لقد أصبحت الأمة اليوم هدفا وضحية لمختلف أشكال الاعتداءات من الكفار المستعمرين ومن المشركين. فمئات الألوف من المسلمين قتلوا وهجر الملايين من جراء الاعتداءات العسكرية في العراق وأفغانستان وفلسطين وكشمير وغيرها. واعتداءات أخرى من سياسية الحكام الظلمة من أمثال محمود عباس، وبرويز مشرف ،وحامد كرزاي، وفخر الدين احمد، أولئك الذين فُرضوا على المسلمين فرضا من الكافر المستعمر، وفرطوا بمصالح المسلمين، وحفظوا مصالح اليهود والنصارى والمشركين. أضف إلى تلك الأساليب أسلوب اعتداء المنظمات العالمية الاقتصادية من مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي أفقرت الأمة. هذه بعض أساليب الاعتداء على الأمة التي أدت إلى فقدان الناس حياتهم وثرواتهم ومصالحهم الإستراتيجية.
هناك أسلوب آخر يستخدمه الكافر المستعمر والمشركون ضد هذه الأمة، ويعد من اخطر الأساليب، وهو الأسلوب الثقافي، الذي يقصدون من استخدامه إقصاء القيم الإسلامية الرفيعة من مجتمعاتنا، وإزالة أي اثر للحضارة الإسلامية من حياتنا، وإبعادنا عن ديننا. هذا وقد حذرنا القران العظيم سلفا من مكرهم حيث قال رب العزة {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ... }البقرة120.
ولكي يحصل أعداء الأمة في الغرب والهند على مبتغاهم، تقصدوا الجيل الناشئ من الشباب المسلم. حيث عمل الكفار وعملاؤهم على إثارة تفكير الشباب في سفاسف الأمور، من مثل الحرية والمتعة، وان المتعة الجسدية هي هدف الحياة البشرية!... وكنتيجة طبيعية فان الشباب المسلم إن اعتنق هذه المفاهيم فانه سيعيش منحلا وبدون قضايا سامية ومصيرية. وبإلقاء نظرة خاطفة لحياة الإنسان في الغرب حيث قامت الحياة فيه على الحرية والمتعة الجسدية ، يتبين لنا مدى خطورة هذه المفاهيم علينا، إذا انتشرت في مجتمعنا. فقد انحط الإنسان في الغرب إلى مرتبة الحيوان، حين أطلق العنان لغرائزه وحاجاته العضوية. ونتيجة هذه المفاهيم انتشرت الرذيلة في المجتمع الغربي من مثل انتشار الزنا والتعري والإباحية والشذوذ الجنسي والإدمان على المخدرات وعقوق الوالدين، حتى أمست هذه الفواحش واسعة الانتشار ويقرها القانون!
إن هذه المفاسد هي التي يسعى الغرب وحليفتهم الهند الى نشرها في مجتمعنا. فتراهم يموِّلون مسابقات الجمال، ومهرجانات الغناء والرقص، ومختلف الحفلات الموسيقية التي أمست تقام يوميا في مدننا. كما ينشرون و يوفرون للشباب الأدوية المخدرة من مثل المخدر (YABA). كما فتحوا مختلف أنواع المؤسسات الثقافية والإعلامية وبأعداد كبيرة، لنشر الفساد والفاحشة بين الشباب المسلم. ويكفي أن نضرب مثلا من البرامج التي تبث على الراديو بعد منتصف الليل، كدليل على الذي يقدمه أعداء الأمة وعملاؤهم للشباب المسلم. حيث يشجع الشباب في هذه البرامج على الفن الساقط، وعلى اختلاط الجنسين، ويشجعون الشباب على عادات الغرب الساقطة باتخاذ (الخليلات والعشيقات) ، ويشجعون الفتيات على تقبل فكرة خلع الحجاب كأمر عادي باسم ما يسمونه بالحرية! وكذلك أعياد الحب. ويحثون الشباب على عقوق والديهم باسم الاستقلال الفردي!
أيها المسلمون!
إن الشباب هم قادة هذه الأمة القادمون، وهم جنودها على حد سواء. إن مثال الشباب الأعلى الذي يجب على الشباب اتخاذه هو مثال محمد بن القاسم فاتح السند ومدخل الإسلام إلى شبه الجزيرة الهندية وهو إبن السابعة عشرة, و طارق بن زياد الذي فتح اسبانيا وهو ابن السابعة عشرة من العمر، ومحمد الفاتح الذي قاد جيوش المسلمين في فتح القسطنطينية وهو ابن الرابعة والعشرين. وقد فرض الله سبحانه وتعالى علينا مسئولة إنشاء الأجيال النشأة الصالحة حيث قال عز وجل في محكم كتابه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6.
أيها المسلمون!
خذوا حذركم قبل أن تنحط مجتمعاتنا إلى الدرك الذي وصلت إليه المجتمعات الغربية.
خذوا حذركم قبل أن تنتشر ظاهرة خلع الحجاب والزنا في المجتمع!
خذوا حذركم قبل أن تفقد النساء طهرهن ، وتصبح ظاهرة اتخاذ الخليلات ظاهرة مقبولة وغير معيبة!
خذوا حذركم قبل أن يعق الأبناء الآباء، وقبل أن يزول الترابط الأسري وتختلط الأنساب!
إن حزب التحرير في بنغلادش يدعوكم لاتخاذ الخطوات التالية للقيام بأعباء مسئولياتكم:
1- اعملوا لإقامة دولة الخلافة التي ستحمي الفكر والحس الإسلامي في المجتمع، وتمنع المؤسسات ووسائل الإعلام العاملة على إفساد الشباب المسلم من خلال المفاهيم التي تتعارض مع الحضارة الإسلامية.
2- وفي الوقت نفسه الذي تقومون فيه بهذا العمل,اعملوا على ترسيخ الحضارة الإسلامية والقيم الإسلامية النبيلة في قلوب وعقول أبنائكم.
3- واعملوا على إيجاد رأي عام ضد المؤسسات الثقافية ووسائل الإعلام التي تعمل على نشر الفساد بين الشباب المسلم.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ... }الأنفال24
|