لقد انقضى شهر رمضان بما فيه من خير، وها نحن في يوم عيد الفطر المبارك، ونحن في حزب التحرير/ تنزانيا نهنئ المسلمين في تنزانيا والأمة الإسلامية كلها بحلول عيد الفطر، سائلين الله أن يكون عيداً طيباً سعيداً.

لقد صاحب صيامنا في شهر رمضان واقع سيئ مظلم، فقد كثر الفقر والجوع، وانتشرت الرذائل، ومع ذلك فقد أقبلت الأمة الإسلامية على الصيام بشغف وتقوى وصبر ويقين، وهذا دليل خير، وإنا نسأل الله أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، وأن يتجاوز سبحانه عن تقصيرنا وتجاوزاتنا.

أيها المسلمون: لقد انقضى رمضان مرة أخرى وليس للمسلمين خليفة يرعى شئونهم ويصون عباداتهم، ويحمي بلادهم ويذب عن أعراضهم وينصر مقدساتهم، فقد اعتدى اليهود على المسجد الأقصى المبارك وعلى أهل فلسطين، ولا مغيث، واعتقلت الصين المسلمين في تركستان الشرقية وعذبتهم واحتجزتهم وأجبرتهم على الإفطار في رمضان، ولا معين، وكثرت المصائب في بلاد المسلمين ولا رافع لها عنهم.

أيها المسلمون: لقد اتصفتم في شهر رمضان بصفة عظيمة من صفات المسلمين وهي التقيد بالحلال والحرام، ورميتم شهواتكم وراء ظهوركم، ولجأتم إلى الله سبحانه طلباً لرضاه، ألا فاعلموا أن هذا مطلوب منكم في رمضان وفي غير رمضان من الشهور، وهو لازم في الصلاة والصيام وفي بيعة الخليفة وإقامة الحدود وفي سائر الأحكام الشرعية، لأنها كلها من عند الله تبارك وتعالى القائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾، والدخول في الإسلام كافة يعني أن نطبق الإسلام في معترك الحياة، ولا يكون ذلك إلا باستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الإسلامية في بلد إسلامي لتتسع دولة الخلافة بعد ذلك وتشمل العالم كله، فتملأ مشارق الأرض ومغاربها عدلاً ونوراً بإذن الله العزيز الحكيم.

أيها المسلمون: إن حزب التحرير/ تنزانيا يحثكم على عدم تفويت الفرصة ويدعوكم إلى العمل مع حزب التحرير من أجل إقامة الخلافة الإسلامية، جُنة المسلمين وحاميتهم. كما يلفت نظركم إلى ضرورة الالتزام بالأحكام الشرعية يوم العيد وعدم تجاوزها بالتعدي على حدود الله، بحجة الفرح في العيد، وأن تهتموا بأسركم وأبنائكم وتربوهم وفق أحكام الإسلام العظيم. ولا يفوتنا في الختام أن ندعو الله سبحانه أن يتقبل منا ومنكم وأن يجعل هذا العيد يوم خير وبركات على أمة الإسلام في كل مكان.