Aya

1953

HT logo
  adv search
new email def main site arabic
info office misc wilayat books tahleelat lflts  
                 
 
:::

بسم الله الرحمن الرحيم

الدكتاتورية العلمانية والألعوبة الديمقراطية تتسابقان في الحرب على الإسلام

إن الحملة الهجومية الفكرية الثقافية العقدية المستمرة كامتداد للحرب الصليبية التي أعلنتها أميركا على الإسلام وعلى العالم الإسلامي عقب أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، بدأت تأخذ منحنى أكثر شدة من خلال تحقير أميركا الكافرة للقرآن الكريم في سجني غوانتاموا وباغرام، وتطاول الكفار الدانمركيون على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومساندة الكفار الأوروبيون لهم، ومؤخراً تجرؤ البابا الكافر بعبارات مارقة على الإسلام وعلى الجهاد ذروة سنامه، ومن خلال هجمات مماثلة من هنا وهناك. أما الحكام العملاء في بلاد الإسلام فهم لا يقومون بعمل غير عمل الطابور الخامس المتمثل بدعم ومشاركة الكفار في حملتهم وهجماتهم من خلال عرقلة وسحق العاملين المخلصين المدافعين عن الإسلام والقرآن والرسول صلى الله عليه وسلم، ومن خلال العمل على سحق التكتل المبدئي الإسلامي الذي يقود توجه الأمة المتمثل باستئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة دولة الإسلام وإعادتها لمكانتها الدولية التي تليق بها كدولة أولى، لتحقيق وعد الله سبحانه وبشرى رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ولا زال هؤلاء الحكام يعملون على التضييق وملاحقة ومطاردة وتعذيب وقتل حملة الدعوة المخلصين الذين يصلون الليل بالنهار ابتغاء مرضاة الله سبحانه.

وامتداداً لذلك كله ظهرت في الأيام الأخيرة عبارات مسمومة لافتة للنظر أطلقها العلمانيون في تركيا، حيث كان رئيس الجمهورية أحمد نجدت سيزار أول من أشعل الحرارة من خلال تصريحاته الأخيرة التي تلقفها العلمانيون الآخرون وصعدوها بعد أن اشتد أزرهم باستلام الجنرال يشار بيوك آنيت مهامه رئيساً لرئاسة الأركان العامة. واشتدت الحرارة تصعيداً من خلال الكلمات التي أدلى بها عمداء الجامعات -الذين أخذوا على عاتقهم الدفاع عن الجناح الإنجليزي في الدولة الخفية- بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد، حتى خرج علينا أحدهم قائلاً “لا يحاول أياً كان امتحان صبرنا”!! وأضيف لهذه الحملة التصريحات التي أدلى بها رئيس القوات الأرضية الجنرال إيلكار باشبوغ في الكلية الحربية بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد.

حيث قال الجنرال إيلكار باشبوغ خلال كلمته “أن التهديد الرجعي بلغ مستويات مثيرة للقلق، إنهم يسعون بالعمل التثقيفي الصبور والمنهجي تقويض المبادئ الأساسية للنظام العلماني، لقد قطعوا مسافة مقلقة في ذلك الاتجاه”، إنه بتصريحاته هذه أثبت مجدداً أن الديكتاتورية العلمانية لازالت تصنف الإسلام والتكتل الإسلامي المبدئي الصحيح على أنهما مازالا يشكلان التهديد الأول في قائمة التهديدات التي تواجهها الجمهورية التركية. والعلمانيون المتطرفون الذين أثيروا نتيجة لتصريحات الجنرال باشبوغ بدؤوا بإطلاق الهتافات المطالبة بانقلاب عسكري عبر التلفاز والوسائل الإعلامية، ومما لفت الانتباه أن الأوساط الإعلامية المختلفة كانت تضع خلفية مصورة لتلك الهتافات العلمانية تظهر فيها الفعاليات التي نظمها شباب حـزب التحريـر. وكأنهم يومئون بذلك أن الانقلاب العسكري الذي نظم عام 1960 نظم نتيجة للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء عدنان مندريس آنذاك في البرلمان حيث قال: “وإن أردتم فبإمكاننا إعادة الخلافة من جديد”. وفي وقت سابق كان رئيس الأركان العامة السابق الجنرال حلمي أوزكوك قد هدد باستخدام القوة العسكرية، مما استدعى الحكومة الديمقراطية الألعوبة بالرد على وجه السرعة على تصريحات الديكتاتورية العلمانية من خلال أحد أصحاب الصلاحية العليا بالقول: “إذا كان هناك رجعية في تركيا، فإن أول قوة ستقوم بمواجهتها هي حكومة الجمهورية التركية” فأظهر بذلك أنهم في سباق مع الدكتاتورية العلمانية في صراعهم ضد الإسلام.

