|
بالرغم من وجوب تغيير جميع عصابات الحكم المتسلطة على رقاب المسلمين في كافة البلاد الإسلامية ومنها النظام الحاكم في اليمن، لأن النظام الظالم في اليمن طبق أنظمة الكفر بدل تطبيق نظام الإسلام، وحول معظم الشعب اليمني إلى فقراء، وترك الفاسدين يعيثون في الأرض الفساد، وجعل البلاد نهبا لكل لص وطامع، وسمح للسفارات الأجنبية وخاصة الأمريكية والبريطانية بالتحرك بل والتجسس في طول البلاد وعرضها، تشتري الذمم وتفسد في الأرض، وكأنها الحاكم الحقيقي للبلد، ما جعل الأزمات السياسية والاقتصادية تعصف بالبلد، فحولته من اليمن السعيد إلى اليمن الشقي، إلا أن التحرك للتغيير يجب أن يكون وفق الأحكام الشرعية وليس وفق توجيهات السفارات الأجنبية وخاصة السفارة الأمريكية !!.
إن سماح النظام في اليمن للسفارات الأجنبية بالتحرك والتدخل في شؤون اليمن الداخلية، وخاصة سكوته على تحركات السفير الأمريكي في كافة المناطق، وقبول النظام بوصفات السفارات الأجنبية والبنك الدولي للمعالجات السياسية والاقتصادية، وانعدام الرعاية الصحيحة لشؤون الناس، أدى إلى تفاقم الوضع السياسي والاقتصادي السيئ، فوصل إلى ما وصل إليه من تدهور سياسي واقتصادي، وظهور للنعرات الانفصالية المقيتة، والعصبيات النتنة، والفتن الداخلية التي حصدت الأرواح البريئة من الجيش وأبناء الأمة.
لقد استغل السفير الأمريكي فساد النظام اليمني وظلمه وسوء الرعاية للشعب اليمني بكامله وخاصة في الجنوب ليحرض على انفصال الجنوب عن الشمال، والتصريح المشهور الذي تحدثت عنه الصحف للسفير الأمريكي الأسبق ” أدموند هول ” في المكلا، أن حضرموت تمتلك مقومات الدولة لأوضح دليل على توجهات الأمريكان تجاه الجنوب، وإذا أضيف إلى ذلك التقارير الأمريكية التي تحدثت عن وجوب التخلي عن المركزية في الحكم و إتباع اللامركزية، وتنبأت باحتمال قيام ” تمرد من طراز فدائي في الجنوب من شأنه أن يحطم الاقتصاد بسرعة ” ومن ذلك، التقرير الصادر عن مؤسستي هيرتيدج فاونديشن وول ستريت جرنال الأمريكيتين ونشرته صحيفة الوسط اليمنية في عددها 181بتاريخ 30يناير 2008م حيث ذكر في التقرير ” ...... ربما يكون أحد عواقبه خلق تمرد شعبي واسع مرجعا ذلك إلى تفاقم عدد الفقراء الأمر الذي قد يفضي إلى انفلات أمني والسعي لتكوين دويلات مستقلة ربما يصل للاستقلال الكامل خاصة في المناطق المنتجة للثروات النفطية “.
وبالرغم من تصريحات السفير البريطاني الحالي ” تيم تورلو ” لصحيفة الصحوة بتاريخ 16/2/2008م حيث قال ” ... إن الحكومة البريطانية تدعم 100% وحدة هذا البلد، ونرى أن الوحدة تصب في المصلحة السياسية والاقتصادية لليمن وتعزيز دورها في المنطقة..... “، إلا أن النظام يجب أن لا يركن لبريطانيا في الحفاظ على وحدة اليمن، لأن بريطانيا عدوة الإسلام والمسلمين، كثيرا ما سارت جنبا إلى جنب مع أمريكا للحفاظ على مصالحها، وكثيرا ما تخلت عن رجالها وقت الأزمات، والله سبحانه وتعالى يقول {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود113، ولأن أمريكا ستستمر في التحريض على الانفصال وتقسيم البلد لإضعافه، وليسهل عليها السيطرة على مقدرات البلاد وخاصة جنوبه المليء بالخيرات مثل النفط والغاز.
يا أهل اليمن :
إن الحفاظ على وحدة اليمن واجب شرعي، بل إن توحيد اليمن مع غيره من البلاد الإسلامية هو واجب شرعي فلا تنجروا وراء القيادات التي تدعو إلى تقسيم البلاد بحجة فساد النظام، فالحديث عن فساد النظام من بعض القيادات، كلمة حق يراد بها باطل، نعم إن النظام في اليمن فاسد فهو قد ظلم الناس في الشمال وفي الجنوب، وسرق أموالهم وأراضيهم وأعطاها للمقربين والأتباع ولمن يسبح بحمده، وطبق النظام الرأسمالي الديمقراطي البشع الذي جر الشقاء على البشرية جمعاء، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124، ونعم التحرك ضد هذا النظام لرفع الظلم عن الناس وتحصيل الحقوق، وإنكار منكرات النظام، وإجباره على رعاية شؤون الناس رعاية صحيحة وفق أحكام الإسلام، كل ذلك واجب على المسلمين، ولكن لا يصح بحال من الأحوال تمزيق اليمن إلى مزق وكيانات كرتونية يُِنَصَّبُ على رأس كل كيان لص عميل للكفار، يطبق سياساتهم ويسمى حاكما يفعل أفعال النظام القائم، ألا يكفي أن الكفار قد مزقوا العالم الإسلامي إلى أكثر من سبعة وخمسين مزقه، ونصبوا أزلامهم على رقاب الأمة، يسومونها جميع أصناف الذل والهوان والعذاب، وإذا اجتمعوا تآمروا وإذا تفرقوا تناحروا،فأضاعوا البلاد والعباد، فكانوا عاراً وسبةً على هذه الأمة الإسلامية الكريمة.
أيها المسلمون :
إن حزب التحرير يعمل فيكم ومعكم لتغيير النظام الظالم في اليمن، بل يعمل لتغيير جميع الأنظمة الظالمة في العالم الإسلامي، ليضع مكانها نظاما إسلاميا في دولة إسلامية واحدة، هي دولة الخلافة الراشدة الثانية، وعلى رأسها خليفة المسلمين، فيطبق الإسلام كاملا كما طبقه الرسول الكريم والخلفاء الراشدون من بعده، ويرفع الظلم عن الناس، ويقيم العدل، ويحرر البلاد والعباد، وينشر الخير، ويأخذ زمام المبادرة من الدول الكافرة، لتصبح دولة الخلافة هي الدولة الأولى في العالم ، تنشر الإسلام في العالم لتخرجهم من الظلمات إلى النور،وتخلصهم من جور وشقاء النظام الرأسمالي الديمقراطي الظالم، كيف لا وقد بشرنا رسول الله صلى عليه وآله وسلم بها وهو الصادق المصدوق، “...ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاء َ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّة”، ولهذا الخير فليعمل العاملون.
{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف21
|