل عدوّ وغريب.

فالحذر الحذر - يا أهلنا وإخوتنا في ليبيا - من هذه الأطماع الاستعمارية الصليبية في بلادنا.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [سورة المائدة: 51].

 

18 من شوال 1437هـ
 
حزب التحرير
2016/07/23م
 
ليبيا
 


إقرأ أيضا:-
نداء إلى المسلمين بعامة، وإلى أهل الشام بخاصة
وقف إطلاق النار في لبنان يرسخ فكرة فصل الساحات بدل وحدتها ودخولٌ في مسار مفاوضات الحل النهائي!
أمريكا، بوقف إطلاق النار، تُحقّق لعدوان يهود أمرين كبيرين.. سحب قوات حزب إيران إلى شمال الليطاني ثم فصل الجبهتين!
إشعالُ فتنة طائفية نهجُ يهود المفضوح في الضغط بالمجازر وقضية النزوح!
وَهْمُ الاختيار: لماذا يخيّب التصويت في النظام العلماني آمال المسلمين؟