فهل عملاء الإنجليز من العلمانيين يحاولون من خلال تصريحاتهم الصفيقة هذه تخفيف آلام ابتعاد الناس عنهم نتيجة تعصبهم الأعمى؟ هل ينهجون نهج مشركي مكة الذين سدوا آذانهم للحيلولة دون سماع القرآن، فنراهم يسدون آذانهم للحيلولة دون سماع دعوة الإسلام، بل ويسعون لسحقها بمخالبهم، ذلك أنهم لا يملكون القدرة على تحدّيها ومناقشتها فكراً وعقيدةً؟ هل يظنون أنهم بتهديداتهم باستعمال القوة العسكرية وبتنفيذ انقلاب عسكري سيتمكنون من قطع الطريق أمام الدعوة الإسلامية أو أنهم سيحولون دون رفرفة راية العقاب، راية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، خفاقة في السماء من جديد؟!

أما عملاء أميركا من الديمقراطيين، فكم هي السرعة التي نسوا فيها أنهم وصلوا إلى سدة الحكومة من خلال أصوات المسلمين الذين غرروا بهم بوعودهم الكاذبة وضللوهم بتاريخهم الإسلامي؟! مما لا شك فيه أنهم كانوا منذ البداية تحت السيطرة الأميركية، إلا أنهم واروا حقيقة وجههم البشع بأسلوب احترافي متقن.

أيها المسلمون؛ ها أنتم ترون أن القضية التي يتسابق عليها كل من ممثلي وأنصار العلمانية الذين هدموا دولتكم، دولة الخلافة، من خلال التحالف والتآمر مع الكفار الإنجليز، وممثلي وأنصار الديمقراطية الذين يرون في أميركا المستمرة بحربها الصليبية الوحشية على الإسلام والمسلمين في العراق وأفغانستان حليفاً وشريكاً، والذين يخدمون وينفذون مصالح ومخططات الكفار الأميركان السياسية علانية جاهراً نهاراً، والذين يهتفون ويرفعون شعاراتها، قضية الفريقين التي يتسابقون على تنفيذها هي قضية الحيلولة دون تمكن الإسلام، عز دنياكم وأخراكم، من العودة دولةً من جديد، قوةً أولى تهز عروش الكفار المستعمرين وسيادتهم، دولةً تسمو كالنجم الساطع في الحياة والدولة والمجتمع، وللحيلولة دون توحد المسلمين من جديد ليكونوا كما أراد الله لهم أن يكونوا؛ خير أمة أخرجت للناس.

ولأنهم يخشون من غضبكم وثورتكم فهم لا يتجرأون على القول “التهديد الإسلامي” بل يظهرون عداءهم بالقول “التهديد الرجعي”، لذا فيتوجب عليكم أن تعلموا يقيناً أن ما يسمونه بـ “التهديد الرجعي” هو عينه “التهديد الإسلامي”. ذلك أن هذه الدولة العلمانية التي تدور في فلك الكفار، والتي تبرأت من الإسلام واحتضنت قوانين الغرب الكافر، والتي أدارت ظهرها للمسلمين لتتحالف وتتصادق مع الكفار المستعمرين، كان الإسلام عدوها الأول منذ اليوم الأول الذي أسست فيه.

