دمار وأشلاء، قصف ومجازر، تدنيس للمسجد الأقصى وشتم للنبي ﷺ في باحاته، فإلى متى يا أمة محمد ﷺ؟!
سبعة أشهر ونحن نستنصر أمتنا وجيوشها للجهاد في سبيل الله، نناديها بنداء الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ فإلى متى يا أمة الإسلام؟!
أما آن لكم أن تسقطوا الأنظمة الخائنة والحكام العملاء؟! ألا يثيرون غضبكم بتصريحاتهم الجوفاء التي يطالبون فيها العدو الصهيوني بالالتزام بالقانون الدولي والقرارات الدولية؟! فعن أي قانون وقرارات يتكلم لكع الوجود هؤلاء؟! المغضوب عليهم منذ سبعة أشهر وهم يقتلون الأطفال والنساء والمرضى والأسرى ويدمرون المستشفيات والمساجد والمؤسسات التعليمية، بل استهدفوا هيئات الإغاثة الدولية فقتلوا أفرادها ودمروا مقراتها، فماذا بقي من القانون الدولي لم ينتهكه المغضوب عليهم؟ ماذا بقي من الحرمات لم ينتهكوها؟!
أيا أمة محمد ﷺ: دماؤنا تسفك غزيرة، وفي المقابل أمريكا وعملاؤها يتحدثون عن المساعدات الإنسانية وحل الدولتين والتطبيع مع المغضوب عليهم، فهل من إجرام أعظم من هذا؟! يرسلون المساعدات ومعها قنابل الموت، يتحدثون عن السلام والتطبيع وهم يمعنون في القتل والتدمير. والآن زمر الخيانة من الحكام العملاء في مصر والأردن وقطر وبلاد الحرمين ينسقون مع أمريكا لترتيبات ما بعد الحرب، تلك الترتيبات التي تهدف إلى ترميم صورة دولة الإجرام والاحتلال، ودمجها في المنطقة وتصفية قضية فلسطين.
أيها المسلمون: إن ثبات المجاهدين وبطولاتهم توجب عليكم نصرتهم نصرة حقيقية تفضي إلى تحرير الأرض المباركة وتحرير المسجد الأقصى، ولكن الحكام العملاء وأجهزة مخابراتهم يعملون بكل طاقتهم لتحويل بطولات المجاهدين وتلك الدماء وهذه الآلام إلى هزيمة أكبر من هزيمة عام 48 ونكسة أعظم من نكسة عام 67، فبطولات جيش مصر في رمضان عام 73 تم الالتفاف عليها باتفاقية السلام الخيانية التي وقعها السادات والتي لا زال أهل مصر وفلسطين يعانون من ويلاتها.
إن ما تمكره أمريكا ويهود والحكام العملاء بأهل فلسطين مكر عظيم، وأولويات عملهم الآن هي القضاء على المجاهدين وجذوة الجهاد في سبيل الله، وإنشاء سلطة في غزة تعمل بالتنسيق مع الاحتلال على غرار أجهزة السلطة في رام الله، والمغضوب عليهم يراهنون على الفرص، وحقيقتهم في قول الله تعالى ﴿أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً﴾، فهم يريدون فلسطين كاملة وأعينهم على غيرها. أما مشروع حل الدولتين الأمريكي فقد أصبح مفرغاً من محتواه.
يا أمة محمد ﷺ: إن أحداث غزة قد أيقظت مفهوم التحرير وفريضة الجهاد في سبيل الله، وأوجدت شعوراً عاماً عند المسلمين أن تحرير مسرى رسول الله ﷺ أقرب من أي وقت مضى، إلا أن أمريكا والحكام العملاء يريدون صرف الأمة الإسلامية عن التحرير والجهاد في سبيل الله، من خلال الترويج لحل الدولتين وإظهار الأمة الإسلامية بمظهر العاجز الضعيف الذي عليه الاستسلام والخضوع لإرادة أمريكا وكيان يهود.
إن الخيانة التي عليها الأنظمة ستجعل المسلمين في دوامة من المكائد والمؤامرات والذل والقهر، وهذا يوجب على المسلمين عامة والجيوش خاصة أن تعمل بكل طاقتها للانعتاق من التبعية والعمالة وخلع الأنظمة وإزالة حدود سايكس بيكو وإقامة حكم الله في الأرض.
يا خير أمة أخرجت للناس: إن مسؤولية الأمة الإسلامية عن العالم مسؤولية عظيمة، وهي توجب عليها النهوض لدينها كما أرادها الله تعالى شاهدة على الناس، شاهدة عليهم بإقامة الدين ومحاربة الظلم والطغيان.
نعم، لقد آن لنا أن ننقذ البشرية من هذه الطغامة الرأسمالية الإجرامية، وإن حركة الوعي التي يشهدها العالم الآن هي حركة تبشر بخير للبشرية كلها، فهؤلاء الطلاب نشأوا وهم يقدسون الحريات ويعتبرونها مظهراً من مظاهر عظمة أمريكا، ولكنهم الآن في صدام مع الدولة التي من مسؤوليتها تطبيق المبدأ وضمان حقهم في التعبير. فقمع الاعتصامات وفضها بالقوة هو ضرب للأسس المبدئية التي يقوم عليها المبدأ الرأسمالي، وهذا مقدمة لانهيار أمريكا والنظم الغربية، فالاتحاد السوفيتي انهار عندما فُقدت الثقة بالمبدأ الشيوعي ومفاهيمه الأساسية عن الحياة، ودولة الخلافة انهارت عندما اختلت عند المسلمين المفاهيم الأساسية، ففقد الإسلام تأثيره على الدولة والمجتمع، وهذا ما يجري عند الغرب الآن، فما يجري ليس قمعاً لحرية التعبير عند فرد بل هو قمع للفكرة في المجتمع، وهذا نتيجته الحتمية فقدان الثقة بالديمقراطية كمنهاج حياة، وفقدان الثقة بالمنظومة الديمقراطية الحاكمة.
فثقوا بالله القوي العزيز واعملوا بقوة مع حزب التحرير لإقامة دين الله في الأرض، والله تعالى يجري نصره على أيديكم بقوته التي لا غالب لها ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
اللهم اشرح صدور المسلمين لطاعتك ومرضاتك ونصرة دينك، واجعل لنا من لدنك سلطانا نصيراً.
والحمد لله رب العالمين.
|