قام رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان بإلقاء كلمة مطولة خلال اجتماع منظمة المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في كوالالامبور عاصمة ماليزيا بتاريخ 03 آب/أغسطس 2006 على خلفية تصاعد وتيرة الأحداث الدائرة في لبنان، وكان قد شرح مطولاً خلال كلمته وبأسلوبه المخادع المراوغ المعهود وجهة نظره المتعلقة بالهجوم اليهودي الشرس الذي يشنه الكفار الأميركان ضد لبنان، فلم يتطرق خلال كلمته ولو ببنت شفة تخدش مشاعر يهود.
لم يعد هناك معنىً لإجراء الاتصالات والمحادثات الدبلوماسية وتلوين الوجوه وإظهار للقوة الزائفة وتقديم الكفار المستعمرين على أنهم “الحل” الشافي لمصائب الأمة!! فمنذ ما يقارب القرن؛ والأرض مملوءة بالفتن والفساد والمجازر والأحزان والرذائل!! ومنذ ما يقارب القرن؛ لم تخلُ الأمة من ألم دون تجرعه، ولا من ذل دون تذوقه، ولا من مصيبة دون أن تقع عليها!! ومنذ ما يقارب القرن؛ لم يبقَ تراب للمسلمين دون احتلال ولا ثروة دون نهب ولا دماء لهم بلا إراقة!! ومنذ ما يقارب القرن والدنيا منغمسة بظلمات الكفر وتسلط الكفار المستعمرين وخيانة الحكام الرويبضات!!
إن لبنان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة –إذا ما تأخر فجر الخلافة-!! فقبلها فلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير والشيشان... وغيرها الكثير... لقد بات أصحاب الإيمان والعقل والرحمة والإنسانية يدركون حقائق الأمور تمام الإدراك... وليعلم الذين لا يرون ولا يسمعون ولا يعقلون أو لا يريدون أن يعقلوا –إن وجدوا- أنهم صمٌ عميٌ خرس أو أنهم ظلمة حمقى أو أنهم خونة عملاء!! تماماً كما هو حال حكام الضرار الذين يتربعون فوق رؤوسنا...
فيا أيها الضباط والجنود في جيوش المسلمين لقد آن أوان التحرك!!
فإن كان قد تبقى لديكم مثقال ذرة من إيمان أو عقل أو حس أو رحمة أو إنصاف أو إنسانية فعليكم التحرك تو اللحظة لاجتثاث كيان يهود النجس من الأرض المباركة، وطرد المستعمرين الأميركان والإنجليز والفرنسيين والأسبان والروس والهنود والصينيين من الأراضي الإسلامية شرَّ طردة لا يعودون بعدها أبدا، وذلك لا يكون إلا بإسقاط حكام الضرار الخونة الذين يتربعون على رقابنا والذين ما انفكوا يهيئون الأجواء لهؤلاء الكفار للتوطد في أراضينا وتدعيم جذورهم. لقد آن الأوان لإزالة أدوات الكفار المستعمرين من مثل الأمم متحدة، وحلف الشمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة المؤتمر الإسلامية، والجامعة العربية، ودول عدم الانحياز، ومجموعة الثمانية... وكافة مؤامراتهم وقراراتهم الضالة المضلة ذات الوجهين، فهي واجبة الإزالة كلها لا بعضها... لقد آن أوان تجفيف مستنقعات الكفر، وقطع دابرهم وإنهاء وجودهم، لا لإراحة المسلمين وحدهم بل لإراحة الناس جميعاً -مسلمين وغير مسلمين- من شرورهم، ولإراحة الحيوانات والشجر والحجر الذين لم يسلموا منهم أيضاً... لقد آن أوان الابتعاد عن الخوف ورفع الأصوات وإنارة الأرض من جديد بنور وهدى الإسلام... لقد آن أوان إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بإذن الله وعونه ولطفه، لتتحقق بشرى الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولإعادة أمة الإسلام الكريمة التي اعتدي على ربها وكتابها ورسولها ودينها ومقدساتها وشرفها وعرضها وأرضها وثرواتها وشبابها الأشداء وشاباتها المخلصات وأطفالها المعصومين ونسائها العفيفات وشيوخها الأطهار وبيوتها وشوارعها وشجرها وحجرها، إعادتها إلى سابق عهدها “خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ” “أُمَّةً وَسَطًا” تشهد على الناس جميعاً بالإسلام الذي لن يقبل عند الله دين غيره، وليلتئم شملها مع عزتها وقوتها ومجدها وعظمتها التي تاقت إليهم... لقد آن أوان إعلاء الحق وإزهاق الباطل بقيادة خليفة راشد يقاتل من ورائه ويتقى به وبأيدي جيوش الإسلام الغر المحجلين العامرة قلوبهم بالإيمان. فهل أنتم مجيبون؟!
((وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا))
|