أيها المسلمون؛ إنكم تعلمون أن أياً من أحكام الإسلام المتعلقة بنظام الحكم، والاقتصاد، والاجتماع، والأمن، والسياسة الخارجية لا تنفذ اليوم. وإنكم تعلمون أنهم يسعون لتحريف الإسلام بجعله ديناً روحياً يتعلق بالعبادات لا غير، ليصبح كباقي ديانات الكفر الباطلة، فقاموا بحظر اللباسي الشرعي الذي هو فرض فرضه الله سبحانه، وحظروا تعلم وتعليم القرآن الكريم كتاب الله، فهم لا يتحملون رؤية الإسلام وأثره في أي شيء. ولما كان حالهم هكذا، فكيف يمكنهم أن يتحملوا تكتلاً حزبياً مبدئياً صحيحاً يعمل لإسقاط هذا الطغيان، ولرفع الحق عالياً ولزهق الباطل، وليقلب أنظمتهم الفاسدة رأساً على عقب، وليضع حداً لأسيادهم الكفار المستعمرين؟! ولذلك فليس غريباً أن يهددوا بتحريك الدبابات والانقلابات ضد الإسلام وأحكامه وهم قد فعلوها سابقاً! لأقل من ذلك، فعلوها لظهور بعض المشاعر الإسلامية،فكيف إذا ظهرت أحكامه؟ وليس غريباً كذلك أن يتطاولوا على الإسلام بألسنتهم المسمومة؟! وهم قد تطاولوا!! ثم أضافوا إلى ذلك مطاردة حملة الدعوة واعتقالهم، والزج بهم في غياهب السجون؟! كل ذلك، فعلوه ويفعلونه، خشية عودة الإسلام إلى الحياة والدولة والمجتمع، وهم بإذن الله سيرتدون على أعقابهم خاسرين وسيعود الإسلام يضيء من جديد في دولته وأحكامه رغم أنف الظالمين.

أيها المسلمون؛ ألا تشتاقون إلى الإسلام وخلافته؟! ألا تتطلعون إلى عز الدنيا والاخرة؟ فكيف ترضون أن تكونوا متفرجين على ما يجري دون أن تقفوا وقفةً يحبها الله ورسوله ضد هؤلاء وأولئك أتباع أمريكا والإنجليز؟ ألا تحتضنون الإسلام وحملة الدعوة الإسلامية؟! ألا تحبون أن يكون لكم خليفة تبايعونه برضاكم وإرادتكم فتقاتلوا من ورائه وتحتموا به؟! ألا تحبون أن تروا إعلان الجهاد في سبيل الله لإنهاء سيادة الكفار المستعمرين على بلادنا، ولنشر نور الإسلام وهدايته للعالم تحت تكبيرات المجاهدين؟!
إن حـزب التحريـر في تركيا يعمل بينكم ومعكم، فقد عاهدنا الله ورسوله والمؤمنين أن نغذَّ السير نحو الخير، وأن نعمل بجد وعزم بين الأمة ومعها لحمل الدعوة الإسلامية وطلب النصرة من أهل القوة لإستئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة دولة الخلافة الراشدة.

وعليه فإننا ندعوكم أن ترصوا صفكم وتقفوا في وجه العلمانيين المارقين والديمقراطيين ذوي الوجهين لتوقفوهم عند حدهم، وأن تعملوا مع حـزب التحريـر لإقامة الخلافة والوصول إلى الخير ونيل الأجر العظيم معه، فيا أيها المسلمون؛ إن أجر العمل في إقامة الخلافة أعظم بكثير من أجر مساندتها ونصرتها بعد إقامتها.. فاعملوا مع العاملين لتنالوا شرف بزوغ شفق الخلافة المبارك قريباً بإذن الله. 
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ))

في 07 من رمضان المبارك 1427 هـ
 
حـزب التحريـر

الموافق

2006/09/29م
 
ولاية تركيـا
 


إقرأ أيضا:-
نزع سلاح حزب إيران ودور السلطة اللبنانية!
غزة على موعد مع قتل يستحرّ، وتضييق يستعر، إن لم تتحرك الأمة الإسلامية لنصرتها
يا لنخوة الإسلام في أمة محمد ﷺ! قال رسول الله ﷺ: «لَيْسَ بِالْمُؤْمِنِ الَّذِي يَبِيتُ شَبْعَانَ وَجَارُهُ ‌جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ» رواه الحاكم
تحذير توم براك لبنان من عودته إلى أصله جزءاً من بلاد الشام! اعتراف أمريكي ضمني أن مشروع وحدة الأمة بإقامة الخلافة هو المنافس الحقيقي الوحيد للمشروع الأمريكي في المنطقة
مع كلام معسول مسموم عن مستقبل لبنان والمنطقة! المبعوث الأمريكي توم باراك في لبنان لتكريس إتمام اتفاق السلام والتطبيع مع كيان يهود!