أقرّ مجلس “نواب الحكومة” وليس مجلس نواب الأمة، قانونا لمنع الإرهاب في الأردن امتثالا لأوامر أمريكا وربيبتها “إسرائيل”، أكثر دولتين تمارسان الإرهاب في العالم اليوم، وقد أقر البرلمان الحكومي القانون لا لمنع الإرهاب، وإنما لإرهاب المسلمين في الأردن، ومنعهم من الحديث بل حتى من التفكير في تغيير الواقع المزري المذل الذي يعيشه الناس، فبحسب هذا القانون الجديد سيُلاحَق الناس لمجرد الاشتباه في نواياهم بحجة “ورود معلومات ذات أساس”!! كما أنّ القانون يوجد المبرر للنظام لمعاقبة كل من يحتج على ظلمه، أو على علاقته الحميمة مع يهود مغتصبي أرض فلسطين ومقدساتها، وقاتلي الأطفال والنساء والشيوخ، فمن أين سيكون مصدر هذه المعلومات التي سيُلاحَق الناس بسببها؟ أوَ ليس من دوائر النظام الأمنية التي لا هَمّ لها إلا تتبّع عورات المسلمين وقمعهم؟
إنّ هذا القانون سيكون أداة يستعملها النظام في الأردن لملاحقة كل من يحدّث نفسه بالقيام بأعمال ضد الكفار المحتلين لبلاد المسلمين، بل سيطال هذا القانون كل داع أو محرّض على الجهاد ومقاومة المحتل، بحجة التحريض على القيام بأعمال إرهابية، أو “التأثير على سياسة الدولة” كما جاء في تعريف العمل الإرهابي في القانون نفسه، فالنظام في الأردن يقوم بإصدار أحكام تصل للسجن المؤبد على من يفكرون مجرد تفكير أو يتحدثون بينهم أنهم سيقومون بأعمال ضد يهود، قبل سنّ هذا القانون، فكيف سيكون بطش النظام بالمسلمين بعد هذا القانون؟
أيها المسلمون:
إنّ قانون منع الإرهاب في الأردن سيتبعه قانون الأحزاب، الذي يحصر العمل السياسي في أذناب النظام، وعلى الوجه الذي يحافظ على بقائه، وسيتبعه قانون الإفتاء لخنق الأصوات وكمّ الأفواه، ومنع التحدث بالإسلام إلا على وجه -لا يمتّ للإسلام بصلة- يرضي أمريكا ويهود ودول الكفر، فبهذه القوانين الثلاث وما سبقها من قوانين سيُحكِم النظام قبضته على خناق المسلمين وسيزداد ظلمه وقمعه وتجبره، وإن مجالس النواب-التي يفصّلها النظام في الأردن على مقاسه- ستقرّ هذه القوانين، كما أقرّت اتفاقية وادي عربة الخيانية مع يهود، وكما أقرت قانون منع الإرهاب، لأن هذه المجالس من صنع الديمقراطية التي تريدها أمريكا لكم.
أيها المسلمون:
لقد أمركم ربكم أن تُعِدّوا القوة لإرهاب أعداء الله وأعدائكم، بينما حكامكم يُعِدّون القوانين لإرهابكم، وللحيلولة بينكم وبين مقاومة الكفار الذين يدنّسون بلادكم، ويعتدون على أموالكم وأعراضكم في فلسطين والعراق ولبنان، وأفغانستان والشيشان، وغيرها من بلاد المسلمين، فحكامكم يقفون مع أعدائكم في الصفوف الأولى لإبقائكم على حالكم الذي أنتم عليه، حيث يتحكمون في رقابكم، ويسيّرون حياتكم وفق أهوائهم وشهواتهم.
أيها المسلمون:
إنّنا ندعوكم للعمل مع حـزب التحريـر لإعادة دولة الخـلافة، الدولة التي تأتمر بأمر ربكم، فتُعِدّ القوة لإرهاب عدوكم، وترعاكم بأحكام الدين الذي ارتضاه الله لكم، فيتحقق لكم العز في الدنيا والثواب العظيم في الآخرة، فاستجيبوا لأمر ربكم
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
|