نشرت جريدة “ناجاة” في عددها 13 (336) الصادر بتاريخ 30 آذار 2006 الخبر التالي:”في 28 أكتوبر 2005م صرح ممثل الإدارة الدينية في حكومة طاجكستان مراد الله دولتف بأنه سيُمنع كل من يقل عمره عن الساسة عشر من دخول المساجد،وصرح كذلك بأن 80% من مساحد البلاد تعمل بشكل غير قانوني. وذكر بأنه قد ناقش هذا الأمر مع المجلس الإسلامي للعلماء من أجل ترتيب عمل المساجد، وعندما يُقَرُ هذا الأمر سيصدر قرار إما بالإبقاء على هذه المساجد أو إغلاقها. قال دولتف قبل رأس السنة بأن عدداً من المساجد الـ 315 الموجودة في مدينة دوشنبيه ستُغلق. بحسب تفسيره وتفسير الهيئة الدينية والمجلس الإسلامي للعلماء فإن 45 مسجداً من أصل 315 مسجداً في العاصمة يحق لها أن تمارس النشاط الديني. والباقي، أي 270 مسجداً فإنه سيتم إغلاقها وستسخدم لأغراض أخرى”.
لقد تم الإعلان خلال شهر آذار من هذا العام بأن بعض المساجد في المدينة سيتم إغلاقها وذلك بحجج عدة واهية، على الرغم من أن الدولة تعلم أن المسلمين يؤدون صلواتهم في هذه المساجد منذ عدة سنين وأن قلوبهم تهفو إليها.
إن إغلاق المساجد التي بناها المسلمون للعبادة أو تحويلها إلى مباني أخرى لأغراض غير العبادة يعتبر من الكبائر، وأن مَنْ يؤمن بالله وباليوم الآخر لَيَقْشَعِرُّ بدنه من أن يحدث نفسه بتحويل المساجد إلى أعمال أخرى، فهذه فاجعة، حيث إن المساجد هي بيوت الله تعالى. قال تعالى : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم}.
إن علماء الأمة مجمعون على رأي واحد، وهو أن أي قطعة أرض خصصت لعبادة الله سبحانه فإنها تصبح ملكية عامة لكل المسلمين، فإذا بنى شخص مسجداً في فناء بيته لصلاته وحده فإنه يكون ملكية خاصة ولا يصير ملكية عامة. وإذا جعله هذا الشخص للناس يُصَلُّون فيه، فقد صار ملكية عامة كباقي المساجد. وهكذا فإن هدم المساجد، أو منع الصلاة فيها وتحويلها لأغراض دنيوية، أو بيع أرضها ... هو حرام، ومن الجرائم الكبرى في الإسلام.
إن قيام حكومة طاجكستان بهذه الأعمال لدليل على سيرها على خطا النظام الشيوعي الروسي السابق، ذلك أن الشيوعيين وبحجة التخطيط حولوا عشرات الآلاف من مساجد المسلمين إلى مخازن ومقاهي ومتاحف.
أيها المسلمون في طاجكستان، لقد أصدر حكامكم في نهاية العام الماضي قراراً يقضي بمنع أبنائكم ممن تقل أعمارهم عن الـ 16 من دخول ا لمساجد للصلاة فيها جماعة، وكذلك بناتكم لن تستطيع الدراسة في المدارس والمعاهد وهن باللباس الشرعي. لكنكم غضبتم لدينكم وللمساس بمشاعركم، ما أدى بالحكومة أن ترجع عن قراراتها وتمتنع عن تنفيذها. وها هم اليوم فإنهم يعيدون الكَرَّة طارقين باباً آخر، وتحت حجج واهية، يحاولون إغلاق بعض المساجد، على الرغم من أن الدولة لم تساهم في بنائها، وإنما بناها المسلمون إستجابة لقوله تعالى :{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِين}.
يجب عليكم، أيها المسلمون، أن تقفوا وقفةً صلبةً في وجه هذه الأعمال، وأن لا تسمحوا للدولة تنفيذ ما تخطط له، وأن تعملوا بجد واجتهاد لإقامة. دولة الخلافة التي تحفظ أمنكم وأمن دينكم، وتقطع كل يد تمتد لهذا الدين العظيم بسوء، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
|